28 سبتمبر من كل عام أتابع من بعيد من يزور الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وماذا قالوا وردود الأفعال. وهذا العام وجدتنى بعد 30 عاما بالتمام والكمال أقف فى حضرة الزعيم والقائد والمعلم.ذهبت ومعى شريكة العمر والدرب مثلما كنا معا من 3 عقود. وكأن الزمان لم يتغير إلا من إضافات القدر. فقد رقدت بالقرب من الزعيم السيدة تحية كاظم. وكان المكان يتأهل للانصراف إلا من أسرة مصرية مكونة من الاب وطفلين لم يتجاوزا الثانية عشرة. وبلطف من الأب طلب منا أن نكون معه وأطفاله فى صورة تذكارية فى حضرة الزعيم والجد. ودارت عجلة الزمن وذاكرته بعد ان انتهيت من قراءة الفاتحة على هذه الروح المشبعة بحب الوطن والناس .وكانت أول رحلة لى ولقاء فى حب الزعيم فى وقت يقترب من فجر الثانى من يوليو عام 1984. وكانت ليلة زواجى وكنا قادمين من المدينة الباسلة كما كان يحلو للزعيم ان يسميها انها بورسعيد .بلدى وبلد زوجتى.وكأننا كنا نطلب منه ان يكون شاهدا ومباركا. وكنا وقتها برفقة صديق العمر حمدين صباحى وزوجته العزيزة السيدة سهام نجم وطفليهما سلمى ومحمد .وكنا ضيوفهما فى سيارتهم حيث أحضرنا من بورسعيد الى القاهرة حيث بيتنا الجديد. بعد احتفال بسيط بالزفاف فى منزل عائلة زوجتى. وكانت لفتة جميلة ورائعة من صديقى حمدين ان زرنا يومها الزعيم. وما بين الزيارة الأولى والثانية لم يغب عن بالى أو فكرى صورة وإرادة زعيم الشعب. وكان دائماً حاضراً فى ذاكرة الأمة وكان جليا ذلك المشهد فى يناير 2011 .وكان الظهور الأكبر فى يونيو ويوليو الماضيين من عامنا هذا. وعبرت الإرادة المصرية عن تجلياتها المغلفة بمواقف وعزيمة هذا الشعب عن استدعاء روح الكرامة والعزة. وخرج من صلب هذه الأمة من يترجم هذه التجليات والإرادة الحرة لينقذ مصر وشعبها من السقوط تحت أقدام خيول التتار الجدد. فكانت الصيحة والضربة القوية التى أعادت الحق لأصحابه. وألقت بسارقى الوطن وحريته إلى مزبلة التاريخ. والآن ومصر تحتفل بالذكرى الثالثة والاربعين لرحيل الزعيم. فإن روحه وعزيمته ومواقفه وإرادته قد استردها شعب مصر من جديد ليطلع الى غد أفضل. وإلى رسم معالم المستقبل. وإلى التخطيط لأيام الغد المنتظر لأطفالنا أمثال من حضروا معنا تحية روح الزعيم الراقد على بوابة مصر فى كوبرى القبة. انهم الأمل ورغم انهم لم يروا ذلك الرجل بل حضروا لأنهم يفهمون المعانى التى تركها لهم جدهم الغالى. انها مصر التى لا تموت أبداً. وستظل دائما صلبة الوقفة والمقام.وسيظل شعبها ورجالها أشداء أقوياء. وأيضا ستظل ولادّة. ولن تجف ينابيع الرجل من رحمها. وسيظل اسمها الصابرة القوية.ولن ترضخ أو تلين أو تركع ما دامت تلد وتربى زعماء وقادة من أمثال ناصر. وبعد ناصر سوف يكون من رحمها وصلبها من رجالها الأشداء الأقوياء من يظل رافعا الراية وحاميا للعزة والكرامة .فتحية للحاضر دائما جمال عبد الناصر. وكل رجال مصر صناع الحياة والمستقبل.