حينما ندين العدوان الإسرائيلي علي غزة.. وحينما نتحرك دولياً لوقف هذه الحرب القذرة.. وحينما نفتح معبر رفح ومستشفياتنا في سيناء والقناة والقاهرة أمام الجرحي الفلسطينيين لعلاجهم.. فإننا لا نفعل كل ذلك من أجل حماس ولا حتي من أجل السلطة الفلسطينية ذاتها. بل من أجل أهالينا في القطاع الذين يدفعون ثمن جريمة لم يرتكبوها. ولأننا حملنا القضية الفلسطينية علي أكتافنا منذ كانت في المهد حتي اليوم. وفقدنا من أجلها 100 ألف شهيد من خيرة أبنائنا. وتضرر اقتصادنا أبلغ ضرر ووصل في بعض الأحيان إلي درجة الموت الإكلينيكي. وأقولها بصراحة أكثر.. لو من أجل حماس ما تحركنا خطوة وما اهتممنا.. فخيانة هذه الحركة الإخوانية لنا ثابتة وبالأدلة ومواقفها الحقيرة تجاهنا مفضوحة أمام العالمين. ألم تكن حماس وراء حرق 99 قسم شرطة وفتح السجون وتهريب أكثر من 30 ألف مجرم مسجون لإثارة الفوضي والذعر في الشارع؟!.. ألم ترتكب بالاشتراك مع الفرقة 95 الإخوانية موقعة الجمل؟!.. ألم تقتل بتحريض من الإخوان والتعاون معهم 16 جندياً لحظة الإفطار في رمضان في مذبحة رفح الأولي. و25 جندياً في المذبحة الثانية. و4 جنود في المذبحة الثالثة؟!.. ألم تخطف 3 ضباط وأمين شرطة لا أحد يعرف مصيرهم حتي الآن؟!.. ألم تساعد كل عناصر الإرهاب علي دخول سيناء عبر أنفاقها؟!.. ألم تمد مظاهرات الإخوان بالسلاح المهرب من ليبيا لقتل كل من يتصدي لهم؟!! من هنا.. فإنه أمر مرفوض تماماً أن تطالبنا حماس اليوم وبعد تاريخها الأسود هذا بالوقوف إلي جوارها ومساعدتها.. لا.. نحن مستعدون لإلقاء اللقمة إلي كلاب الشوارع. ولا نعطيها لحمساوي. ولإراقة المياه علي الرمال. ولا يشريها حمساوي.. لكننا في نفس الوقت مع الشعب الفلسطيني في غزة.. مستعدون لاقتسام الرغيف وكوب المياه معه.. نفديه بأرواحنا.. وليعرف كل حمساوي أن غزة ليست حماس.. وحماس ليست غزة. ولن تكون. قد يتساءل البعض: ولماذا هذه التفرقة؟!.. أليس الحمساوي جزءاً من الشعب الفلسطيني؟!.. وأقول للسائل: لا.. الحمساوي لا يتعامل معك علي أنه فلسطيني. بل إخواني وهو لا يعترف إلا بالجماعة والتنظيم الدولي.. وبالتالي فنحن نعامله علي أنه إخواني خائن وليس فلسطينياً. خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال في كلمة له إلي الشعب الفلسطيني: ننتظر نخوة شعب مصر.. ثم وجه كلامه إلي الزعماء العرب قائلاً: كل منكم سيقدم علي قدر رجولته وإنسانيته ونخوته ومسئوليته!!!! لا يا أخ مشعل.. شعب مصر لديه نخوة الدنيا بأسرها تعرفها.. وإذا كنت جاهلاً بالتاريخ. فاسأل لتعرف الحقائق وتتعلم أدب الكلام.. الموضوع بعيد عن النخوة تماماً.. إذ ماذا تنتظر من شعب قتلت أولاده واستبحت أرضه. وخنت المواثيق التي بينك وبينه. وعدت إلي جذورك الإخوانية متجاهلاً ما بينكما من روابط الدين واللغة والمصير