بعد القرار الذي أصدرته الحكومة ليلة أمس برفع أسعار الوقود 75% عن سعرها الطبيعى، ومن قبلها اسعار الكهرباء والتموين، قفزت أسعار كل السلع الأساسية والكمالية الي الضعف، الأمر الذي يعود على المواطن البسيط بأعباء جمة. قال الدكتور رضا العدل، محلل اقتصادي، إن زيادة سلع الوقود ستتسبب فى زيادة أسعار باقي المنتجات وبالتالي سيسبب موجة عاتية في الأسعار وسيؤثر على المواطن البسيط بالسلب. أشار العدل، خلال تصريحاته ل"بوابة الوفد"، إلى أن الأسعار زادت لإنقاذ دولة تنهار اقتصادياً فتم إلغاء الدعم من الموازنة التي بلغ العجز بها نسبة 12%، موضحاً أنه تم تمهيد هذا القرار عندما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي من قبل عن عجز الموازنة والتقشف والانهيار الاقتصادى متجنباً الغضب الشعبي المتوقع على ارتفاع الأسعار. شدد المحلل الاقتصادي على ضرورة وضع آليات من الحكومة تحد من جشع التجار والمزايدين على غلاء الاسعار تجنباً من فرض المزيد من الغلاء, ورحمة بالمواطن البسيط، كما طالب الحكومة بضرورة الإفصاح عن خطتها المستقبلية لمد الثقة بين المواطنين وبعضهم وبين النظام. استنكر صلاح جودة الخبير الاقتصادي التوقيت الذي صدر فيه قرار ارتفاع سعر الوقود تزامناً مع ذكرى احتفالات 3 يوليو برهان الإرادة الشعبية والرغبة في التغيير. وأوضح جودة في تصريحاته ل"بوابة الوفد"، أن إنقاذ الموازنة أصبح الآن عبئاً على كاهل المواطن البسيط بعد زيادة بنزين 80 الذي هو أساس كل وسائل المواصلات، الأمر الذي عاد على كل السلع الأساسية من مواصلات وطعام وبالتالي تضرر المواطن المصري الذي وعده النظام من قبل بغد أفضل. وناشد جودة الحكومة بضرورة عودة أسعار بنزين 80 الى طبيعتها وإزالة الدعم عن سلعة أخرى مثل السلع كثيفة استخدام الطاقة التي تضر بموازنة ولا تأتي على الشعب. بينما أكد الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى، أن آخر الحلول التى توصلت إليها الحكومة لإنقاذ الموازنة العامة، هو رفع الدعم عن الكهرباء بعد فرض ضريبة 5٪ على الأغنياء، والضريبة العقارية وضريبة البورصة. وأضاف عبده فى تصريحات خاصة ل"بوبة الوفد" أن عجز الموزانة العامة تجاوز 200 مليار بعد أن فاقت المصروفات ضعف حاصل الإيردات، الأمر الذى سيؤدى الى إحداث كارثة اقتصادية، مشيرًا إلى أن الأزمة ستؤدى بالأجيال المقبلة إلى المجاعات لو تفاقم الأمر وفشلت الخطة التى وضعها النظام الحالى. وشدد الخبير الاقتصادى على ضرورة أن تسعى الحكومة الآن إلى رفع بعض الأعباء عن المواطن مثل تخفيض الأسعار ومراقبة التجار لتجنب غضب المواطن المصرى ورفع بعض الأعباء عن كاهله. قال الدكتور محمد النجار أستاذ الاقتصاد بجامعة بنها وعضو اللجنة الاقتصادية بالمجلس الأعلى للثقافة, إن الشعب المصري يعاني شدة المعاناة من الفقر، مستنكراً لجوء الحكومة لرفع الدعم عن المواطن البسيط, قائلاً: "إن هذا القرار يصل حد الجنون". وتساءل النجار في تصريحات خاصة "لبوابة الوفد": أين الطبقة الوسطى من حسابات الحكومة؟ مشيراً إلى قول الحكومة "بأن رفع الدعم يخص الطبقة العليا فقط ولا يمس الطبقة السفلى بشيء ولن يؤثر عليها", قائلاً: "أين نحن من هذه القرارات؟". وعلق عضو اللجنة الاقتصادية بالمجلس الأعلى للثقافة, على صمت المواطنين على قرار رفع الدعم عن بعض السلع التموينية والبنزين، قائلاً: "الشعب المصري غارق حتى أذنيه من الشكوى".