تجددت الاحتجاجات العنيفة اليوم فى البرازيل وبالتحديد فى مدينة "فورتاليزا" التى تستضيف مباراة البرازيل والمكسيك الليلة فى إطار مباريات كأس العالم للقارات، ونشرت الحكومة البرازيلية قوات خاصة من الشرطة لحماية منشآت وملاعب البطولة التى تستضيفها البرازيل لمدة أسوعين. فقد تجمع حوالي 10 آلاف متظاهر بعضهم يحمل العلم البرازيلي على بعد ثلاثة كيلومترات من ملعب "كاستيلاو" الذي كلف تجديده بهدف استضافة كأس القارات ومونديال 2014 حوالي 180 مليون يورو، وتأتى مظاهرات اليوم ضمن موجة الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها البلاد منذ انطلاق كأس العالم للقارات يوم السبت الماضى. ويعترض المحتجون على الأنفاق الكبير على البطولة، وعلى كأس العالم لكرة القدم التى تستضيفها البرازيل العام المقبل، بينما تعانى البلاد من الفقر والأوضاع الاحتماعية السيئة. واهتمت الصحف العالمية بالاحتجاجات والمظاهرات البرازيلية، ووصفت صحيفة "الاندبندانت" البريطانية بطولة كأس العالم للقارات بأنها نذير شؤم على البرازيل وعلى كأس العالم القادمة. وقالت صحيفة "الجارديان" إن ما يحدث فى البرازيل حاليا من مظاهرات هو الأكبر والأعنف منذ 21 عاما، أى منذ عام 1992 عندما خرجت الجماهير للثورة ضد فساد حكومة الرئيس السابق "فرناندو كولور دي ميلو". ويطالب المتظاهرون بمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمواصلات بدلا من الإنفاق على تحضيرات مونديال 2014 وأخذت الاحتجاجات في بادئ الأمر طابعا سلميا لكن سرعان ما أصبحت عنيفة لتعم المدن الستة التى تستضيف البطولة وهى فورتاليزا وريو دي جانيرو وسالفادور دي باهيا وبيلو هوريزنتي وريسيفي وبرازيليا. ولعل أكثر ما يشغل بال السلطات البرازيلية حاليا، هو أن تؤثر تلك المظاهرات على استضافة البلاد لنهائيات كأس العالم العام المقبل، حيث بدأت الدوائر الرياضية العالمية تتحدث عن المخاطر التى يمكن أن تحيط بالبطولة إذا استمرت الأوضاع كما هى حاليا، وهو ما يعنى ضياع مليارات الدولارات التى تأمل البرازيل فى جمعها من استضافة الحدث العالمى.
