كانت صدمة لكثيرين.. ما بثته مؤسسة «تومسون رويترز» الخيرية.. عن دراسة قام بها خبراء يقال إنهم متخصصون في مجال قضايا المرأة، وكشفت الدراسة عن وضع المرأة في كافة البلدان العربية.. جاءت مصر في المركز الأخير، وبأنها أسوأ مكان بالعالم العربي يمكن أن تعيش فيه المرأة!! حيث انزلت الدراسة مصر الى قاع قائمة تضم 22 دولة عربية وكانت الأسئلة المطروحة مستندة على بنود اتفاقية الأممالمتحدة للقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة. في حين أن دولة «جزر القمر» وأيضاً سلطنة عمان وضع المرأة في المواقع الأفضل وعلى اعلى الترتيب.. حيث يحتلان الموقع الأول والثاني. ومما لا شك فيه.. ما نشر عن نتائج استطلاع الرأي.. يرمي الى الاساءة أشد الاساءة للمرأة المصرية.. واظهارها أمام العالم بصورة غير حضارية.. لا تتفق أبداً مع الواقع، ومع تاريخ كفاحها على مر السنوات والعهود. وهنا يكون من الواجب.. أن نذكر ما قيل عن المرأة المصرية عام 1882 «أي منذ أكثر من 130 عاما» عندما أعلن المحامي «برودلي» الذي تولى الدفاع عن عرابي وسجل في كتاب له مرحلة من مراحل نضال المرأة المصرية في ثورة عرابي الوطنية.. وكيف انها غيرت نظرة الغرب تجاه نساء المنطقة، وقال ما من بلد في الشرق كله يبدو فيه نفوذ المرأة واضحاً جلياً، كما يبدو في مصر!! وواضح أن الاستطلاع شمل تقييما لعدة بنود بعينها.. ومن المؤكد أن النتائج التي توصل إليها الخبراء حول 6 بنود فقط من الاتفاقية هي نتائج غير دقيقة.. وغير محايدة.. وتتسم بالتحيز.. وفوق ذلك اختيرت فترة زمنية استثنائية غير طبيعية بالنسبة للأوضاع العامة التي تولت جماعة الاخوان سلطة الحكم ولهذا لا يحق اقتناص نتائج ونشرها بهذه الصورة عن فترة كانت «سوداء» بالنسبة للمرأة المصرية.. فبالنسبة للبرلمان الذي كان للإخوان الأكثرية فيه.. كان التركيز على كيفية القضاء على كل مكتسبات المرأة المصرية.. فعلى مدى فترة انعقاد البرلمان التي لم تتجاوز 4 شهور.. طرح من الأعضاء وخاصة عضوات الإخوان.. إلغاء القوانين.. التي صدرت من قبل واستقر العمل بها على سبيل المثال بالنسبة لختان الاناث.. وبالنسبة للتحرش والاغتصاب للنساء.. وزواج القاصرات ومدخل ذلك للاتجار بالبشر، وأيضاً قوانين الأسرة التي جاهد المجتمع بأكمله رجالاً ونساء لإقرارها. ولذلك يكون من الاجحاف الشديد الحكم على وضع المرأة المصرية.. في فترة سيطرة جماعة الاخوان على الحكم.. فهى في حكم فترة اعتراضية في مسيرة الوطن. وأي عاقل ورشيد.. سيدرك جيداً أن لذلك قامت ثورة 30 يونية من أجل اسقاط.. فترة من التخلف المرتبط بالفاشية والاستبداد وبالذات ضد المرأة!! اما عن موضوع التحرش الذي تجسمه تقارير.. غير معلوم مدى صدقها ودقتها.. ويقال انها صادرة عن الأممالمتحدة وتظهر أن 99.3٪ من السيدات والفتيات يتعرضن للتحرش في مصر!! فهل هذا معقول.. أنه لم تسلم نساء مصر جميعهن من التحرش؟؟ ومن يمد هذه التقارير بالبيانات المبالغ فيها وغير دقيقة بالمرة.. فهل هى مؤسسات لها أجندة خارجية تريد الاستمرار في ايجاد مبرر للهجوم على مصر.. بكل الطرق وبدون توقف!! وعموما لمن لا يريد أن يعلم أن المرأة المصرية وضعها أكبر بكثير.. وأقيم بكثير مما يخرج عن تلك التقارير المشبوهة، فالمرأة المصرية الآن ودائما كان لها دورها في اعادة التوازن الى المجتمع.. وفي «ثورة 25 يناير».. و«ثورة 30 يونية» وفي «جمعة التفويض» كانت كتفا بكتفي الرجل في الميادين وفي كل التجمعات الاخرى.. تطالب بأهداف الثورة وتسعي لتحقيقها مع الثوار الحق في منظومة.. أقل ما قيل عنها.. أنها اسلم وانصع ثورات العصر!! الكلمة الأخيرة واضح أن مصر أصبحت هدفاً للهجوم عليها.. ففي كل يوم.. نجد شيئا جديداً من نتائج واستنتاجات عن أوضاع في مصر تسىء لسمعة الدولة وأيضاً للشعب.. آخرها ما جاء عن مؤسسة «رويترز الخيرية»، وهذا أمر علينا أن نتوقعه.. بعد أن استطاعت مصر بشعبها وجيشها.. أن تقضي على مؤامرات.. وتفشل خططاً كانت تحاك ضد البلاد من أجل أن تخضع لحكم الفاشية الدينية.. التي تعاونت مع آخرين اقليميا ودولياً.. لإخضاع ارادة البلاد وتكفيك أواصر اراضيها.. ولكن ارادة الله جعلت مصر.. ازاحت عن كاهلها كل من أراد بها سوءا!! عظيمة يا مصر