قال الدكتور صابر نايل, ناشط فى مجال حقوق الإنسان, إن الإعلام والصحافة جميعها آليات تعمل فى إطار قضية محددة, وفى هذه الحالة يصبح معها الإعلام "إعلام موجه". وأوضح نايل خلال كلمته، بندوة "الإنتخابات الرئاسية بين النزاهة والفساد السياسى"، التى تنظمها نقابة التجاريين، بمشاركة "جمعية اكاديمية النيل لعلوم الإدارة والإتصال" و"الجمعية المصرية العلمية للإدارة"، بنادى العاصمة بمقر نقابة التجاريين بالقاهرة- انه لابد أن ينأى الإعلام بنفسه عن أن يتحول إلى "إعلام موجه" إلا فى حالة الحروب, مؤكداً أن مصر فى حالة تستلزم أن يصبح الإعلام معها موجها, لمواجهة الاعلام المضاد للدولة المصرية, والذى تتبناه جهات معادية. ولفت الى أن وسائل "الإعلام الموجه" الموجودة الآن تأتى مصاحبة ل"مشروع الشرق الأوسط الجديد" الذى دخل فى حيز التنفيذ فى بداية الألفية الجديدة, مشيراً الى أن الغرب يرى أن استغلال المنطقة لا يمكن أن يتم إلا من خلال ضرب كافة دول المنطقة وتفتيتها, معتبراً أن تلك هى النقطة الأساسية التى يدور حولها المشروع. واستند الناشط فى مجال حقوق الإنسان فى كلمته إلى رؤية الصهيونى "برنارد لويس" فيما يخص تجزئة المنطقة العربية, والتى اعتمد فيها على الخلافات بين العرقيات والإثنيات المختلفة, كما الحال فى العراق التى نجحوا فى إحداث خلاف بين السنة والشيعة والأكراد, والسودان التى استطاعوا تقسيمها جنوباً وشمالاً. وأكد نايل أن التفتيت الواسع للمنطقة هو الآلية الوحيدة التى تضمن أكبر قدر من استغلال الولاياتالمتحدةالأمريكية فى بسط نفوذها على الإقليم, لافتاً إلى أن ذلك الاتجاه لا يصب إلا فى مصلحة الكيان الصهيونى الذى سيصبح بمثابة الكيان الأعظم أمام الدول التى سيتم تفتيتها إلى دويلات صغيرة. وأوضح أن مشروع الشرق الأوسط الجديد ليس سوى حرب شاملة خطط لها ونجحت فى العراق والسودان ولم تنجح فى مصر بسبب إدراك الشعب أن ثمة خطر يتهدد الوطن تحت حكم جماعة الإخوان الإرهابية التى لا تبالى فى اقتطاع أجزاء من الوطن لصالح أطراف خارجية. وواصل: "الإعلام الموجه يدرس نفسية هذا الشعب جيداً, حيث برهنت الدراسات الغربية على وجود بعض الصفات السلبية فى الشعب المصرى التى تمكنهم من إنجاح مشروعهم, الذى كاد أن ينجح فى البداية, إلا ان تدارك الشعب لحقيقة ما يجرى, ونزوله فى 30 يونيو, أنقذ الوطن من خطر التقسيم والتفتيت".