قبل أيام من قيام ثورة 30 يونية ضد النظام الحاكم، سألنا عبر العديد من مسئولي ماسبيرو، ماذا أعددتم لتغطية هذه الثورة؟. وكانت الإجابة تقريباً واحدة من شكري أبوعميرة رئيس الاتحاد، وإبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار، ورئيس الإذاعة عادل مصطفي، أن الحياد والموضوعية سوف تكون شعارنا، ولا بديل عن المهنية، والكل أجمع أن الاستقالة في جيبه وسيعلنها فوراً إذا تدخل أحد في عمله، وجاء اليوم المشهود، وتصدرت - كما توقعنا - مشاهد مظاهرة المؤيدين للرئيس في رابعة العدوية المشهد، في حين كانت متابعة المظاهرات المعارضة للنظام والرئيس تغطي بشكل ليس له علاقة بالمهنية، أي أن تليفزيون الشعب «تأخون» وهناك برامج ألغيت مثل «أهل مصر» لأن ضيوفه علي غير هوي السلطة. في نفس السياق اضطر بعض العاملين في قناة الأخبار إلي الضغط علي القيادات لتقسيم الشاشة إلي خمسة أجزاء، بعد أن كانت هناك قرارات بأن تقسم الشاشة إلي جرءين فقط، الأول خاص برابعة العدوية، والثاني خاص بالتحرير علي أن يتغير الجزء الخاص بالتحرير ليتابع باقي المحافظات لكن العاملين أكدوا أن هذا إهدار لجهود زملائهم في المحافظات، الذين خرجوا بكاميرات لمتابعة الأحداث في شتي محافظات مصر، وأمام هذا الضغط اضطرت القيادات للاستجابة، وكان لانضمام باقي العاملين في قطاع الأخبار لزملائهم بقناة النيل دور في تحقيق مطالبهم. في نفس الوقت ألغت إذاعة راديو مصر كل البرامج المذاعة علي الهواء حتي يمكن السيطرة علي الإذاعة، ولا يتسرب أحد المعارضين للرئيس إلي أحد هذه البرامج، واكتفت الإذاعة بنقل الأحداث وإذاعة الأغاني الوطنية، إلي جانب أن الخبر الأول غالباً عن مؤيدي الرئيس برابعة العدوية. واستمراراً لحالة الأخونة التي يقوم بها السادة المسئولون عن ماسبيرو، مساء ليلة 30 يونية قام شكري أبوعميرة رئيس الاتحاد باستدعاء جورج رشاد قارئ النشرة الإخبارية، لأنه تجرأ وقال خلال قراءته: ننقل لكم علي الهواء أحداث ثورة 30 يونية.. إلي جانب اتهامه بأنه حول مراسل القناة برابعة العدوية إلي محلل سياسي لأنه سأله عن الوضع هناك، وكان يري شكري أن المراسل مهمته فقط نقل الصورة. وبالمناسبة ما حدث في ماسبيرو يوم ثورة 30 يونية أمر متوقع منذ أن جاء الرئيس مرسي لمقعد الحكم، وإلا لماذا جاء بصلاح عبدالمقصود أحد أعضاء الجماعة لهذا المنصب في وجود شخصيات إعلامية كبيرة داخل وخارج المبني تستطيع قيادته، الأهم بالنسبة للجماعة كان السيطرة علي المشهد الإعلامي من خلال ماسبيرو إلي جانب الداعم الأهم لهم «قناة الجزيرة»، وحدث للجماعة ما أرادت. علي جانب آخر وفي موقف يحسب له رفض الإعلامي محمود سعد متابعة تظاهرات جماعة الإخوان المسلمين أمام مسجد رابعة العدوية مساء ليلة الثورة، وبرر «سعد» خلال برنامجه «آخر النهار» الذي يعرض علي فضائية «النهار» بأن القنوات التابعة للإخوان المسلمين لا تغطي المظاهرات المعارضة لمرسي. وهذا يجعلنا نعاملهم نفس المعاملة، وتساءل لماذا يطلبون منا العمل بمهنية وموضوعية، وحيادية وهم لا يفعلون ذلك.. وواصل «سعد» كلامه: الجماهير قالت كلمتها ومن حقهم علينا أن ننحاز لهم، فهم الذين يحركون الفضائيات خلفهم وليس العكس.. كما رفض «سعد» مواصلة عرض المؤتمر الصحفي الخاص بالرئاسة، وعلق لا جديد لديهم، من يريد أن يتابع هذا المؤتمر عليه أن ينتقل لقناة أخري. كما ظهرت لأول مرة بعد غياب الإعلامية هالة سرحان عبر قناة «دريم» مع وائل الإبراشي، بعد غياب طويل عن الشاشة، حيث قدما استوديو تحليلياً، استمر إلي ما بعد منتصف الليل. السمة الغالبة علي الفضائيات ليلة ثورة 30 يونية كانت أقرب إلي احتفالية بخروج المصريين بهذه الأعداد الهائلة، حيث تسابقت الشاشات إلي نقل الفعاليات من كل محافظات مصر، وكأنهم يردون علي المزاعم التي خرجت من الجماعة بأن الذين خرجوا ضد النظام 37 ألفاً فقط، وجاءت الكاميرات لتكذب هذا الرقم وتؤكد أنه 37 مليوناً. القنوات المختلفة خاصة ال «cbc» قامت بالتنويه مراراً وتكراراً علي لسان لميس الحديدي وخيري رمضان، وجود تردد جديد لها في حالة قطع الإرسال عليهم، بعد سلسلة التهديدات التي وصلت لهم بإغلاق القنوات.