عادة لا أشاهد الصور والفيديوهات الدامية التى تتسابق فى نشرها مواقع التواصل الاجتماعى، ومواقع الصحف على الإنترنت، لبشاعتها، وعدم إنسانيتها. ولم يحدث مرة أن ضبطت نفسى وهى تتورط فى مشاهدة إنسان لحظة قتله أو وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة أو حتى بعد القتل.. فأى متعة فى معرفة تكشف الجانب الحيوانى فى الإنسان؟! حتى صور وفيديوهات مجزرتى جنودنا فى رفح فى رمضان قبل الماضى، ومقتل جنودنا فى قسم شرطة كرداسة، رأيتها مضطرا مرة واحدة بحكم عملى. لكن.. حرصت، غير متألم، لمشاهدة صور وفيديوهات جريمة غير إنسانية ارتكبها للأسف إنسان، وهى جريمة مجزرة جنودنا فى رفح التى حدثت منذ أيام.. لأنها كاشفة لنوع العدو الذى نواجهه, فهو ليس مجرد إنسان مجرم أوصلته أفكاره المريضة باسم الإسلام للقتل ولكنه وصل إلى مرحلة الحيوان، وليس أى حيوان، فهو من النوع الشرس المتعطش للدماء.. لأنه عندما يتم اقتياد الجنود من السيارات بملابسهم المدنية وفى آخر يوم لهم فى الخدمة العسكرية ويقومون باصطفافهم منبطحين على الأرض ثم قتلهم بدم بارد الواحد تلو الآخر دون أن تهتز شعرة واحدة من المجرمين.. فنحن فى حاجة إلى صائد للكلاب المسعورة وليس إلى قوة مسلحة لمواجهة عدو!! هذه الجريمة بالتحديد تعتبر امتدادا لجرائم الإخوان المسلمين قبل عزل رجلهم الذى زرعوه فى رئاسة الجمهورية فى غفلة من الزمن، وبعد عزله، وأن خطف الجنود السبعة واستعادتهم دون محاسبة الخاطفين، بعلم، إن لم يكن بتدبير من وضعوا, هذا الإمعة فى رئاسة الجمهورية، فإنها لم تكن سوى تمهيد لجرائم أبشع لجنودنا وهذا ما حدث ويحدث وسيحدث أكثر من مرة وبطرق أبشع وأفظع مما رأينا.. وأن مشاهد المعتصمين والمتظاهرين من جماعة الإخوان المجرمة، وهم يطلقون النيران على الناس فى الشوارع وفى بيوتهم، هى صور متفرقة لصورة أكبر لتدمير مصر.. وهى صورة لا يتمنى مشاهدتها سوى العدو الرئيسى لها وهو إسرائيل ومن وراء إسرائيل ممن يريدون الانقضاض على الدول العربية دولة دولة، وعلى الجيش المصرى تحديدا حتى آخر جندى.. وقد وجدوا فى جماعة الإخوان الاستعداد والرغبة فى مساعدتهم على تنفيذ هذه المخطط والذى يبدأ أولا بترويع الناس فى الشوارع وقتل رجال الشرطة لإحداث فوضى داخل البلاد ثم ارتكاب مجازر مستمرة للجيش واستنزافه لإضعافه لصالح العدو المتربص على الحدود!! نحن لا نواجه عدوا للوطن بل خائنا للوطن وهو أقذر وأبشع فى جرائمه من العدو، لأن العدو يجد مبررا أخلاقيا وقانونيا لجرائمه، ويحرص على الالتزام بالمواثيق الدولية فى عدم التعدى على المدنيين أو عدم قتل الجنود بعد الأسر مثلا.. ولكن الخائن للوطن تعدى حدود أى أخلاق أو قانون أو مواثيق بخيانة للوطن، وبالتالى أى جرائم أخرى سوف تكون صغيرة بالمقارنة بجريمته الأكبر وهى خيانة الوطن.. وهذا النوع من البشر لا مجال للدفاع عنه ولا للرحمة معه لأنه وصل إلى مرحلة من الإجرام لا رجعة فيها، لأن لديه الاستعداد لارتكاب أفظع الجرائم.. وأن جريمة قتل جنود رفح العزل وهم مقيدون ليست ذروة جرائمهم بل يمكن أن نرى أبشع منها بكثير، وليس أمامنا سوى المواجهة بعنف لاقتلاع جماعة الإخوان وهى الأم الحاضنة للإرهابيين فى الجماعات الأخرى، وأن أى كلام مايع يبرر لها ما ترتكبه من مجازر فى حق الشعب المصرى من نوع الكلام حول العنف والعنف المضاد أو وقف العنف من الطرفين.. هى مواقف متخاذلة وتخدم المجرمين والأعداء على حد سواء!! ولابد أن يتذكر، أى مصرى، مشاهد إعدام جنود رفح المتطابقة مع مشاهد قتل أسرانا فى حرب 67، ويعرف أن العدو واحد، وأنه لا فرق بين غراب وآخر فكل الغربان متشابهة، وان اى محاولة لطمث هذه الحقيقة هى مشاركة فى الجريمة، وتصريح صريح بقتل كل مصرى.. ولا أعتقد أن التوافق بين عدونا الخارجى وجماعة الإخوان الإرهابية يحتاج إلى أدلة بعد جريمة جنود رفح العزل.. وأن تكاتف وتعاون كل مصرى للدولة المصرية لمواجهة جماعات الإسلام السياسى هى فرض عين وطنى، ومسئولية وطنية.. وأنه حان الوقت لكشف وتعرية الخلايا الإرهابية النائمة، سواء أفراد أو جماعات، من كتاب الصحف ومرتزقة الفضائيات أو من بعض قادة الأحزاب، والتى تسعى إلى إيجاد تبرير لجرائم الإرهابيين أو غسل يديها من دماء المصريين ببيانات إدانة العنف، وأن السكوت عليهم ليست جريمة، ولا مشاركة فى الجريمة بل خيانة للوطن!!