لعنة .... أصابت عمارة زغلول الشهيرة بمنطقة كفر عبده الراقية بشرق الإسكندرية ... تحولت حياة سكانها بين ليلة وضحاها إلي جحيم ، حين وطأت قدما القنصل الإسرائيلي ....الجار الجديد غير المرغوب فيه إحدي شقق الشاغرة الطابق التاسع بالعمارة ... لقد تغير كل شئ في حياة السكان منذ اليوم الأول لافتتاح القنصلية الإسرائيلية بالعمارة منذ عامين .... صراع نفسي رهيب يعاني منه السكان بين رفض وجود اليهود بين عائلتهم والأمر الواقع الذي فرضته عليهم حكومة التطبيع ... أصبحت العمارة مثل معتقل جوانتانامو وقاطنيها من أطفال وشباب ونساء وشيوخ معتقلين وحدد إقامتهم دون اي ذنب ارتكب ... يعيشون حاليا في قلق وذعر من مجهول، قد يهدد حياة ذويهم بسبب ذلك الجار الثقيل الذي يكرهونه... قيدت تحركاتهم في الحضور والانصراف والتي أصبحت بحساب وحرموا من زيارات الأحباء والأقارب, والتي اعتبروها انتهاك لحقوق الإنسان المصري داخل مسكنه من قبل الأمن المصري ..... ذلك الجار غير المرغوب فيه قد فرض عليهم خطرا داهما بعد ان اختبأ في خسة وجبن مستخدما أجساد أسرهم دروعاً بشرية تحميه من هجمات الأعداء والمتربصين!! الكثير من السكان هجروا شقتهم وشركاتهم أغلقت أبوابها من أجل عيون إسرائيل!. «سكان العمارة» التقت «الوفد» مع بعض سكان العمارة الذين رفضوا ذكر أسمائهم الذين قالوا إن الهدوء الذي كانت تنعم به منطقة كفر عبده تحول إلي جحيم منذ انشاء إسرائيل مقراً لقنصليتها بعمارة زغلول, الكثير من السكان هجروا شقتهم ومنازلهم المجاورة لمقر القنصلية!. بعد ان تحولت المنطقة المحيطة بالعمارة إلي ثكنة عسكرية ووضعت المتاريس وانتشرت فرق القوات المسلحة و الدبابات و المدرعات وفرق الشرطة التابعة لوزارة الداخلية والحراسات الخاصة بمجلس الوزراء بخلاف فرق الحراسات الإسرائيلية المكلفة بتأمين القنصل حول العمارة والشوارع المؤدية إليها بخلاف تحركات القنصل الاسرائيلي كانت تشل حركة المرور بالشوارع! وإذا تصادف دخول أو خروج احد السكان أثناء استقلال القنصل أو العاملين بالقنصلية المصعد الكهربائي. تحدث مشكلة كبيرة ومضايقات من قبل فرق الأمن التابعة للقنصلية والغريب ان القنصل الحالي حسن كعيبة انه مسلم من عرب 48 ويتحدث اللغة العامية المصرية بطلاقة وكان يحاول التودد للسكان اثناء نزوله أو صعوده بمداخل العمارة ولكن الجميع كان يعامله بجفاء ... لقد حولت القنصلية حياتنا إلي جحيم بعد ان تزايدت القيود وخاصة بعد ثورة 25 يناير تحسبا لتعرض القنصل لاي تهديدات رغم انه لم يظهر منذ ثلاثة أشهر ويقال انه رجع إلي إسرائيل وتولي منصب المتحدث الرسمي للخارجية الإسرائيلية ولا يوجد أحد بمقر القنصلية سواء الموظفين المصريين وأشهرهم موظف يدعي «جاد» والذي يمارس مهام القنصل في تسيير الأعمال وخاصة التجارية والإدارية ونحن سكان العمارة نعاني من العزلة بعد أن قاطعنا الأقارب والأصدقاء خوفا من التعرض للتفتيش والمضايقات الأمنية ورفضهم للتطبيع مع إسرائيل طبعا.... وعند حضور شخص لزيارة احد السكان يتعرض للتفتيش من قبل الأمن المتواجد في كشك زجاجي عند مدخل باب العمارة ويقوم رجل الأمن بالاتصال «عبر الانتركم» بالساكن ويسأله إن كان يرغب في ضيافة فلان أو لا!! ويضيف احد السكان قائلا لقد كان بالطابق الأول بالعقار شركة سياحية كبري أغلقت أبوابها بسبب امتناع الناس عن التعامل معها بعد معرفتهم بأن مقرها في عمارة السفارة الإسرائيلية... واضطر صاحب الشركة لبيع المقر لأحد البنوك الذي لم يفتح مقره حتي الآن هو الآخر!! ونحن سكان العمارة والعقارات المجاورة لا نستطيع ترك سياراتنا أسفل العمارة ونجد مشقة في البحث عن جراح قريب من العمارة . ويضيف ساكن آخر قائلاً لقد كان بالناحية المواجهة للعمارة (دار مسنين) وكان روادالدار من المسنين يخرجون للحديقة المواجهة للدار وبعد دخول القنصلية الإسرائيلية المنطقة منع الأمن اي شخص يجلس في الحديقة وكذلك تم منع دخول السيارات الأجرة إلي الشارع المتواجد فيه القنصلية أو حتي المرور منه بعد ان وضع الحواجز الحديدية بالشوارع الفرعية بعد تزايد المظاهرات الرافضة للتواجد الإسرائيلي علي ارض الإسكندرية في الآونة الأخيرة والتي كانت تنظم وقفات احتجاجية ومظاهرات امام عمارة القنصلية الإسرائيلية. «7 قناصل» الباحث في الشئون الدبلوماسية ياسر عبد المنعم قال: منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل وبدء التبادل الدبلوماسي بين مصر وإسرائيل التي استخدمت 3 مقرات لقنصليتها في الإسكندرية والتي تم تبديلها علي مدار خمسة عشر عام ماضية بسبب الرفض المستمر لاي أنواع تطبيع من قبل الشعب السكندري مع إسرائيل وكان أول مقر للقنصلية الإسرائيلية بالإسكندرية في الطابق الحادي عشر من البرج السكني رقم 453 طريق الحرية أبو قير بمنطقة رشدي والذي أقام سكانه الأفراح وقاموا بتحطيم ( القلل) فور خروج القنصلية منه المبني إلي مكان آخر وهو العقار رقم 205 شارع عبدالسلام عارف بمنطقة لوران علي ترام الرمل بالطابق الأخير بالعقار وأيضا سكان العقار أقاموا الأفراح ليلة خروج الإسرائيليين من عمارتهم والمقر الحالي عمارة زغلول بمنطقة كفر عبده بجوار جنينه الليمبي. والقنصل العام الأول لإسرائيل بالإسكندرية كان «شاؤول توفال» والقنصل العام الثاني «عزريال كارني» والقنصل العام الثالث «شالوم هدايا» والقنصل العام الرابع «وافيد زهار» والقنصل العام الخامس «مائير ميشال» والقنصل العام السادس «ايلي عنتيبي» والذي كان أول القناصل الإسرائيليين من المقيمين بالإسكندرية بعد إنشاء أول قنصلية عامة لإسرائيل بالإسكندرية في مطلع الثمانينيات والقنصل السابع كان «حسن كعبية» من عرب 48 وهو أول دبلوماسي بدوي اسرائيلي مسلم الديانة وكعيبة متزوج وأب لستة أطفال وهو من سكان قرية الكعبية الواقعة في شمال إسرائيل وقد أدي كعيبة خدمته في جيش الدفاع في الفترة ما بين 1984 حتي 2000 وانهي خدمته العسكرية برتبة كولونيل, وكانت سلسلة المهام التي أدها كعيبة في جيش الدفاع تستلزم الخبرة العسكرية وكان يعمل في قسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية وحاول كعيبة خلال السنوات الماضية اختراق المجتمع السكندري بوصفه عربيا مسلما ولكنه فشل واضطر إلي الإقامة بمسكن بالقاهرة والحضور إلي الإسكندرية كل يوم أربعاء في سيارته المصفحة ماركة B.M.W وسط حراسات مشددة لتسيير اعمال القنصلية والانصراف قبل غروب الشمس في اتجاه القاهرة حتي غادر مصر في نهاية 2010 بعد ان فشل في تحقيق المخطط الاسرائيلي في اختراق المجتمع السكندري ورفض عميد السلك القنصلي بالإسكندرية إقامة حفل وداع للقنصل الاسرائيلي بلا رجعة. «تحركات القناصل» والغريب ان كل قناصل إسرائيل علي مدار السنوات السابقة كان لهم تحركات محددة لاماكن محددة منها مثل تناول الغداء في مطعم اسماك شهير بمنطقة بحري الميناء الشرقي علي البحر والسبب ان الطهاة كانوا يقومون بإعداد الأسماك علي الطريقة الإسرائيلية منزوعة الزعانف والخياشيم أو بأحد الفنادق الشهيرة بمنطقة محطة الرمل والذي كان مملوكاً في الماضي لأحد اليهود وباعه للحكومة المصرية. «اتفاقية السلام» 32 عاما من العار والمهانة تلاحق كل المصريين منذ ان وقعت مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل في نهاية عام 1979 والتي سبقها بعامين وبالتحديد مساء يوم السبت الموافق 19 نوفمبر 1977 هبطت طائرة رئاسة الجمهورية التي استقلها الرئيس الراحل محمد أنور السادات في مطار بن غور يون في تل أبيب والتي كانت أول زيارة لزعيم عربي والتي شهدت أيضا إلقاء خطاب امام الكنيست في أورشليم القدس والذي اعتبر اليهود يوم التحول في العلاقات الإسرائيلية المصرية. والتي أعقبها تكون لجان مشتركة بين الطرفين منها اللجنة الاقتصادية تعمل علي دفع عجلة التعاون الاقتصادي و التجاري بين البلدين ولجنة زراعية مشتركة تنعقد بشكل دائم مرتين كل عام وتجري حوارا متواصلا بين الطرفين منذ عام 1981 وهي التي تقف وراء تنفيذ مئات المشاريع الزراعية بين إسرائيل ومصر. وذلك بخلاف اتفاقية الكويز الصناعية واتفاقية الغاز والتي اعتبرتها إسرائيل أهم المكاسب والتي وصفتها إسرائيل أهم المكاسب والتي وصفتها إسرائيل بالصفقة العملاقة خلال عام 2005 وهناك تعاون مصري اسرائيلي في مجال السياحة والمواصلات والاتصالات والصحة. «عيد الاستقلال» تحتفل القنصلية الإسرائيلية في منتصف مايو من كل عام بعيد استقلال دولة إسرائيل في أحد الفنادق الكبري بمنطقة سيدي بشر وسط إجراءات أمنية مشددة والذي تم الغاؤه العام الحالي خوفا من غضب الثوار المصريين وكان الاحتفال كل عام يحضره العديد من قناصل الدول الأجنبية ورجال الأعمال المصريين الذين يمارسون التجارة والتطبيع الصناعي مع إسرائيل.