من أهم مزايا قطاع الاتصالات أن هناك حكماً صارماً حاسماً قوياً يمكن أن يضع الأمور فى نصابها قبل أن تتفاقم ويرفع الكارت الأصفر فى وجه كل من يرتكب مخالفة أياً كانت نجوميته وجماهيريته. إنه الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات وعلى رأسه كفاءة كبيرة وخبرة هائلة بحجم المهندس هشام العلايلى ومعه كوكبة من أبرز الكفاءات فى مصر من ضمن مهامهم الكثيرة جدا حماية المواطن من احتكار أو جبروت أو استغلال أى شركة تعمل فى مجال الاتصالات ولا يخشى «العلايلى» فى الحق لومة لائم، وقد أخرج إلينا تقريراً خطيراً عن تقييم أداء شركات المحمول خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالى ووضع كل الحقائق بشفافية أمام الصحافة، ورفض أن تظل هذه التقارير سرية بين الجهاز وبين الشركات، وكشف التقرير بكل شفافية موضع القصور فى كل شبكة من شبكات المحمول الثلاث وفضح شركة اتصالات مصر، وأكد أنها الأسوأ فى كل شىء وفى كل مناطق الجمهورية وأن انقطاع المكالمة ورداءة الصوت وصعوبة التواصل أبرز العيوب، وجاءت شركة فودافون وهى الأكبر فى الواقع من حيث عدد المشتركين فى المركز الثانى من حيث كفاءة الخدمة والجودة وجاءت موبينيل الأفضل من كل الوجوه من حيث عدم انقطاع المكالمة وجودة الصوت وسهولة الوصول. المهم أن تقرير الجهاز قد أثار موجة من الغضب الشديد والارتباك داخل الشركات وسارعت كل شركة تنفى عن نفسها أنها أسوأ إلا موبينيل، فقد راقها التقرير بالطبع واشتعلت نار الغيرة من موبينيل وحاولت الشركات الاعتراض على الحكم ورفض الكارت الأصفر وتحججوا بأن انقطاع الكهرباء والسرقات من أبرز أسباب القصور فى الخدمة، إلا أن الجهاز وهو محايد جداً ولا ينحاز إلا للمواطن وإلا للمستخدمين ولا يهمه إلا تحقيق أفضل خدمة بأقل تكلفة ويعي تماماً أهمية الاتصالات الفويس والإنترنت للمجتمع كله، ويري أن جودة وانضباط الخدمة من أهم أولويات المرحلة باعتبار أنه لا تنمية ولا تطور للمجتمع بدون خدمات الاتصالات المتطورة. وجدير بالذكر أن الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات خصص أرقاماً مجانية لتلقى شكاوى الناس من سوء خدمة الفويس والانترنت من جميع الشركات ويتم تحقيق هذه الشكاوى كلها بعناية ودقة فائقة ولدى الجهاز فنيون ومتخصصون على مستويات عالمية قادرون أيضاً على قياس الجودة وتحليل البيانات بمنتهى الدقة والموضوعية. وقد أعجبنى المهندس أحمد عصام رئيس فودافون الذى قال: إننا نقدر تقرير الجهاز ونعمل جاهدين على عدم تكرار الأخطاء ومعظمها خارج على إرادتنا بسبب الكهرباء. ما أردت أن أقوله إن المواطن المصري فى يد أمينة تعمل ليل نهار على راحته، وسوف يشهد القطاع انطلاقة كبري برعاية المهندس عاطف حلمى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي يعمل أكثر من 16 ساعة يومياً فى عمل دءوب من أجل تحقيق استراتيجية محددة واضحة لا يمكن أن يتنازل عن أى قدر منها وهى أن تصبح مصر أهم مركز فى منطقة الشرق الأوسط فى الداتا سنتر أو الحوسبة السحابية وملتقى ومحور الإنترنت العالمى ويري الوزير أن بنية أساسية عالية الكفاءة هى المهمة الأساسية لتحقيق هذه الاستراتيجية التى يمكن أن تجعل قطاع الاتصالات واحداً من أهم موارد الدولة وأحد أهم القطاعات الخالقة لفرص العمل، وهذا أهم التحديات التى تواجه الاقتصاد الوطنى التشغيل والتصدير، وهذا الوزير يعلم تماماً أهمية وأولوية ذلك ويضع نصب عينيه مصر المستقبل التى تتحدث بلغة التكنولوجيا والعلم ويولى اهتماماً بالغاً للتدريب والتأهيل ويمنح خريجى الجامعات منحاً تدريبية متميزة لأنه يؤمن أن العنصر البشري هو محور التنمية الحقيقي به تتحقق ومن أجله.