إزاء ما قام به نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك تحياه مصر وشعبها من سياسات فاشلة أدت الي ضياع مستقبل البلاد كتبت هذا المقال في جريدة "الوفد" عام 2006 في العدد 6081 وقد جاء علي النحو الآتي: فمنذ مجئ نظام الحكم الحالي لسدة الحكم أصيبت مصر بالوهن والعجز والشيخوخة علي المستويين الخارجي والداخلي فعلي المستوي الخارجي فقدت مصر هيبتها ومكانتها الدولية والاقليمية التي اكتسبتها علي مر السنين فبعد أن كان يعمل لنا ألف حساب وبعد أن كنا نؤثر في كثير من الاحداث التي تمر بها منطقتنا منطقة الشرق الأوسط، أصبحنا الآن لا وزن لنا ولا ثقل حتي وصل الامر أن السودان الشقيق لم يعد يعتمد علي مصر في التدخل لحل مشكلاته وأصبح يلجأ الي بعض البلدان الافريقية التي كنا بالنسبة لهم نبراساً يهتدون ويقتدون به، إن مصر في ظل النظام الحالي أصبح دورها هو العمل علي إرضاء الادارة الامريكية ورئيسها بوش الذي لا يعنيه سوي مصالح دولته واستقرار الدولة الصهيونية وتقويتها وإطلاقها علي الدول العربية لإضعافها وتفتيتها والاجهاز عليها والاستيلاء علي خيراتها، والانتهاء من إنجاز مشروع الشرق الأوسط الجديد بزعامة اسرائيل وأن تكون كل الدول العربية تابعة لها وتأتمر بأمرها وقد ظهر ذلك جلياً اثناء العدوان الاسرائيلي علي لبنان الشقيق، فلم تتخذ القيادة المصرية موقفاً حاسماً تجاه ذلك العدوان بل وصفت ما قام به حزب الله بأنه مغامرة غير محسوبة وأنه لا يمكن أن يضع رأسه في فم الأسد، هكذا أصبحت اسرائيل في مفهوم القيادة المصرية أسداً يجب ان نخشاه وذلك علي عكس ما أثبته الواقع من خلال ما قام به حزب الله من مقاومة باسلة كبدت العدو الصهيوني خسائر فادحة ومن قبله الجيش المصري العظيم في حرب اكتوبر عام 73، أثبت ان الجيش الاسرائيلي ليس أسداً وأن جنوده وقياداته فئران مزعورة، هذا وعندما طالب محمود أباظة رئيس الوفد صانع القرار المصري بتجميد معاهدة السلام والاستسلام مع اسرائيل وهو ما يمثل الحد الادني لما يمكن أن تقوم به مصر من موقف تجاه العدوان الصهيوني الغاشم ضد لبنان وفلسطين خرج علينا أهل الحكم بالقول بأن ذلك مستحيل وسوف يعيدنا الي الحالة التي كنا عليها قبل المعاهدة وردنا علي ذلك أنه يجب علي رئيس مصر أي رئيس يحكم مصر ألا ينسي أن مصر بلد كبير بتاريخه وحضارته وأن شعبها شعب عظيم وأن ما يتخذه رئيسها من مواقف وقرارات يجب أن يتناسب مع تاريخها وعظمة شعبها، ولنا فيما قام به الزعيم مصطفي النحاس رئيس حكومة مصر عام 1951 من الغاء لمعاهدة 36 من أجل الشعب وبدء حركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال الانجليزي القدوة في ذلك فكفانا استسلاما ورضوخاً، وانبطاحاً أمام الامريكان. أما علي المستوي الداخلي فماذا جنت مصر وشعبها من وراء نظام الحكم الحالي؟! لقد جنينا القمع والاستبداد والفساد والحكم بقانون الطوارئ الجائر لمدة تزيد علي ربع قرن حتي الآن، فنظام الحكم الحالي لا يعرف الديمقراطية الحقيقية، وإنما يعرف تزوير الانتخابات وتزوير إرادة الشعب، ويرفض تداول السلطة بين الاحزاب التي هي أساس الديمقراطية في كل بلدان العالم المتقدم، لقد جنينا من وراء هذا النظام الفاشل الفقر والقهر وإذلال الشعب وتكبيله بمليارات الدولارات من الديون الخارجية والداخلية واستيلاء حفنة قليلة من رجال الاعمال وثيقة الصلة بالنظام علي ثروات الشعب وتحكمهم واحتكارهم للكثير من السلع الضرورية والحياتية لأفراد الشعب المغلوب علي أمره دون رقيب أو حسيب، الامر الذي أدي الي القضاء علي الطبقة المتوسطة التي هي صمام الامان لأي مجتمع، لقد أدت السياسات الفاشلة لنظام الحكم الحالي الي انهيار التعليم والزراعة والصناعة والتجارة وجميع مناحي الحياة علي أرض مصر فأمام هذا كله أصبحت مصر بحاجة ماسة وملحة وعاجلة لنظام حكم جديد مختار من الشعب بإرادته الحرة، نظام يعيد لمصر هيبتها ومكانتها بين الدول ويعيد للشعب حريته وكرامته وثرواته المنهوبة. السكرتير العام المساعد لحزب الوفد رئيس اللجنة العامة للوفد بدمياط