تحت عنوان " هل تواجه مصر ثورة جديدة ؟ "نشر موقع " صوت أمريكا" الأمريكى تقريرا حول المستجدات فى مصر. وقال الموقع إن مصر تشهد حاليا بوادر ثورة مختلفة عن تلك التى قام بها المصريون قبل عامين. فقد خرج الملايين إلى الشوارع يحشدون الطاقات والهمم والعزائم، ولكنهم انقسموا إلى فريقين، أحدهما يجمع توقيعات لتأييد الرئيس محمد مرسى تحت راية حملة يطلق عليها " تجرد" ، وآخر يجمع توقيعات لعزل مرسى ، تحت راية حملة " تمرد". ورصد الموقع الأمريكى تلك الحالتين المتناقضتين فى الشارع المصرى، وكيف أن المصريين الذين جمعهم ميدان واحد وهدف واحد فى 25 يناير 2011، أصبحوا اليوم فريقين يناحر أحدهم الآخر. وأشار الموقع إلى أن المعارضة المصرية تحشد قواها لتحقيق الأمل فى مظاهرات 30 يونيو القادم وهو اليوم الذى يوافق مرور عام على تولى الرئيس "مرسى" منصبه. وبينما يسابق عناصر حركة "تمرد" الزمن من أجل جمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات من المصريين لعزل الرئيس المنتخب، يصطف الإسلاميون أمام المساجد وفى الميادين، ويؤكدون أنهم جاهزون للدفاع عن أول زعيم منتخب لمصر ويقولون أن هؤلاء الذين يطالبون باستقالته وكلاء للنظام القديم. ورصد الموقع قيام عدد كبير من أنصار الرئيس مرسى بالتوقيع لحملة "تجرد" أمام جامع عمرو بن العاص بالقاهرة. وقال الموقع أن المواجهة الحالية هى بين "تمرد" و"تجرد"، وحذر من أن تتحول تلك المواجهة التى حتى الآن، لم تتجاوز السباق على التوقيعات، إلى عنف فى 30 يونيو . ونقل الموقع عن اللواء متقاعد "سامح سيف اليزل" قوله:" هناك فرصة قوية لاندلاع العنف فى الاحتجاجات المقبلة"، ويمكن أن يبدأ من أي من الجانبين." ومن غير الواضح ما يمكن أن ينهي حالة الجمود بين الإسلاميين، الذين تسلموا مقاليد السلطة رسميا ، والمعارضة من الليبراليين والمسيحيين والمحافظين العلمانيين المتفقين على التخوف من الحكم الإسلامي، بالإضافة إلى كتلة غير منتمية حزبيا ضاقت ذرعا من التدهور الاقتصادي في ظل حكم مرسي. ورأى الموقع الامريكى أن الحرب الثقافية بين الإسلاميين المنتخبين والمعارضة العلمانية، ومن ورائها الجيش فى مصر، هو ما يحدث فى تركيا حاليا، إلا أن الوضع فى مصر رغم تشابهه مع تركيا، يختلف بسبب الأزمة الاقتصادية العميقة التى تعانى منها مصر. وأكد الموقع أنه فى ظل خلاف القوى العالمية بشأن سوريا، دعم الرئيس مرسي التمرد السني ضد الرئيس السورى بشار الأسد، ويبدو أن واشنطنوالقاهرة يسيران على نغمة واحدة، حيث إن واشنطن تدعم مصر عسكريا مقابل بعض الالتزامات المصرية وعلى رأسها استمرار معاهدة السلام مع إسرائيل، كما أنها- أى أمريكا- لا ترضى بأى حالة من عدم الاستقرار في الدولة العربية الأكثر اكتظاظا بالسكان. وأوضح الموقع أن الجنرالات الأثرياء، الذين ضحوا ب "مبارك" لإنقاذ أنفسهم، يريدون دورًا سياسيًا أكبر حسبما يقول الإسلاميون، وإذا تحركوا ضد الإسلاميين، سيعني ذلك الحرب الأهلية. وأشار الموقع إلى أن عدد قليل يراهن على جدوى مظاهرات 30يونيو، إلا أنها قد تحدد ما إذا كان الربيع العربي أزهر في نهاية المطاف، أم لا، وليس فقط ل84 مليون مصرى، ولكن لكل الراغبين في الديمقراطيات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وخلص الموقع إلى أن هناك احتمالًا ضئيلًا بأن تنجح "تمرد" فى حث "مرسي" على الاستقالة. ويقول بعض المعلقين، حتى من الليبراليين إن عزل مرسى قد يشكل سابقة غير مرغوب فيها، كما أن العزل ليس بالضرورة أن يقود لنتائج جيدة. ونقل الموقع عن "القذافى عبدالرازق" مدير حملة "تجرد" قوله:" إننا لن نسمح للجيش أو المعارضين بالقفز على شرعية الرئيس، وإذا حدث انقلاب من الجيش أو الشرطة على الرئيس، ستكون هناك ثورة إسلامية، ونحن لن نستسلم بسهولة، لأن الاستسلام يعنى العودة إلى السجون". أما مسئول حملة تمرد "محمود بدر" فيقول إن الناس ملت حكم الإخوان، ومرسى لم يترك لهم خيارًا سوى النزول للشارع.
وقال "حسن نافعة"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يجب على مرسي إن يستقيل بسبب "غبائه " فهو ترك الناس بدون خيار سوى الشوارع .