تأتي حكومة الدكتور حازم الببلاوي، التي استقالت يوم أمس، في الترتيب الخامس، في قائمة الوزارات التي تولت الحكم في المرحلة الانتقالية، ما بين 25 يناير 2011 وحتي يوم 24 فبراير من هذا العام. لقد تباينت أسباب استقالة أو اقالة أو اجراء تعديل وزاري علي حكومة ما، ما بين الفشل من ناحية، وبين الرفض الشعبي بسبب ضعف الأداء، أو غموض في اتجاهات أعضائها. الوزارة الأولي تشكلت يوم 26 يناير 2011 برئاسة الفريق أحمد شفيق، علي انقاض حكومة «نظيف» واستمرت 36 يوما واقالها المجلس العسكري في البيان رقم 26 وأعلن فيه قبول استقالة رئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق بسبب الرفض الشعبي لرموز نظام مبارك. الوزارة الثانية.. تشكلت في الأسبوع الأول من شهر مارس 2011 برئاسة الدكتور عصام شرف التي استمرت 9 شهور حتي رفضه المحتجون في ميدان التحرير وأجبر علي الاستقالة في 22 نوفمبر 2011 وسط أجواء مضطربة ومطالبات بحبس «مبارك» ومحاكمته واستعادة الأموال المهربة هذا وقد وقعت أحداث دامية في أثناء توليه منصب رئيس الوزراء مثل مذبحة ماسبيرو التي وقعت في أكتوبر 2011 تلتها أحداث محمد محمود في نوفمبر من نفس العام وانتهت باستقالته من منصبه. الوزارة الثالثة.. تشكلت برئاسة الدكتور كمال الجنزوري أواخر عام 2011 حيث أسند المجلس الأعلي للقوات المسلحة له مهمة تشكيل حكومة الانقاذ الوطني علما بأن تكليفه جاء وسط المظاهرات المستمرة المناهضة للمجلس الأعلي للقوات المسلحة بالتحرير، ورفض عدد كبير من المتظاهرين لتلك الحكومة وانتقل بعض المتظاهرين الي محيط مقر مجلس الوزراء وحدثت اشتباكات في ديسمبر 2011 علي مدي ايام وبحلول عام 2012 ، وقعت مذبحة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها نحو 74قتيلاً من مشجعي النادي الأهلي هذا وقد شن البرلمان الذي كان يسيطر نواب التيار السياسي عليه حملة واسعة ضد الجنزوري وبحلول منتصف شهر يوليو 2012 تم حل البرلمان وفي 25 من يونية 2012 قدم الجنزوري استقالته من رئاسة الوزراء وكلفه المشير طنطاوي آنذاك بتسيير أعمال الحكومة لحين تشكيل وزارة جديدة. الوزارة الرابعة.. كانت أولي الوزارات الاخوانية التي شكلها الدكتور هشام قنديل في 24 يوليو بعد تكليفه من الرئيس المعزول محمد مرسي خلفا لحكومة الجنزوري والتي كان يشغل فيها «قنديل» منصب وزير الموارد المائية والري ولم تعش حكومة «قنديل» طويلا» فبعد أقل من عام علي تشكيلها قدم استقالته في 8 يوليو 2013، عقب عزل مرسي احتجاجا علي ما شهدته البلاد من أحداث مؤسفة وانتهي الحال ان دخل قنديل السجن بسبب عدم تنفيذ حكم قضائي. الوزارة الخامسة.. وهي الوزارة الأهم التي شكلها الدكتور حازم الببلاوي في 9 يوليو 2013 في تلك الفترة الحرجة من تاريخ البلاد عقب عزل «مرسي» ولم تستمر تلك الحكومة أيضاً طويلا فقد أعلن الببلاوي استقالته في 24 فبراير من العام الحالي، ليكون العمر القصير هو القاسم المشترك بين كل هذه الحكومات! يقول حسين عبدالرازق عضو مجلس رئاسة حزب التجمع: ان هناك حكومات سابقة كان متوقعا لها الفشل مثل حكومة «قنديل» والتي جاءت في ظل وجود الاخوان ومجلس نيابي يهيمن عليه تيار الاسلام السياسي والذي يطبق سياسات الجماعة التي تختلف عن السياسات التي كانت تطبق في مصر لأن لهم رؤية مختلفة، اما حكومتا «شرف» و»الجنزوري» فكانتا في ظل تولي القوات المسلحة السلطة في البلاد ولم يكن متوقعا لها أيضا الاستمرار طويلا أما بالنسبة لحكومة «الببلاوي» فكانت استقالته مفاجئة لأنه كان من المتوقع أن تستمر علي الأقل لحين انتخاب رئيس للجمهورية فقد جاءت في مرحلة انتقالية صعبة وورثت مشكلات وأخطاء الحكومات السابقة وربما تعكس استقالة «الببلاوي» حالة من الضيق بسبب الحملة المتصاعدة علي هذه الحكومة ووصفها بالفشل والأيدي المرتعشة والعجز عن اتخاذ القرار وربما كان ذلك بالاتفاق مع رئيس الجمهورية فربما رأي الرئيس ومعاونوه ضرورة أن يتولي الوزارة من هو أكثر قدرة علي الانجاز وتم الاتفاق مع «الببلاوي» علي الاستقالة.