"التحرش".. قنبلة أخلاقية انفجرت مع انفجار ثورة الخامس والعشرين من يناير وخروج الشعب بجميع فئاته إلى الشوارع للمطالبة برحيل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وهي القنبلة التى لم يبطل مفعولها إلى اليوم. كانت المذيعة "لارا لوجان" التى تعمل فى فضائية "سى بى أس" الأمريكية أول ضحية للتحرش الجنسى ليلة 11 فبراير 2011 في ميدان التحرير، في نفس اليوم الذى تنحى فيه مبارك، وذلك أثناء أداء عملها بالتسجيل مع بعض المتظاهرين. وتوالت بعد هذه الحادثة المهينة وقائع التحرش، فلم تعد تمضى أى مناسبة دون وقوع حالات تحرش وخاصة فى ميدان التحرير حيث التجمعات والاحتفالات المتوالية، وقيام متظاهرو التحرير بالتحرش بمذيعة فضائية "فرانس 24" وتقول إحدى المعتدى عليهم جنسيا، أنه تم الاعتداء عليها يوم 23 نوفمبر فى مليونية إسقاط الإعلان الدستوري، وتعرضت للإصابة بآلات حادة وتمزيق ملابسها مع صديقتها. وتعرضت بعض المذيعات المصريات والفنانات للتحرش بميدان التحرير سواء أثناء تأدية عملهن أو خلال المشاركة فى المسيرات، فمن ضمن هؤلاء المتحرش بهن المذيعة حياة الدرديري، ومذيعة فضائية "سى بى سى" الدينية، والفنانة ليلى علوي. وانتقل التحرش من المظاهرات إلى الحفلات الغنائية العامة والشوارع، فقالت المطربة اللبنانية "مروة" إنها تعرضت إلى تحرش جنسي من قبل بعض المشاركين فى حفلة غنائية أقامتها فى مصر. وانتقلت أيضا ظاهرة التحرش إلى داخل الجامعة، فواقعة التحرش بفتاة كلية الحقوق بجامعة القاهرة التى وقعت منذ أشهر قليلة هى الأشهر من بين تلك الحوادث. وأخيرا وليس آخرا، وقعت إحدى السيدات فى الثلاثينيات من عمرها كانت ترافقها ابنتها الصغير لحالة من الهجوم الجنسي وتجريدها من ملابسها نهائيا وذلك فى احتفالات تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر فى ميدان التحرير مساء أمس الأحد.