تحت عنوان «كلمة إلي شعب مصر» قرأت إعلاناً نشرته إحدى الصحف اليومية علي صفحة كاملة.. تضمن في الجزء الأول منه نداءً للشعب المصرى للنزول يومي 14، 15 يناير للتصويت بنعم للدستور.. تتويجًا لنضاله طوال السنوات الثلاث الماضية وإجهاض المؤامرات التي تستهدف تقسيم مصر وتدمير وحدتها. كما تضمن في الجزء الثاني منه دعوة للفريق أول عبدالفتاح السيسي لخوض انتخابات الرئاسة من أجل إنقاذ مصر، وعبور هذه المرحلة الحرجة وأن يصبح رئيسًا لمصر لكي نبني سويًا مصرنا الجديدة، ونقضى علي الفقر والجهل والمرض الذي نعاني منها منذ عقود طويل. والأمر الذي دعاني للتعقيب علي هذا الإعلان هو مضمون الفقرة السابقة.. وأعني تحديدًا جملة (لكي نبني سوياً مصرنا الجديدة، ونقضى علي الفقر... إلخ)، حيث تتضمن تلك الكلمات البسيطة دعوة لكل المصريين إلي العمل الجاد خلال الفترة القادمة لبناء مصرنا الجديدة، وهو الأمر الذي نحتاج إليه بالفعل خلال الأيام والشهور والسنوات القادمة. كما تضمنت أيضاً تلك الفقرة تشخيصاً دقيقاً لعدد من الأمراض المزمنة التي عانينا ومازلنا نعاني منها حتي الآن وهي الفقر، والجهل، والمرض. وبذلك يكون هذا -على بساطته وتلقائيته- قد حدد لنا المنهج الذي يتعين علينا أن نلتزم به جميعاً خلال الفترة القادمة والذي يتلخص في كلمة واحدة (العمل) كما حدد لنا أيضاً بعض المشاكل المزمنة التي يتعين علينا مواجهتها للقضاء عليها.. لتأثيرها السلبى علي حركة التقدم التي يسعي ويتطلع إليها الشعب المصرى. وفي ذات السياق أضيف: بعد أن نقوم جميعاً بالتصويت بنعم للدستور.. فإننا نكون بذلك قد وضعنا الأساس السليم لبناء مصر الحديثة -وقد لا يعلم الكثير منا أن الدستور كلمة فارسية معناها أساس أو أصل الشيء- ومن هنا تكون تسمية ذلك العقد الاجتماعى الذي سنقوم جميعاً بتوقيعه مع دولتنا الرشيدة (الدستور) يومى 14 و15 يناير خير مُعبر عن أحوالنا. وفي هذه النقطة تحديداً يلتقى الإعلان السالف الإشارة إليه مع المعنى الدقيق لكلمة الدستور فيما يتضمنانه من دعوة إلي البناء، وتعلية البناء علي أسس سليمة، للوصول إلي مصرنا الجديد.. كما نتخيلها.. ونتمناها.. ونسعى إلي تحقيقها بالعمل الجاد. ويا ليتنا ننبذ أي مطالبات فئوية خلال الفترة القادمة وأن نسخر كل طاقاتنا للبناء والعمل وسوف يعود ذلك علينا إن شاء الله بالخير دون الحاجة إلي وقفات احتجاجية أو إحجام عن العمل للمطالبة بأشياء قد يصعب تحقيقها في المنظور القريب. وبدورى أتوجه بنداء إلي جموع شعبنا العظيم بضرورة التوجه جميعاً إلي صناديق الاقتراع لكي نعلن تعهدنا والتزامنا بذلك المنهج لتحقيق تلك الغايات، والتأكيد علي أن تصويتنا بنعم للدستور هو إقرار منا بالعمل الجاد.. ونقطة انطلاق للبدء في بناء مصرنا الجديدة. لواء بالمعاش حمدى سرحان مساعد وزير الداخلية