فى إطار بحث الحكومة عن طريقة لتنمية المحافظات كانت أولى الزيارات التى قام بها المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء إلى محافظة الوادى الجديد لبحث فرص تنمية المحافظة.. أسفرت الزيارة عن أحاديث شبه مكررة عن تنمية الاستثمارات القادمة إلى المحافظة وبصفة خاصة عمليات استخراج الفوسفات من المحافظة الغنية جداً بهذا العنصر، بالإضافة إلى الحديث المكرر أيضاً عن وفرة الفرص الاستثمارية فى أرض الوادى الجديد. رغم تكرار الحديث ورغم العديد من الدراسات التى أجريت عن مقومات الاستثمار فى الوادى الجديد، إلا أنه ما زالت من أقل المحافظات حظاً فى التنمية ويظهر ذلك بوضوح من أن أهم الصناعات الموجودة فيها هى صناعة تجفيف وتعبئة البلح وزيت الزيتون. وترصد الدراسات الرسمية معلومات هائلة ومعتبرة عن الفرص الموجودة بالوادى الجديد سواء الصادرة عن مجلس الوزراء أو الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وجميعها كشف حجم المقومات الهائلة بالمحافظة أولها المساحة الكبيرة، حيث تصل مساحة المحافظة إلى 440 ألف كيلو متر مربع بما يعادل 44% من مساحة مصر الكلية، فى حين تبلغ المساحة المأهولة منها نحو 1082 كيلو متر مربع فقط. ومن حيث المقومات الطبيعية تتوافر فى المحافظة خامات عديدة يأتى فى مقدمتها الفوسفات والجحر الجيرى والرمال والطفلة والرمال البيضاء والزلط والرخام والجرانيت والشبه وأكسيد الحديد والحديد والكوارتز، وفيما يتعلق بالمقومات السياحية، فالمحافظة غنية بها، حيث يتواجد بها معبد هيبس وجبانة البجوات ومعبد الغويطة الذى يحمل نقوش بطليموس ومعبد دوش الخاص بعبادة «سرابيس» إله الرومان، بالإضافة إلى درب الغبارى الذى يحمل مخربشات إنسان ما قبل التاريخ وقرية البشندى ومقابر بلاط الفرعونية ومعبد دير الحجر وقصر الفرارفرة من العصر الرومانى، وعلى الرغم من كل المقومات السياحية تلك إلا أن المحافظة لا يوجد بها سوى 16 فندقاً فقط أغلبها فنادق بيئية. وفيما يتعلق بالمناطق الصناعية توجد منطقتان فقط هى منطقة الخارجة الصناعية وتبعد عن ميناء سفاجا 477 كيلو متراً وتبعد عن ميناء القصير 490 كم وتبعد عن أقرب سكك حديد 233 كيلو متراً وهى سكك حديد أسيوط.. ومنطقة الداخلة الصناعية وتقع جنوب موط، وتبعد أيضاً عن ميناء سفاجا بنحو 659 كيلو متر وعن ميناء القصير 672 كيلو متراً، و415 كيلو متر عن سكك حديد أسيوط. ورغم اعتماد المحافظة على الآبار الجوفية ووفرة الأراضى بها، إلا أن المشروعات فيها قليلة جداً مقارنة بحجم المأمول منها، والسؤال: لماذا تقف محافظة الوادى الجديد على أبواب التنمية ولا تحصل عليها بسهولة؟ «إن زيارة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء للمحافظة ربما تكون نقلة موضوعية تساعد على إعادة اكتشاف الوادى الجديد».. هكذا أكد علاء عمر، نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة والمشرف على قطاع الاستثمار فى المحافظات، وأضاف رداً على سؤال «الوفد» عن سبب تأخر عمليات التنمية فى المحافظ، مشيراً إلى أنه للأسف تعد محافظة الوادى الجديد منعزلة عن باقى المحافظات لا توجد رحلات جوية منتظمة إليها بخلاف رحلتين أسبوعيتين بدعم من المحافظة، ولا توجد لشركة مصر للطيران خطوط منتظمة هناك، وهذا بالطبع لا يخدم الاستثمار بالمحافظة، فإذا ذهب مستثمر إلى هناك عليه العودة فى نفس اليوم كما تبعد المسافات بين أرجاء المحافظة وأقل مسافة 400 كيلو متر. ويضيف «عمر» أن المحافظة لا توجد بينها وبين المحافظات الأخرى طرق للربط حتى طريق سوهاج - الخارجة لم يتم إنشاؤه رغم الحديث عنه منذ سنوات. ويرى «عمر» أن المحافظة بها إمكانيات عالية جداً فى مجال استصلاح الأراضى، كما تصلح لتربية الثروة الداجنة والحيوانية، نظراً لخلو المحافظة من الأمراض المتوطنة وصلاحية مناخها لذلك، فضلاً عما تحتويه أرضها من خيرات مثل الفوسفات والرمال الناعمة التى تصل درجة نقاءها إلى 98.8% وتملك المحافظة نحو مليار متر مكعب منها. ويطالب نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار بضرورة وضع الوادى الجديد على خريطة السياحة المصرية حتى يمكن أن تنهض من الناحية السياحية وعلاج مشكلات الربط بينها وبين المحافظات حتى تكون أكثر جذباً للمستثمرين.