تابعت بالأمس أزمة مسجد الفتح بميدان رمسيس، وهى على ما أظن المرة الثانية التى يتحصن فيها بعض شباب الإخوان داخل المسجد، واقعة الأمس جاءت فى سياق المظاهرات التي قامت بها الجماعة، وحاولت فيها اقتحام أقسام الشرطة وبعض المواقع الحكومية، وهذه الأزمة لم يتم حلها بشكل كامل حتى كتابة هذه السطور، حيث تم الافراج عن بعضهم وتبادل المسلحون اطلاق النار من خلال المئذنة مع القوات، الواقعة ببساطة تكشف عن قصور خطير فى أسلوب تفكير القيادات في الحكومة والقوات المسلحة وفى وزارة الداخلية، وفى الإعلام المصري الحكومي والمستقل. قيل إن حوالي 600 إخواني على رأسهم الدكتور سعد عمارة، وقيل إن العدد ضعف هذا الرقم، هذه المجموعة تحصنت بالمسجد وأخذت بعض الرهائن، بعد أن فشلت فى الهرب من الميدان، والأزمة بدأت عندما قام بعض اهالى المنطقة بمحاصرتهم وذلك لقيامهم باطلاق الرصاص الحى من أعلى المسجد على المواطنين، كما حكى البعض ان بعض الذين قاموا بمحاولة اقتحام قسم شرطة الأزبكية لاذوا باللجوء إلى المسجد للاختباء. انتبهت لأزمة مسجد الفتح حوالى الثامنة مساء حيث قيل إن الأهالي تحاصر المسجد وتستغيث بالشرطة والجيش إرسال قوات للقبض عليهم، القوات وصلت للمسجد ربما فى التاسعة، وقامت بمحاصرة المسجد، وقد بدأت متابعة الواقعة فى حوالى منتصف الليل، من خلال برنامج الإعلامي وائل الإبراشي، وكان يتابع على الهواء حتى الثامنة صباحا من خلال مراسل هناك عبر المحمول يدعى محمد، سبق أن اعتدوا عليه فى رابعة على حد ذكره، ومشكلة محمد معنا ومع وائل الإبراشي أن محمد بيرغى كتير ولا يستمع للأسئلة التى يوجهها له الإبراشي، كما أنه لم يكن يأخذ نفسه، ولم يعط لنا فرصة نستمع للأصوات من داخل المسجد، لكن لمحمد الفضل الكبير فى متابعتنا للواقعة، حيث تصرف ببراعة ومهارة فى تغطية الحدث، باستضافة العديد من الشهود وقيادات القوات من الشرطة والجيش، حتى المارة والجيران كان محمد يأتى بهم ويفرضهم على الإبراشى، وللحق يستحق الشكر والتقدير لأنه ظل بمحموله يتابع الواقعة حتى الصباح. كما كانت قناة أون تى فى تتابع من خلال برنامج المذيع الشاب يوسف الحسينى من خلال كاميرا، لكن للأسف انسحبت الكاميرا وانتهت التغطية مع انتهاء فترة برنامج الحسينى، وهو ما جعلنا نتابع بشكل كامل مع محمد والإبراشى حتى الصباح صوتيا، اضافة إلى قناة الجزيرة التى كانت تنقل من خلال الفتاة التى سبق اعتقالها فى السودان وقام د.محمد مرسى بإحضارها معه من الخرطوم، وللأسف كانت تذيف الواقع، وأوهمت المشاهد بأن القوات تطلق النار والغاز عليهم داخل المسجد، كما أن القوات استعانت ببعض البلطجية لمحاصرة المسجد، وادعت كذلك موت بعض السيدات والشباب. قلت إن هذه الواقعة كشفت عن عورات متعددة فى الحكومة والشرطة والجيش والاعلام، منها: ان القوات التى كانت تنتظر بالخارج لم يصدر لها اوامر باقتحام المسجد طوال الليل، وسرت المخاوف بين المتواجدين والمتابعين، بإرسال الجماعة حشوداً لها فى الصباح تدخل فى معارك مع القوات المنهكة طوال الليل لتحرير من تحصنوا بالمسجد، وقد تسفر المعارك عن وفاة وإصابة بعض الجنود والضباط، من يتحمل مسئولية هذه الدماء؟، الحكومة ام السيسى ام وزير الداخلية ام رئيس الجمهورية؟ ولماذا نترك هذه المجموعة المسلحة تحتجز بعض الرهائن طوال الليل دون اقتحام المسجد؟ بعض المتابعين كانوا يرون تأخر صدور القرار يعود إلى كشف ارهاب جماعة الإخوان للعالم، لكن للأسف هذا المبرر كان واهيا لأن الحكومة لم ترسل كاميرا واحدة من ماسبيرو إلى تغطية الواقعة، كما ان جميع القنوات الخاصة لم ترسل هى الاخرى كاميرات لنقل الحدث على الهواء، وللأسف أيضا تركوا الساحة مفتوحة لقناة الجزيرة تنقل للعالم أجمع الأكاذيب طوال الليل، حيث وصل للعالم اجمع بالصورة أن القوات المسلحة تحاصر بعض المصلين العزل فى المسجد، وانها تقتحم المسجد بالأحذية وتطلق الغاز والرصاص الحى عليهم، وكما نقلت للعالم اجمع اداعاءات الإخوان ورسالتهم للعالم اجمع، والتى بجحوا بمهارة تحسب لهم فى ايصالها للعالم طوال الليل، حيث خاطبوا العالم من داخل المسجد واستغاثوا، وطالبوهم بالتدخل لإنقاذ النساء والمصلين. أغرب ما تابعته طوال الليل أنا وغيرى أن قيادات الجيش والشرطة لم تقم بسحب القوات المنهكة والدفع بقوات أخرى تستطيع المواجهة أو الاقتحام، وتركت الجنود يقفون على أقدامهم طوال الليل. كنا نتمنى ان يكون تصرف الحكومة وقيادات الجيش والشرطة أفضل من هذا، ونتمنى أيضا ان تحال الواقعة للتحقيق ويتحمل صاحب قرار عدم الاقتحام إلى التحقيق مهما كان منصبه ومكانته. علاء عريبى Alaaalaa3212hotmail.com