العبقري أستاذنا أحمد رجب اختصر كل إللى عاوزين نقوله فى نص كلمة حيث كتب يقول: تسع سنوات استمر الموبايل في الخدمة حتي أدركته الشيخوخة، واشتروا لي تليفونا مليئاً بالأزرار، هذا زر للقاموس، وهذا زر للعمليات الحسابية، وهذا زر لتكييف الهواء، وهذا زر لخرط الملوخية، وهذا زر دورة المياه، وهذا للسيفون، وأعداد لا تنتهي من الازرار، أما الكلام في التليفون فهو مشكلة المشاكل، الصوت بعيد جدا من يريد الاتصال بي لابد أن يتوافر عنده صبر أيوب. معنى هذا الكلام الذى صاغه أستاذنا بمنتهى البلاغة والبساطة أيضا أن الاجهزة تطورت تطورا فوق الخيال ولدينا الآن كل الأجهزة الاسمارت فون والإكس فور والإكس فايف وأصبح جهاز المحمول يمكنه أن يخرط الملوخية ويقشر البطاطس ويعمل عجين الفلاحة وهذه هى التكنولوجيا. أما الخدمة الفويس والإنترنت من شبكات المحمول الثلاث فهناك بالتأكيد مشاكل أدت إلى تراجع المستوى وسوء الخدمة رغم التوسعات الهائلة وزيادة عدد المشتركين وترقب الرخصة الموحدة والشبكة الرابعة. وقد جاء تقرير الجهاز القومى للاتصالات برئاسة المهندس هشام العلايلى عن تقييم أداء الشركات الثلاث عن الربع الاول من العام الحالى كاشفاً للعورات وفاضحاً لشركات كانت تتغنى بجودة الخدمة والكفاءة وخاصة اتصالات مصر التى جاءت طبقا للتقرير الأسوأ على الاطلاق فى كل شيء فى الصوت وتوصيل المكالمة وانقطاع الخط وعدم التغطية فى مناطق عديدة فى المحافظات وفى القاهرة العاصمة ذاتها وجاءت فودافون وهى شركة عملاقة وتتمتع بسمعة عالمية جيدة جدا فى المركز الثانى من حيث السوء وجاءت موبينيل وهى الأقدم فى المركز الأول من حيث الكفاءة والجودة. والسؤال الآن ماهى أسباب تراجع الخدمة رغم أن المفروض فى الدنيا كلها أن نتطور إلى الأفضل وطبيعى جدا أن اليوم أفضل من أمس وغداً أفضل من اليوم فهل هناك أسباب منطقية لهذا التراجع. بالطبع وباعتراف الجهاز نفسه هناك مشكلة عامة أثرت على أداء الشركات الثلاث وهى انقطاع التيار الكهربائي وتفوقت موبينيل لأن لديها أكبر عدد من المولدات. كما أن تكرار الانقطاع فى الكهرباء يؤثر على كفاءة البطاريات وينقص من عمرها الافتراضى وهناك محطات تقوية فى مناطق ليس بها أساسا تيار كهربائي وعمل بالسولار والبطاريات تعمل عند توقف المولدات التي تأثرت أيضاً بارتفاع أسعار السولار. كما أن هناك سطواً وسرقات للمحطات خلال الفترة السابقة فاقت كل الحدود وكانت فترة انفلات أمنى خلال السنوات الثلاث العجاف منذ ثورة 25 يناير حتى انتهاء عصر الإخوان ولم تنضبط الامور إلا بعد تولى الرئيس السيسي ومازالت هناك جهود أمنية لابد أن تبذل للقضاء تماما على البلطجة والانفلات الأمنى. كل هذه الأسباب مقبولة ولكن يبقى السبب الحقيقى الذى لم تعلنه الشركات وهو تراجع مستوى الاستثمار والصرف على الشبكات وهى بالطبع تحتاج صيانة وضخ المزيد من الاستثمار لإنشاء محطات تقوية جديدة وصيانة القديم والتأكد من تغطية جميع المناطق فى كل محافظات مصر وحتى فى الأدوار الأرضية التى بها مشكلة أكبر لأن الخدمة تنقطع تقريبا ويضطر المشترك إما أن يخرج إلى الشارع أو يصعد للسطوح وهذا لا يمكن أن يستمر فى بلد مثل مصر تتطلع إلى نهضة تكنولوجية عملاقة. ولا بد من حلول سريعة تضمن كفاءة الخدمة الفويس الصوتية والإنترنت. من جانبه أعلن المهندس أحمد عصام الرئيس التنفيذي لفودافون مصر عزم الشركة ضخ 9 مليارات جنيه فى الشبكة خلال 3 سنوات وهو ما يعنى ضخ 3 مليارات فولرا هذا العام ليحدث تحسن ملحوظ فى الأداء خلال فترة وجيزة وهذا هو الحل الامثل ولا يمكن أن نضع الرؤوس فى الرمال ونقول إنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان لابد أن هناك أفضل ولا بد أننا نبحث عن الأفضل دائما باعتبار أن فودافون هى الشبكة الأكبر فى مصر ولديها أكثر من 42 مليون مشترك. وبالنسبة لمشكلة انقطاع الكهرباء وغلاء السولار قال عصام إن الشركة تبحث مواصلة خطتها الاستثمارية فى مجال الطاقة الشمسية وهو المستقبل لأن مصر تتمتع أفضل من غيرها من الدول بوفرة هذه الطاقة والشركة تعمل على دخول الطاقة الشمسية إلى جميع محطاتها. أما بالنسبة لارتفاع أسعار السولار فهذا يكلف الشركة مبالغ إضافية ولكننا لم نطلب زيادة فى أسعار الباقات والمكالمات وكل ما يهمنا الآن هو رضاء العملاء وتقديم أفضل خدمة ممكنة. وفى موبينيل بالطبع هناك أفراح وتفاؤل كبير حيث أظهر جهاز تنظيم الاتصالات موبينيل فى أفضل حالة ولكن كما أكدت مصادر داخل الشركة فإن الأفضل قادم وهناك دائما تطوير للخدمة للوصول إلى أفضل ما يمكن على مستوى العالم وآخر ما يشغلنا هو زيادة الأسعار فالأهم رضا العميل. فى اتصالات مصر لا تعليق، رفض المسئولون التعليق على تقرير الجهاز وقالوا إنهم يبحثون الرد وعندما يجهز الرد سوف نعلنه. السؤال الآن هل يستمر تراجع أداء الشركات بعد هذه الاستثمارات خاصة أنه خلال العيد كشف الناس قصوراً فى الخدمة وانقطاع المكالمات. وهل يكشف التقرير القادم للجهاز عن الأسباب الحقيقية لتراجع المستوى ويرفع الكارت الأحمر ويلغى الترخيص لأنه من شروط الترخيص جودة الخدمة فى انتظار التقرير القادم.