شهدت الساحة السياسية، انقسامًا شديدا ما بين الترحيب والرفض للتشكيل الوزارى الجديد، الذى ضم 13 وزيرا جديدًا مع بقاء 22 وزيرًا في مناصبهم، واستحداث وزارات جديدة كخطوة على طريق التنمية والاستقرار الوطنى. قال أحمد دراج، القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، أن التشكيل الوزارى الجديد جاء بنفس تشكيل الوزارات الماضية، ولم يستعن رئيس الوزارء المهندس إبراهيم محلب، بالخبرات السابقة, مشيراً إلى أن التسرع فى التشكيل الوزارى سيؤدى إلى خلل خلال الفترة القادمة. وأضاف دراج، أن استمرار عدد كبير من الحكومة السابقة أدى لاختيارات غير صائبة، بالإضافة إلى أن ضيق الوقت أثر بشكل كبير على التشكيل الجديد، وجعل محلب لا يتصرف بدقة. فيما اختلف معه فى الرأى سعيد اللوندى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وقال إن الحكومة الجديدة التى شكلت اليوم برئاسة المهندس إبراهيم محلب عمرها قصير وذلك لتغييرها مرة أخرى بعد خوض الانتخابات البرلمانية. وتابع اللوندى، أن التشكيل الوزارى بمثابة حكومة حل أزمة والتشكيل جاء فى توقيت مناسب جدا للعمل على كافة القضايا من تعليم وصحة على قدم وساق لعودة الأمن والاستقرار والحياة الاقتصادية المزدهرة من جديد. ومن جانبه أوضح محمد أبو حامد، النائب البرلماني السابق, أن التشكيل الوزارى الجديد يبرز اختيارات الحكومة للكفاءات والشخصيات من التكنوقراط وأن لديها حسن اختيار، وأن التشكيل إجمالاً جيد. كما أشاد أبو حامد، بترشح السفير سامح شكرى لوزارة الخارجية، مؤكداً أنه من الاختيارات الموفقة، ومن الشخصيات الوطنية من الدرجة الأولى، بالإضافة تولي عادل البلتاجى وزيراً للزراعة، متوقعًا تحقيق أداء جيد من خلال برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسى بالنسبة للتنمية الزراعية. وأشار البرلمانى السابق، أنه لا شك فى أن الشخصيات السابقة التى استثمرت فى التشكيل الوزارى الجديد، تتعدد وجهات النظر فيها، ولكن من المؤكد أن تلك الشخصيات أضافت للحقبة الوزارية، ومن المؤكد أنها قادرة على مواجهة مشاكل كل وزارة. وفي السياق ذاته وصف حسن نافعة, أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، التغيير التى جاء فى التشكيل الوزارى الجديد لحكومة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزاء، بأنه تغيير محدود جداً بالرغم من وجود كفاءات عالية وقادرة على النهوض بالبلاد فى فترة وجيزة. وأشار نافعة إلى أنه كان من الأفضل أن يتولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، عملية التشكيل الوزارى الجديد بناءً على درايته الواسعة بأهم الكوادر التى تستطيع إدارة البلاد فى الوقت الحالى، وذلك بعد ما دعا الى التغيير الجذرى فى كل المهام. وقال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، أن التشكيل الوزارى الجديد لحكومة محلب، مخيب للآمال والعمل بها سيكون مجرد عمل روتينى ولا ننتظر من الوزارات المستمرة بتحقيق أى إنجازات للدولة، مشيراً إلى أن بعض الوزارات بها إهمال كبير منها التعليم والإهمال الجسيم بالعملية التعليمية فى عهد محمود أبو النصر، مشيدًا باستمرار الوزارات التالية المالية والداخلية والبترول والدفاع وسعيها لاستقرار وأمن البلاد والنهوض بها . وأضاف الشهابى، أن التشكيل الوزارى لم يتح الفرصة للشباب للمشاركة فى الحياة السياسية والاكتفاء بالخبرات السابقة التى لم يكن لها بصمة واضحة فى أى إنجازات فى الفترة الماضية، وبذلك لا نرى تغيرا جديا فى التشكيل وعدم إعطاء فرصة لتحقيق أحلام المصريين بثورة 25يناير. كما أوضح رئيس حزب الجيل، أن الوقت يسمح لضم وزارات وإلغاء أخرى ولكن على الناحية الأخرى لا يوجد وضوح بالرؤية السياسية والخطوات التى يتبعها الوزراء فى مجال وزارتهم حتى الآن. فيما انتقد حسين عبد الرازق، عضو المكتب السياسى لحزب التجمع، التشكيل الجديد, مؤكدا أنه لن يستمر أكثر من ثلاثة أشهر، طبقاً للدستور سيعيد تشكيل حكومة جديدة عقب انتخابات النواب قائلاً: "لا أتوقع أن التشكيل الجديد يضيف للحكومة". وأضاف عبد الرازق، أن التغير الوزارى الحالى، يعتبر تغيرا فى الأشخاص وليس فى السياسات، كما أنه لم يوضح لنا لماذا أخرج الوزراء السابقين من الوزارة، ولماذا ألغى وزارة الإعلام على الرغم من أن قانون المجلس الأعلى للإعلام لم يصدر, وأن تغيير نبيل فهمى وزير الخارجية السابق، يعترض مع الرأى العام.