يبدو أن رئيس الوزراء التركي أردوغان بات متفرغا الآن للشأن المصري فإصراره علي أن ما جري في مصر هو انقلاب وليس ثورة شعبية وكذلك مطالبته بعودة مرسي إلي قصر الرئاسة.. وهجومه الدائم علي مصر وتحريضه لأوروبا وأمريكا ضد الجيش في مصر، ولدرجة أتصور معها أنه عندما ينام فإن الكوابيس تطارده حتي في أحلامه فيهتف شرعية شرعية!! وربما ليس سرا أن أردوغان ورغم انتهاء فترة السفير التركي في مصر فإنه أبقي عليه حتي لا يضطر السفير الجديد لتقديم أوراق اعتماده أمام الرئيس المصري المؤقت حتي لا يعتبر ذلك، وكأنه اعتراف بالرئيس المؤقت وحكومته خاصة السيسي الذي بات يمثل عقدة لأردوغان، جعلته يقصقص ريش وأجنحة كل قادته العسكريين خشية من يوم قريب!! والمثل المصري يقول «إلا بيته من زجاج.. لا يقذف الناس بالطوب» ولكن أردوغان يصر علي قذف مصر بالحجارة والتصريحات.. فتارة يستعدي العالم ضد مصر، وتارة يتهمها بالوحشية في معاملة متظاهري رابعة والنهضة ومسيرات الإخوان التي يصفها بالسلمية والبراءة وأخيرا يتهم الحكومة والجيش المصري أنه قام بالانقلاب بدعم وتعاون مع إسرائيل! وأجيب عليه بالمثل المصري أيضا الذي يقول: «....... تلهيك واللي فيها تجيبه فيك»!! وقد أظهرت الأحداث الأخيرة كيف أن السيد أردوغان وحزبه هم ضمن تنظيم الإخوان المسلمين الدولي وكانت حكومته تخطط لإقامة الخلافة الإسلامية بدعم غربي أمريكي لولا أن أوقفت الثورة المصرية في 30 يونية ذلك التخطيط لتغير من مسار التاريخ، ذلك التاريخ الذي اعتادت مصر أن تصنعه أو تغيره وقت اللزوم.. مهما جابهت من قوي وجيوش وامبراطوريات. وجماعات حقوق الإنسان وحكومة الغرب التي تصرخ بحقوق الإنسان ليل نهار.. يبدو أنها مصابة بالعمي الحيسي ولا تري إلا ما يجري في مصر فتفسره علي هواها، في الوقت الذي تتجاهل فيه ما جري ويجري في تركيا من قمع للمعارضة وسجن أصحاب الرأي المعارضين خاصة من الإعلاميين والصحفيين الذين تمتلئ سجون تركيا بهم! وتركيا التي قامت بقتل مئات الآلاف من الأرمن وعشرات الآلاف من الأكراد وقصفهم بالصواريخ والطائرات كل ذلك تناساه الغرب ولم يعتبره إهدارا لحقوق الإنسان.. ما يصب في مصلحة الغرب الذي يستعد لضم تركيا الي الاتحاد الأوروبي! ولعل ما يجري في تركيا ودعمها المحموم للإخوان المسلمين والتحدث باسمهم يكشف مدي توغل تنظيم الإخوان الدولي في تركيا.. وغيرها من الدول وهو ما يفسر رد الفعل التونسي والليبي واليمني ضد مصر.. فكل هذه الدول التي طالها الربيع العربي قد وثب حكم الإخوان عليها.. وجاءت أحداث مصر لتمثل انتكاسة وفشلا ذريعا للتنظيم.. الذي ظن أن الأمور في مصر وهي أكبر دولة عربية قد دانت له.. ولكن الشعب المصري قلب ذلك التخطيط رأسا علي عقب ليجعل مشروع، الخلافة الإسلامية وقد تراجع للوراء عشرات السنين.. ولعل الموقف السعودي العظيم وبجانبه الموقف الإماراتي والأردني وحتي الكويتي والبحريني قد جاء دائما لمصر في الوقت المناسب ليجبر الغرب وأمريكا علي تغيير لهجتها العدائية ضد مصر بالتوازي مع الموقف الروسي الذي كشف وفضح التعنت الأمريكي بالذات ضد ثورة 30 يونية. ووصل الأمر بتركيا في الأسابيع الأخيرة وقبل فض اعتصامي رابعة والنهضة الي أن قامت بعمل ما يشبه مستوطنة أمام مسجد الفاتح وجعلت تلك المستوطنة شبيهة بما جري في رابعة وحشدت لها آلاف الأنصار ودعمتهم بالمال والإعلام التركي الذي تحول الي بوق ضد مصر، ودور تركيا في دعم اعتصام رابعة بالذات غير خفي فقد كانت سياراتها الدبلوماسية اضافة الي سيارات قطر الدبلوماسية تقوم بنقل الأسلحة لمعتصمي رابعة وتسهيل دخول وخروج قادة الإخوان منها! والآن وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة وبعد ما قام به متظاهرو الإخوان السلميون كما يقولون من قتل مئات الأبرياء واقتحام الأقسام وقتل الضباط والجنود وحرق الكنائس فلابد للحكومة المصرية من فضح الدور التركي في ذلك الآن.. وتقديم أردوغان ومن ورائه للمحكمة الجنائية الدولية كمجرمي حرب مع كل قادة تنظيم الإخوان الذين دعوا للعنف ودعموه ضد أبناء شعبهم.