منسق الحملة خلال حواره مع أحمد الجمال لو كان حل أزمات مصر في رحيل مرسي لكنا أول المؤيدين حزمة مفاجآت كشف عنها أحمد حسني، أمين حزب البناء والتنمية – الذراع السياسية للجماعة الإسلامية - ومنسق حملة "تجرد" المضادة لنظيرتها "تمرد" المعارضة والداعية لإسقاط الرئيس محمد مرسي في 30 يونيو الجاري، حيث أكد أن حملته نجحت في جمع أكثر من ثمانية ملايين استمارة رغم ضعف الإمكانيات مقارنة بحملة "تمرد" التي فتح لها الكثيرون خزائنهم ومقار أحزابهم، مشدداً علي أن "تجرد" ليست حملة لتأييد الرئيس، ولو أن "تمرد" كانت مجرد حملة تحمل رسالة للرئيس أو الحكومة أو النظام فلا بأس بها. وقال حسني في حواره مع "آخر ساعة" لو رأينا أن حل أزمات مصر الراهنة في رحيل مرسي بهذه الطريقة لكنا أول مؤيدي هذه الفكرة، لكنه اعتبر أن هناك من يخطط لأعمال عنف في 30 يونيو الجاري، وحذر من أن رفع سقف المطالب في التظاهرات المرتقبة "سيجلب الشرور للبلاد". ما هو السبب الرئيسي وراء تدشين حملة "تجرد" وهل كانت مجرد رد علي حملة "تمرد" المعارضة أم لديكم أهداف أخري؟ - فكرة حملة "تجرد" كانت حاضرة في أذهاننا منذ فترة طويلة، تسبق ظهور "تمرد" بكثير، فقد لاحظنا أن حالة الاستقطاب السياسي وصلت إلي حد خطير للغاية، فكان التفكير في حركة سياسية تعلو فوق الانتماءات الحزبية الضيقة، وتكون متجردة فيما تتبناه من آراء لله عز وجل، ويقيناً ما سيكون موافقاً لشرع الله سيكون في مصلحة البلاد والعباد، وعندما ظهرت حركة "تمرد" وجدنا أن هذا الوقت مناسب لإطلاق حملتنا وحركتنا، وتم اختيار الاسم ليتوافق مع فكرتنا الرئيسية، وكذلك ليكون مواجهاً لما تتضمنه حملة "تمرد" من فكر. لماذا لا يبدو لحملتكم أثر في الشارع مقارنة بحملة "تمرد"؟ بداية حملتنا لها تواجدها في الشارع، والحملة أصبحت مطلباً جماهيرياً تبحث عنه الجماهير في كل مكان، لكن كيف نقارن حملة "تجرد" التي تعمل بأقل القليل من الإمكانات، ولم يدعمها سوي حزب "البناء والتنمية" – الذراع السياسية للجماعة الإسلامية - بفتح مقراته لاستضافة الحملة، بحملة "تمرد" التي أعلن الكثيرون فتح خزائنهم من أجلها، وفتحت لها جميع الأحزاب الليبرالية والعلمانية والاشتراكية أبوابها! ولذا أعتبر أن ما حققته "تجرد" وكم تواجدها حتي الآن، هو من قبيل العمل البطولي، كما أن هناك تعتيما إعلاميا ضخما علي فعاليات حملتنا. علي سبيل المثال، خلال الأسبوع الماضي، كانت لدينا وقفة لجمع التوقيعات في منطقة عين شمس وأعلنا ذلك علي الصفحة الرسمية للحملة بموقع "فيسبوك"، واتصل بي أكثر من عشر قنوات لتصوير الوقفة، ولكن لم تأت منها سوي قناة واحدة فقط. كم عدد الاستمارات التي جمعتها "تجرد" حتي الآن.. وهل تستهدفون عدداً معيناً من التوقيعات مثلما تسعي "تمرد" إلي تجاوز ال15 مليون توقيعاً؟ - أرقامنا الرسمية تعلن في مؤتمراتنا الصحفية، ولكن تقديري أننا تجاوزنا الثمانية ملايين توقيع ونتوقع الوصول إلي أكثر من عشرة ملايين بحلول منتصف شهر يونيو الجاري، وليس لنا حد أقصي نطمح إليه، ولكن نسعي أن يصل صوتنا ورأينا لكل مواطن مصري. تسعي "تمرد" إلي حشد الجماهير في تظاهرات تدعو إلي إسقاط الرئيس، فما الذي تسعي إليه "تجرد" حين تصل إلي رقم معين من الاستمارات المؤيدة للرئيس والنظام؟ - أهم رسالة تريد حملة "تجرد" أن توجهها لشعب مصر من خلال ما تجمعه من أصوات، أن هناك آراء مختلفة ومتباينة في الشارع المصري السياسي، وأنه ليس لفصيل ما التحدث باسم الشعب وادعاء أنه يمثله، أو يمثل أغلبيته، وأن هذه الحالة تدعونا إلي السير في الطرق الدستورية والشرعية للتعبير عن الرأي من خلال المناسبات الانتخابية الرسمية، وأي فصيل سيلجأ إلي وسيلة استثنائية سيضطر غيره إلي وسائل استثنائية أيضاً، ما يهدد استقرار البلاد ويقضي علي التجربة الديموقراطية الوليدة. ما تقييمك لحملة "تمرد" وكيف تؤثر تعبئتها للشارع ضد الإخوان علي الأوضاع الراهنة في البلاد.. وبكل صراحة هل ثمة إيجابيات تراها في هذه الحملة؟! - نحن