المشترك؟!! لا يا أخ مشعل.. الزعماء العرب باستثناء حكام قطر يتسمون بالرجولة التي تفتقدها. وبالإنسانية التي لم تطرق أبواب قلبك. وبالنخوة التي لم تنبت في عروقك أصلاً. وبالمسئولية التي لم تتحملها ذات يوم.. الزعماء العرب لن يقدموا لك ولا لفصيلك الإخواني أي شيء. لكنهم قدموا ومستعدون لتقديم المزيد إلي الشعب الفلسطيني "العربي". والآن.. لنذهب يا أخ مشعل سوياً إلي بيت القصيد.. وأؤكد لك وللدنيا بأسرها أن الحرب الإسرائيلية علي غزة هي دليل حي علي خيانة وندالة وحقارة حماس التي ضحت بشعب بريء من أجل تحقيق هدف إخواني أقل ما يوصف به أنه قذر.. كيف؟!! قل لي يا أخ مشعل: لماذا لم تخطفوا مستوطنين وتقتلوهم. إلا الآن فقط.. بعد تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم؟!.. ولماذا أطلقتم الصواريخ علي إسرائيل الآن فقط بعد صيام سنة كاملة هي مدة حكم الإخوان لم تلق خلالها طوبة علي إسرائيل؟!.. لماذا خرقتم الآن فقط معاهدة الهدنة التي رعاها مرسي وضمنها ونصَّت. ويا للمصيبة علي وقف الأعمال "العدائية" بينكم وبين الكيان الصهيوني.. ليتك تجيب كرجل مسئول وليس كإخواني يكذب كما يتنفس. الإجابة التي لا تجرؤ علي قولها هي أن الخطف والقتل وإطلاق الصواريخ كانت لجر شكل إسرائيل. أو بالاتفاق معها حتي تضرب غزة فتخرج حماس وتصرخ وتولول. وتتساءل: فين العرب.. فين مصر.. افتحوا المعبر!!!.... محاولة ساذجة لجر الجيش المصري إلي مواجهة مع إسرائيل من ناحية. ولإدخال الفلسطينيين إلي سيناء من ناحية أخري... نفس السيناريو الإسرائيلي الأمريكي الإخواني. الهابط الذي كان معداً قبل 25 يناير وطوال حكم الإخوان الخونة لتوطين الفلسطينيين في شمال سيناء وإقامة إمارة فلسطين عليها. وغلق ملف القضية الفلسطينية والقدس نهائياً!!!... والآن تريدون من مصر ألا تكون "وسيطاً" للتهدئة ووقف العدوان. بل تريدونها "ضامناً" مثل مرسي.. يا حلاوتكم ويا جمالكم!!!! شوف يا أخ مشعل.. أهالينا في غزة سنساعدهم سياسياً وإنسانياً.. سنتوسط لوقف العدوان والتوصل لحلول. لكن لن نكون ضامنين أبداً إلا إذا خرجت حماس من غزة وأصبح القطاع تحت سلطة أبومازن.. وجيش مصر لن يستطيع أحد توريطه في تمثيلية هابطة السيناريو والحوار والتمثيل والإخراج.. المعبر فتحناه لاستقبال الجرحي وعلاجهم في مستشفياتنا. فهذا واجبنا الإنساني.. لكن إذا حاول أحد اقتحام المعبر. فسيدفع الثمن حياته.. الأمر يتعلق بسيادة وكرامة مصر. وهو موضوع "مفيهوش هزار". خلاص.. انتهي الدرس يا "مشعل".. وأعتقد أنك والجوقة الفاسدة والفاشلة التي حولك تتجرعون الآن الحسرة والندامة علي ضياع ملايين الدولارات التي كانت ستنهال عليكم من قطر وتركيا والإخوان والأمريكان. بل ومن إسرائيل أيضاً مقابل توريط جيش مصر في هذه المهزلة. انسوا أيها الخرفان علي اختلاف مراعيكم!!