تظل المطربة الكبيرة ماجدة الرومي إحدي العلامات البارزة في تاريخ الأغنية العربية علي مر العصور ، وهي لم تصل لهذه المكانة من فراغ، لكنها عبر مشوارها الطويل استطاعت أن تجتاز محطات صعبة حتي وصلت لتكون النجمة الثانية في قائمة مطربات لبنان، بعد الفنانة الكبيرة فيروز، هكذا تقول لغة الأرقام، ولأن ماجدة الرومي تحتل هذه المكانة البارزة في عالمنا العربي دائماً ما تكون تصريحاتها الإعلامية محط لأنظار وأسماع العالم العربي، لذلك بمجرد أن خرجت بتصريحات أشادت فيها بالثورة المصرية خلال مهرجان موازين المغربي، حيث أكدت لوكالات الأنباء ومندوبي الصحف أن المصريين عاشوا خلال حكم مستبد طوال 30 عاماً، أصيب خلالها الشعب المصري بالإحباط واليأس. وأضافت أن جمال الثورة المصرية أنها كانت بيضاء أبهرت العالم أجمع، لأنها لم تعتمد علي السلاح وكان سلاحها الوحيد هو التكنولوجيا ووسائل الاتصال، وهذه الكلمات أثارت ردود فعل غاضبة بين جماهير تونس عبر المنتديات المنتشرة علي الإنترنت البعض أكد أن هذه التصريحات من شأنها إثارة الفتنة بين الجماهير العربية لأنها تجاهلت ثورة شعب تونس صاحبة الشرارة الأولي للثورات العربية، في حين أكدت آراء أخري أن الرومي تجاهلت الثورة التونسية في الوقت الذي كان لتونس فضل كبير عليها، حيث شاركت لسنوات طويلة في مهرجان قرطاچ، حيث الاهتمام الإعلامي العربي والنجومية. وفي السياق نفسه، قرر عدد كبير من التوانسة إضافة اسم ماجدة الرومي إلي قائمة الأسماء التي تجاهلت الثورة التونسية، ومنهم أيضاً كاظم الساهر، وكارول سماحة، ونانسي عجرم، ونوال الزغبي، ونجوي كرم التي أعلنت أنها لم تغن للثورة المصرية وهو نفس ما أعلنته المغربية أسماء المنور، والغريب أن التوانسة خصصوا صفحات كثيرة علي مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وتويتر جميعها تحمل عنوان حملة تونسية ضد الفنانين الذين تغنوا بثورة مصر، وتجاهلوا ثورة تونس، وجميعها تستقبل التعليقات المؤيدة لفكرتهم. علي جانب آخر، يعرض خلال الفترة المقبلة أوبريت »بكرة« الذي تشارك فيه ماجدة الرومي والذي كتبت أيضاً كلماته ومن ألحان كاظم الساهر ويشارك فيه نحو 26 فناناً عربياً منهم ميادة الحناوي وحسين الجسمي وصابر الرباعي، وهو عمل يخصص العائد منه لصالح نشر السلام والتسامح والأمان في بلاد العالم، وكذلك دعم المنح التعليمية في مجالات الفنون والثقافة لأطفال الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ماجدة الرومي انتهت مؤخراً من تسجيل ألبومها الجديد »وعدتك« المقرر طرحه خلال بداية الشتاء القادم، وهو الألبوم الذي يضم القصيدة التي تحمل اسم الألبوم، والتي لحنها كاظم الساهر، والذي تنازل لماجدة عن هذا العمل بعد أن استمعت إليه بالصدفة في جلسة جمعتها بالساهر، وهو ما اضطر الثنائي إلي إعادة اختيار مقاطع جديدة من القصيدة لكي تتناسب مع كون المؤدي مطربة، وليس مطرباً، وهو ما حدث بالفعل، وتبدي ماجدة اهتماماً شديداً بهذه القصيدة للعودة من جديد إلي عالم الكاسيت بعد غياب استمر ما يقرب من ثلاث سنوات، حيث كان آخر ألبوماتها »اعتزلت الغرام« الذي صدر عن شركة جودنيوز. الألبوم الجديد لماجدة الرومي من إنتاجها حسب المعلومات الصادرة من مكتبها في بيروت. ابتعاد ماجدة الرومي عن الغناء في مصر منذ سنوات يمثل إحدي علامات الاستفهام الكبيرة، خاصة أنها تتمتع بجماهيرية كبيرة بين نجوم الغناء العربي، وتعد الأقرب لعشاق الطرب بين نجوم الغناء اللبناني بعد فيروز من جانب المصريين. وإذا كان ابتعاد ماجدة يمثل علامة استفهام، فالإجابة تمثل أيضاً علامة تعجب لأن ماجدة منذ فترة طويلة لم تتلق سوي دعوة واحدة في رمضان الماضي من خلال إحدي الجهات وتم تأجيل الفكرة. مكتب ماجدة أكد أنها تحب وتعشق مصر، لكنها التمست العذر لمنظمي الحفلات بسبب الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم، ثم الثورات العربية، وفي الوقت الذي ابتعدت فيه عن مصر خلال السنوات الأخيرة فهي تشارك في العديد من المهرجانات الدولية أبرزها جرش بعد عودته للمسمي الأول له، حيث كان قد تحول في آخر عامين إلي اسم مهرجان الأردن، حيث تشارك في ختام لياليه في يوليو المقبل، وفي السياق نفسه، تشارك ماجدة في مهرجان بيروت حيث تقام حفلتها مساء الأحد المقبل، واختارت ماجدة عنواناً للحفل هو» من أجل سلام لبنان«.