غزة شوكة غائرة فى كبد الإنسانية ولكن على مصر والمصريين التفكير المبنى على المعلومات لاتخاذ موقف بعيد عن الانفعال والاندفاع العاطفى، حتى إن كان المحرك له هدف إنسانى نبيل ، لأن مصائر الامم والشعوب لا تحركها القلوب ولكن العقول ومعرفة موضع قدمك فى المعركة ،ومن هم محركو الاحداث الممسكون بخيوط اللعبة، حتى لا نصبح مجرد عرائس مارونيت فنوجه فوهة البندقية الى صدورنا! وأول شىء يجب أن نعرفه أنه على الرغم من كون حماس إحدى الأذرع المسلحة لجماعة الاخوان المسلمين، فإن التنظيم الدولى لم يحرك ساكنا لما يحدث ولم يطلب من رجاله الاتجاه صوب غزة للجهاد فى سبيل الله ونيل الشهادة ولكنه مشغول بتوجيه سهامه المسمومة تجاه مصر . ثانيا اشترط الحمساويون أن تفتح مصر معابرها دون شروط مقابل إيقاف صواريخهم على اسرائيل (والتى لا تفعل شيئا سوى أن الإسرائيليين يتخذونها ذريعة أمام العالم لاستمرارهم فى قصف المدنيين) وعندما فتحت مصر معبر رفح أمام الجرحى أغلق من الجانب الفلسطينى بدعوى انه مستهدف من إسرائيل، ثم نكتشف أن التكفيريين هم من يقصفون سيارات الإسعاف حاملة المصابين من غزة إلى مصر عبر معبر رفح، لأن فتح المعبر لم يحقق هدفه فالجانب المصرى لم يسمح سوى بعبور الجرحى ومن هم من أصل مصرى. وهذا يؤكد أن كل ما يحدث هو مسلسل إسرائيلي بمعاونة حماس للسماح لعناصر داعش بالتسلل إلى مصر عبر المعبر والقيام بعمليات ضد الجيش المصرى. ثالثا: لماذا تضرب اسرائيل المدنيين فقط، الا تعرف أماكن تواجد القادة الحمساويين ومراكزهم، أن اسرائيل عندما تريد أحداً من القادة الحقيقيين أمثال الشيخ أحمد ياسين تصل إليهم بمنتهى السهولة. ولكن هاهم قادة حماس أمثال هنية وما شابه يناضلون عبر الابواق، أما خالد مشعل فمن مكمنه فى قطر لايفعل شيئا سوى الكلام، ولايخجل من أن يقول: إن الحركة تأمل في الأمة العربية خيرًا تجاه عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وتنتظر نخوة جيش مصر العظيم لأمته العربية ،هذا الجيش الذى ناله ما ناله من قتل وتفجيرات من قبل الجماعات الجهادية الحمساوية التى دخلت الحدود المصرية وقتلت جنودنا وهم صائمون، وهؤلاء لم يفكروا فى الدخول الى عمق اسرائيل ونيل إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة. بل إن المناضل العظيم خالد مشعل يوجه كلامه من منبر الجزيرة بوق الصهاينة والقناة التى لا هم لها سوى محاربة مصر وجيشها، والسؤال لماذا لم تتحرك أنت لتكون فى أول الصفوف مدافعا عن بلدك وأهلها، أم ان دورك المكتوب لك لتوريط الجيش المصرى يتوقف عند حد الصياح والمناشدة وأنت جالس فى الغرف المكيفة تشاهد أطفال غزة يحرقون بالقصف المتواصل لبيوت العزل فقط! والطريف ان الاخوانى البرلماني الكويتي السابق ناصر الدويلة، وهو أيضا قائد الدروع في الجيش الكويتي سابقا «يجاهد هو ايضا عبر تويتر مؤكدا أن هناك مخططاً إماراتياً أنجز بالفعل لاغتيال خالد مشعل في قطر، وأن عملية الاختطاف ثم الاغتيال ستنفذها وحدات من الجيش المصري ووحدات إسرائيلية خاصة»...هذا الهراء من منطلق أن خالد مشعل هو القضية الفلسطينية وأن القضاء عليه هو أمل إسرائيل وهدفها الاول. واستكمالا لسيناريو الدعم المشبوه للإخوان ومحاولة إظهار القيادة المصرية كقيادة ضعيفة ومتخاذلة أو توريطها فى دخول مواجهة مع اسرائيل وفتح حدودها لتصبح معبرا سهلاً لدخول الارهابيين، طلع علينا آدم تايلور، الكاتب في الشئون الخارجية بصحيفة الواشنطن بوست بمقالة خبيثة يقول فيها: «إن الوضع منذ أقل من عامين، بين فلسطين وإسرائيل كان كارثيا، وعندما بدأت المفاوضات كانت المفاجأة أن محمد مرسى بدا قادرًا على القيام بدوره بدون استعداء الإسرائيليين، وقبل دقائق من دخول الهدنة التي تم التوسط فيها حيز التنفيذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنًا إنه يريد التعبير عن تقديره لجهود مصر في تبني وقف إطلاق النار». ولا أعرف هل هذا المدح لصالح الاخوان أم انه يكشف حقيقتهم فى مصر وحقيقة ذراعهم المسلحة حماس. وهذا الموقف من صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية ليس غريبا، فهى التى تؤكد على لسان كاتبها «جاكسون ديل «عودة الحكم الإسلامي لمصر مرة أخرى سواء آجلا أو عاجلا.. وعلى نفس الخط يمكن تفسير ما قاله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»: إن الله في القرآن الكريم لم يأمرنا بقتال إسرائيل أو اليهود حتى نقاتل المرتدين والمنافقين وأنه لن تتحرر القدس حتى نتخلص من هؤلاء الأصنام أمثال آل النفطوية وكل هذه العوائل والبيادق التى عينها الاستعمار وتتحكم في مصير العالم الإسلامي». ألست معى أن كل هذه العوامل تتحرك ضد مصر وجيشها الذى أوقف المخطط الصهيونى الامريكى بمساعدة عملائهم المتأسلمين لتنفيذ مشروع الشرق أوسط الجديد.. والسؤال الملح الان أيضا أين المناضل الاسلامى العظيم اردوغان من مايحدث الآن، لماذا لم نسمع صوته ولم نر فصلا جديدا من مسرحياته البطولية ضد اسرائيل؟ وأين تميم وأتباعه. لماذا لا يذهب الى غزة لدعم أهلها كما فعل أبوه من قبل فى شو اعلامى عقيم.. أن خيوط اللعبة بدت واضحة.. ودماء الأبرياء فى غزة فى عنق الحمساويين الذين نفذوا المطلوب منهم فى محاولة لتوريط الجيش المصرى لاختراق سيناء لتكون نقطة الانطلاق نحو استكمال مشروع برنارد لويس.. والأيام القادمة ستظهر أن الاجتياح البرى لغزة بمثابة المحاولة الاخيرة لتنفيذ المخطط، والامل فى الله وفى يقظة الإدارة السياسية والعسكرية لمصر.