سمح رئيس الوزراء التركي رجب اردوغان لنفسه ان يتدخل في الشأن المصري بصورة اغضبت كثيرين كانوا يرون فيه قدرا من الحكمة. من حق السيد اردوغان ان يغضب او يحزن لخروج الإخوان المسلمين من السلطة امام ملايين البشر الذين شاهدوا فشل تجربة الإسلاميين في الحكم امام قصور التجربة وغياب الكفاءات والتخبط في إدارة شئون الدولة. انتقد السيد اردوغان ما حدث في مصر وطالب الغرب بأن يتخذ موقفا تجاه الشعب المصري الذي خلع رئيسه.. ولا شك ان حالة من الخوف تجتاح الآن السيد اردوغان فقد فشل في مواقفه ضد سوريا, لأن الأسد مازال يقاوم وكان اردوغان يراهن علي ان النظام في سوريا انتهي واوشك علي الانهيار.. وكان اردوغان يحلم بالخلافة العثمانية التي ستقوم في المنطقة وتنطلق راياتها من القاهرة الي استانبول مرورا علي غزة والشام ثم تأخذ مدارها من ليبيا الي تونس الي بقية دول المغرب العربي.. وكان اردوغان يحلم بأن يرد لأوروبا الصاع صاعين حين تنطلق الخلافة رغم انف الغرب الذي مازال يرفض الشراكة التركية حتي الآن.. كان وصول الإخوان المسلمين الي السلطة في مصر املا قديما للأتراك ولكن خاب ظن السيد اردوغان في نجاح التجربة التي انتهت بصورة مؤسفة وفي وقت قصير.. كان من الخطأ ان يلوم السيد اردوغان الشعب المصري لأنه خرج الي الشوارع وخلع رئيسه.. وكان الخطأ الأكبر ان يوجه كلامه للغرب وهناك مئات الآلاف الذين خرجوا في جميع المدن التركية يطالبون بإسقاط اردوغان وحزبه وحكومته.. فهل يخشي اردوغان ان يكون الدور عليه ويلقي نفس المصير ويخلعه شعبه رغم الفارق الكبير بين تجربة إسلامية نجحت في تركيا واخري فشلت في مصر.. ان للشعوب اسرارا لا أحد يعرفها, انها تشبه البراكين لا احد يعرف متي تهدأ ومتي تثور وعلي الحكام واصحاب القرار ان يتعلموا من دروس التاريخ ودورة الأحداث حتي لا يجدوا انفسهم امام طوفان لا يرحم والعاقل من تعلم من رأس الذئب الطائر. http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة