نددت المعارضة السورية بالعرض الروسي القاضي بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي لتجنيب البلاد ضربة عسكرية غربية، معتبرة انه «مناورة سياسية» ومطالبة برد على نظام دمشق، وأعلن الائتلاف الوطني السوري في بيان ان دعوة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الاخيرة ، تعتبر مناورة سياسية تصب في باب المماطلة غير المجدية والتي ستسبب مزيدا من الموت والدمار للشعب السوري ، وكان لافروف دعا سوريا الى وضع ترسانتها الكيميائية تحت رقابة دولية على ان تتلف بعد ذلك، ووصف الرئيس الامريكي باراك اوباما هذه المبادرة بأنها قد تشكل اختراقا مهما فيما قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري انها يمكن ان تمنع ضربات ضد النظام السوري. وقوبلت المبادرة الروسية بترحيب دولي حذر، وذلك خشية أن يكون الهدف من المبادرة كسب الوقت وتجنيب النظام السوري ضربة عسكرية تقودها الولاياتالمتحدة على خلفية استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي ضد المدنيين الشهر الماضي ، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن المبادرة تقوم على وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي، ومن ثم تدميرها وتوقيع النظام على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيميائية. وإثر ذلك سارع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الموجود في العاصمة الروسية موسكو إلى الترحيب بهذه المبادرة ، واشنطن من جانبها وعلى لسان أكثر من مسئول، قالت إنها ستدرس المبادرة رغم تشكيكها بالتزام النظام السوري بها. وبدا تغيير النبرة في البيت الابيض وردا على سؤال لقناة «ايه بي سي» بشأن امكان حصول «وقفة» في الاندفاعة نحو الضربات العسكرية في حال تم توفير امن الترسانة الكيميائية السورية، اجاب اوباما «بالضبط، اذا ما حصل ذلك».ورحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحذر بالعرض الذي قدمته روسيا للعمل مع دمشق لوضع أسلحتها الكيميائية تحت سيطرة دولية، معتبرا أن المقترح ينطوي على «احتمالات إيجابية»، مضيفا أنه ينبغي التعامل معه بتشكك ، أما فرنسا فقد أعلن وزير خارجيتها لوران فابيوس أن المبادرة الروسية تستحق الدراسة، وأنها قد تلقى قبول باريس لكن بشروط منها صدور قرار ملزم من مجلس الأمن ومعاقبة المسئولين عن مجزرة الغوطة. واعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن المقترح الروسي مثير للاهتمام، مكررة رفضها التام لأي تدخل عسكري في سوريا إذا لم يكن الهدف من ذلك كسب الوقت وتمت ترجمته بشكل ملموس، فإن برلين ستدفع عندها لمواصلة هذا النهج. واعتبر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أنه لا يمكن الوثوق بالسوريين، مرجحا أن تجري مفاوضات صعبة حول تنفيذ الاقتراح الروسي ، وفي رده على المبادرة الروسية، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه قد يطلب من المجلس مطالبة سوريا بنقل مخزوناتها من الأسلحة الكيميائية إلى مواقع سورية يمكن تخزينها فيها بأمان ثم تدميرها ، مضيفا أنه إذا وافقت سوريا على المبادرة فسيقوم المجتمع الدولي على وجه السرعة بإجراءات لضمان تخزين الأسلحة الكيميائية بأمان وتدميرها ، وحث سوريا كذلك على الانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي لم توقعها سوريا من قبل. وفي تحرك مفاجئ لقطع الأسطول البحري البريطاني المرابط في شرق البحر المتوسط أمام السواحل السورية بدأت القطع البحرية البريطانية الست تحركها لتعبر قناة السويس في طريقها للبحر الأحمر على الرغم من الأنباء المؤكدة لاحتمال توجيه ضربة عسكرية لسوريا خلال أيام ، واستقبل المجرى الملاحي القطع الحربية الست التي تضم حاملة طائرات ومدمرة وسفينة إنزال وسفينة أبرار وسفينة برمائية وسفينة شحن من المدخل الشمال للقناة ببورسعيد ضمن القافلة الشمالية ، وكان مجلس العموم البريطاني قد صوت في وقت لاحق برفض مشاركة بريطانيا في توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا بأغلبية ضئيلة حيث رفض 285 عضوا المشاركة في الضربة العسكرية بينما أيدها 272 عضواً. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان إن الادلة التي حصلت عليها ترجح مسئولية القوات الحكومية عن الهجوم الكيمياوي الذي وقع في غوطة دمشق في الحادي والعشرين من الشهر الماضي ، وقالت المنظمة ومقرها في الولاياتالمتحدة في تقرير صدر في نيويورك إنها قد توصلت الى هذه القناعة بعد تحليل افادات الشهود والمعلومات التي حصلت عليها عن المصدر المرجح للهجوم وبقايا الاعتدة المستخدمة والسجلات الطبية للضحايا. وتقول الولاياتالمتحدة إن الهجوم اسفر عن مقتل 1400 شخص.