مع كل تعبير سلمي عن الرأي، ونري أنه من المهم للغاية وجود متابعة ومعارضة إيجابية للحاكم ولأداء الحكومة وكذا جميع مؤسسات الدولة، فهذا أمر لابد منه حتي نضمن عدم حيادهم عن أدوارهم، ولكن هناك موازنات يجب أن تراعي، وبخاصة عندما يكون الهدف كما تعلن "تمرد" هو سحب الثقة من الرئيس، فيجب في هذه الحالة سلك الطرق الدستورية الشرعية للوصول إلي هذا الهدف، وذلك لنجنب البلاد حدوث صدام بين المؤيدين والمعارضين، فالمسلك الشرعي الدستوري هو الوحيد الذي يجنب البلاد شر الصدام، وما يتبعه من فتن وشرور لا يعلم مداها إلا الله. ألا تري أن وجود حملتين متضادتين في الشارع من شأنه شق صفوف الشعب وإثارة الفرقة.. وكان الأجدي بكم التفكير في عمل إيجابي يفيد المصريين بعيداً عن توسيع الهوة الشعبية؟ - هذا يا سيدي ما حذرنا منه منذ اليوم الأول لإطلاق حملتنا، وقلنا إن الشارع المصري نتيجة لعملية الشحن الإعلامي الزائد والمريب والمشبوه، ليس بالمكان المناسب للمطالبة بهذا المطلب والإصرار عليه، فلو كانت مجرد رسالة سياسية تريد "تمرد" توصيلها إلي الرئيس والحكومة فلا بأس، ولكن أن تعلن أنها ستظل في الشارع حتي يتحقق لها ما تريد، فهذا مدعاة لنزول أصحاب الرأي الآخر إلي الشارع أيضاً، للمطالبة بما يرونه من رأي، ولذا فنحن نسجل هنا أن "تجرد" هي أول من نبهت إلي هذا الخطر وحذرت منه، بينما كان الآخرون ينظرون تحت أقدامهم ويصفقون ويهللون لسلمية "تمرد" وهم يغلفون ذلك بسذاجة مصطنعة لا تنطلي علي أحد. خروج تظاهرات معارضة معهود في كل دول العالم.. لكن الغريب هو خروج تظاهرات مؤيدة للنظام، فهذا غالباً مرتبط بالأنظمة الاستبدادية.. هكذا يري البعض. ألا تري أن وقوفكم علي الضفة الأخري المواجهة للمعارضة يضعكم في دائرة عدم المصداقية؟! - أسمح لي هذا الطرح الساذج يمكن أن يُخدع به الصبية الصغار، ومن العيب القول به أصلاً عندما تحترم من تحدثه، فأي ديموقراطية هذه التي تسمح للمعارضة بالتعبير عن رأيها بينما تمنع المؤيدين من التعبير عن رأيهم والدفاع عنه بحجة أنهم مؤيدون للنظام! هذا من عجائب وكلاء الديموقراطية في مصر. كل مواطن له حرية التعبير عن رأيه سواء كان معارضاً أو مؤيداً. هذا بصفة عامة، وبصفة خاصة نحن لسنا حملة تأييد للرئيس وهذه فرية أخري تفتري علينا، فنحن نضم المعارضين والمؤيدين الذين يقدمون صالح هذا الوطن علي بقاء رئيس أو رحيله، ولو كنا نري أن الحل للأزمات التي تشهدها مصر هو رحيل الرئيس بهذه الطريقة، لكنا أول المؤيدين لذلك، ولكننا نري أن هذا المسلك يُعرِّض بلادنا لخطر عظيم، فهل نسكت علي ذلك ولا ننطق حتي لا يقال أننا مؤيدون للرئيس، أين سنذهب من الله إن كتمنا شهادتنا هذه، وتعرضت البلاد بعد ذلك لمصائب لا يعلم مداها إلا الله. ما توقعاتك ليوم 30 يونيو.. كيف ستمضي الأمور برأيك في ضوء عمليات الحشد الراهنة من جانب الطرفين: المؤيد والمعارض للرئيس؟ - إذا التزم الجميع بالسلمية في هذا اليوم، ولم تتجاوز المطالب سقف المعقول، واحترم الجميع رأي الشعب المصري الذي أدلي به في انتخابات حرة من اختيار محمد مرسي رئيساً للبلاد وفي استفتاء علي دستور أقر أن مدة رئاسته أربع سنوات، ووعي الجميع أن وضع مصر اليوم يختلف بالكلية عن الوضع في أيام ثورة يناير، سيمر اليوم بسلام، وإن خالف فريق هذه الخطوط فسوف يجلب علي البلاد شروراً جسيمة سيتحمل وزرها إلي يوم الدين، علماً بأن هناك من يخطط بالفعل إلي إحداث أعمال عنف واضطرابات شديدة في هذا اليوم وما قبله وما بعده ليضطر الجيش للنزول إلي الشارع والسيطرة علي البلاد وإنهاء حكم محمد مرسي، والعودة بنا إلي المربع رقم صفر مرة أخري، حتي ننادي من جديد برحيل العسكر، ثم نختلف عامين أو أكثر علي هل الدستور أولاً أم البرلمان، ثم نختلف علي كيفية تشكيل تأسيسية الدستور، وكلما شكلت تأسيسية رفع أحدهم قضية أبطل تشكيلها.. وهكذا، وذلك بالإضافة إلي زيادة أحزان الشعب المصري بفقدان المزيد من أرواح شبابه ورجاله.. وإلي الله المشتكي.