في أحد أركان المنزل, تجلس على مقعدها شريدة تتذكر خطواته الأولى.. ضحكته..مزاحه..حتى يوم عُرسه, كلها لحظات لا يمكن أن تُنسي حتى وإن قالوا "لقد رحل" .. هكذا تواجدت والدة الشهيد "عمرو محمد عبد الحميد" الذي يبلغ من العمر 39عاما والذي سقط في منطقة بين السرايات أثناء اشتباكات جامعة القاهرة. بدأت أم الشهيد حديثها ل"بوابة الوفد" في منزلها وسط حالة من الصراخ والعويل وبرفقه جيرانها الذين جاءوا لمواساتها، قالت "لم يكن ولدى بلطجى كما ادعوا , بل هو ثائر خرج في الخامس والعشرين من يناير لإسقاط النظام ، فسقط قتيلا في عهد مرسي, كما خرج في العديد من المظاهرات من بعدها ليقف بجانب الحق، لكنه يومها لم يخرج ثائراً (مؤيدا كان أو معارض) بل خرج – بناءً على طلبي- ليبحث عن أخيه وسط حالة العنف التى شهدتها منطقة بين السرايات في هذا اليوم , وكانت تلك آخر الكلمات بيننا, ليجيئنى بعدها الخبر "ابنك أصبح في عداد الشهداء" ! وأضافت قائلة"يا حبيبي يابنى..كنت جوزى وأخويا وابنى, كنت كل حاجة ليا..أنا مزعلتش على أبوك زى ما زعلت عليك يا حبيبي". تناولت شقيقته الكبري "أم عمرو" أطراف الحديث مسردة تفاصيل اليوم المشئوم قائلة "حقنا عند ربنا , والحمد لله إن الإخوان سابوا الحكم, فقد كان مستهدف منهم ,لأنه ظهر في أكثر من مظاهرة ضدهم لحد ما ضربوه يوم حصار المحكمه الدستوريه وجردوه من ملابسه, وأصيب في رأسه بجرح كبير.. كثيراً ما نصحناه بعدم النزول في المظاهرات ولكنه كان مقتنع بما يفعله وليس صحيحاً ما تردد علي قناة الناس ومصر25 بأنه واحداً من شهداء الشرعية فالحقيقه أنه أول شهيد لحركة تمرد. وتابعت، "إمبارح الجيران كانت فرحانة وبتزغرط بعد عزل مرسي أثناء العزاء, لكن إحنا مش بنلومهم إحنا فرحانيين زيهم وربنا يصبرنا علي فراقه" فيما تدخلت شقيقتة الصغري "نهي " وطالبت بضرورة الثأر لشقيقها مشددة علي ضرورة محاكمة مرسي وكل من تاجر باسم الدين ,وتقول " أطالب بتسمية شارعنا باسم الشهيد عمرو محمد عبد الحميد , فهو يستحق أكثر من ذلك فقد ضحى بأولاده الثلاثه وبنا من أجل مصلحة الوطن " أما محمد فكرى"ابن عمة الشهيد"والذي كان شاهداً على ما حدث لعمرو قبل وفاته على أيدى الإخوان , قال "الإخوان كانوا في إحدى الشوارع الجانبية بمنطقة بين السرايات, وهاجمونا بأسلحة بالليزر لم أرها من قبل ,فكنا ندافع عن أنفسنا بالطوب , ثم نزلت مجموعة من الإخوان والبلطجية عند باب تجارة , وأخذوا عمرو بعيداً وضربوه.. وعندما حاولت الدفاع عنه ضربونى وألقونى بعيداً, وهددونى قائلين" تعالى خده لو كنت راجل" ,, وبعد فترة جاءت الإسعاف ونقلوه لمستشفي بولاق , والذي أعلن عن وفاته برصاصة في الرأس أدت إلى تهتك في المخ".