هدد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس عاطف حلمي شركات المحمول منذ عدة أشهر بتوقيع عقوبات عليها في حالة استمرار الخدمة في هذه الحالة السيئة التى تعاني منها منذ فترة ليست بالقليلة، غير أن الشركات أكدت عدم مسئوليتها عن تدني الخدمات في الفترة الأخيرة، مرجعة أسباب تدني الخدمة إلى عدة عوامل رئيسية أهمها تكرار انقطاع التيار الكهربائي بما يؤثر على معدلات تشغيل محطات التقوية وأزمة الطاقة المتكررة التى تضع الشركات في أزمة لتوفير السولار المطلوب لتشغيل خدماتها. وبينما تنفق شركات المحمول "وفقًا لتصريحاتها" ما يقرب من 9 مليارات جنيه استثمارات سنوية لتقوية الشبكات، ويحتل بند "تحسين الشبكات" دائمًا السطور الأولى في استراتيجيتها غير أن المستخدم لا يشعر بأي تحسن في الخدمات. وبلغت معدلات التكرار في انقطاع الصوت أثناء المكالمة الواحدة أو فشل محاولات الاتصال معدلات غير مسبوقة بما ينذر بأزمة حادة في خدمات الاتصالات بصفة عامة، ومشكلات واضحة خلال الصيف خاصة مع زيادة الأحمال وتوقعات زيادة معدلات انقطاع التيار الكهربائي خلال الصيف الجاري. من ناحية أخرى أشارت الشركات إلى أن تدني جودة الخدمات يرجع إلى عدد من الأزمات الأخرى على رأسها ضعف مستوى الخدمة المقدمة من قبل الشركة المصرية للاتصالات متهمين القائمين على الخدمات الأرضية من الكابلات " بغير المؤهلين". من جانبه وجه الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات دعوة لشركات المحمول الثلاث لإبداء أسباب القصور في تدني جودة خدمات المحمول المقدمة للمواطنين، وأكد الجهاز انه سيطالبهم بوضع خطة زمنية محددة للارتقاء بمستوى الخدمة ورفع كفاءة الشبكة. كشف تقرير جودة الخدمة الصادر عن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات عام 2013، أن شبكتي فودافون واتصالات هما الأسوأ في مستوى إجراء المكالمات في مناطق جنوبالقاهرة وشرقها بينما جاءت فودافون مصر في المرتبة الاسوأ من حيث اتمام المكالمات في منطقة جنوبالقاهرة. وجاءت موبينيل في المرتبة الأولى من حيث جودة الصوت في القاهرة الكبرى، وفق تقرير تنظيم الاتصالات الذي ركز على ان عدد مرات الانقطاع في المكالمة الواحدة وجودة الصوت والتشويش على المكالمات هي العوامل التي يتم القياس عليها. وأشار التقرير إلى تحسن خدمة موبينيل في مدن القناة على مستويي جودة الصوت و اتمام المكالمات، في حين أن فودافون كانت الأسوأ على مستوى انقطاع المكالمات في مدن القناة. وفي صعيد مصر جاءت موبينيل الأفضل على مستوى إجراء المكالمات الهاتفية في الفيوم و المنياي في حين أن فودافون هي الأسوأ على مستوى إتمام الماكالمات الهاتفية في المنيا وأسيوط. واكدت مصادر بشركات المحمول على أنها طالبت بتنسيق مشترك بين الوزارة وجهاز تنظيم الاتصالات والمصرية للاتصالات ووزارة الكهرباء من ناحية وبين شركات المحمول من ناحية اخرى بما يساعد في تكوين غرف عمليات للتصدي لمشكلات سوء الخدمة في أي منطقة سواء المتأثرة بانقطاع التيار الكهربائي أو غيرها من التى تعاني بسبب سوء البنية التحتية من ناحية أخرى. كما أكد ممثلين لشركات المحمول على ضرورة توفير خريطة بخطة تخفيف الاحمال من قبل وزارة الاتصالات والكهرباء بما يتيح لها خطة للتصدي للانقطاعات بتوفير مولدات إضافية للكهرباء تمنع الخدمة من الانقطاع بشكل نهائي مع طول فترات الانقطاعات يوميًا والتى تصل في بعض الاحيان إلى أكثر من 5 ساعات يوميًا. "عودة انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه يومي يؤثر بصورة واضحة على خدمات الاتصالات خاصة في المحافظات والمناطق النائية التى يصعب ايجاد حلولاً بديلة عن الكهرباء فيها لتشغيل ابراج التقوية" وفقًا لما يراه الدكتور حمدي الليثي الخبير بقطاع الاتصالات ورئيس مجلس إدارة شركة ليناتل للبرمجيات. يضيف أن الاشكاليات التى تتعلق بانقطاع الخدمة تسهم في زيادة محاولات المستخدمين للتوصل إلى الخدمة مما يزيد الخدمات سوءً. بينما تلجأ الشركات مؤخرًا إلى مطالبة تنظيم الاتصالات بوضع حلاً سريعًا وجذريًا لعدم توافر المواد البترولية وهو ما يتسبب في تدني الخدمات، فكما يرى ايف جوتيه المدير التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المصرية لخدمات المحمول "موبينيل" أنه لا يحق لشركات المحمول مطالبة المصرية للبترول أو وزارة البترول بتوفير احتياجاتها من السولار والمواد البترولية" موضحًا أن تنظيم الاتصالات هو الجهة المنوطة بمخاطبة البترول لتوفير تلك الاحتياجات في الوقت المناسب. وعلمت "أموال الغد" أن شركات الاتصالات تلجأ إلى السوق السوداء لتوفير احتياجاتها من المواد البترولية بما يضمن لها تشغيل المحطات. وتوقعت الشركات ان يمتد تأثر الأزمات المتكررة إلى أبعد من ذلك، ليتسبب في رفع أسعار الخدمات المقدمة للمستخدم النهائي خاصة مع توجه الحكومة لرفع الدعم عن المواد البترولية.