صار النحس عنوانا لمحطة كهرباء بنها فالمحطة التى تكلفت 4 مليارات من الجنيهات أصبحت عاجزة لأسباب كثيرة عن التشغيل فرغم ضخامة المشروع ورغم أنه سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمساحات كبيرة فى مصر الآن، إلا أن سوء الحظ لايزال يلازمه فالمشروع متوقف عن التشغيل بسبب فشل المفاوضات مع المزارعين لتركيب الأبراج الخاصة بالمحطة والمحطة مرهونة الآن باثنين من المزارعين بعد إنهاء مفاوضات تركيب 24 برج ضغط عالٍ تعثرت المفوضات عند اثنين منهما فى قرية ميت راضى ببنها حيث يطالب أصحاب الأرض التى سيتم وضع البرجين بهما فى مساحة 30 مترا مربعا لكل برج بمبلغ 3 مليون جنيه مقابل وضع البرجين الأمر الذى ترفضه الشركة وكشف مصدر بالكهرباء أن الوزارة لن تكيل بمكيالين حيث إنه تم تركيب الأبراج الأخرى مقابل 90 ألف جنيه وأنه لايمكن أن يتم الكيل بمكيالين فى مسألة التعويضات ولم تتوقف مسألة النحس الذى يطارد تشغيل المحطة والذى كان مقررا له أول مايو حيث اقتحم عدد من أهالى قرى كفر سعد وجمجرة وميت راضى المحطة أكثر من مرة واعتدوا على مدير المحطة المهندس سعد قناوى مطالبين بالتعيين فى الشركة بالمخالفة للشروط ومتطلبات التوظيف بالشركة. ويستمر مسلسل النحس حيث إنه نظرا لعدم اكتمال وصلات الغاز الطبيعى الخاصة بالتشغيل فإن مسئولى المحطة قرروا تشغيلها بالسولار لحين اكتمال وصلات الغاز ووسط أزمة السولار الشديدة فإن المحطة معرضة للتوقف فى أى لحظة بسب السولار والغاز. وخلال فترة إنشاءات الشركة تعرضت لسقوط أحد محولاتها أمام قرية كفر علوان بطوخ مما أدى إلى توقف الطريق الزراعى لساعات واقتحم عدد من البلطجية المحطة وقاموا بسرقتها ولازال تشغيل المحطة فى علم الغيب فى الوقت الذى تشير فيه مصادر بوزارة الكهرباء أن عدم دخول المحطة الخدمة سيؤدى لتفاقم أزمة انقطاع الكهرباء بالقليوبية ومحافظات الدلتا. من جانبه طالب المهندس سعد عبد المنعم قناوى رئيس قطاع محطة كهرباء بنها الجديدة والمعطلة عن التشغيل الأجهزة المعنية بالدولة التدخل لتأمين العمل بالمشروعات القومية وخاصة مشروعات الكهرباء لسد العجز الرهيب فى الطلب على الكهرباء بشبكة مصر وخاصة أن تلك المشاريع يتم تمويلها بقروض من البنوك العالمية وقال: إن تعطيل العمل بها ينتج عنه خسائر يومية تقدر ب5 مليون جنيه مصرى متمثلة فى تكاليف إيجار المعدات وتشغيل العمالة والمهندسين للشركات الأجنبية والوطنية العاملة بالمشروع مما يجعلها تطالب بتسديد هذه الخسائر بواسطة شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء ناهيك عن كل يوم تأخير سيتسبب فى تأخير بدء تشغيل محطة بنها التى تكلفت ما يقرب من 4.5 مليار جنيه مصرى وأضاف أن تعطيل تشغل المحطة يمثل زيادة الضغوط على الشبكة القومية التى لم تعد قادرة على تلبية احتياجات المستهلكين مضيفا أن المحطة فى حال تشغيلها ستساهم بقدرة 500ألف كيلو وات فى المرحلة الأولى و250 ألف كيلو وات فى المرحلة الثانية عام 2014 بما يساهم فى زيادة قدرات الشبكة القومية وتقليل احتمالات فصل التيار وطالب بتوعية أهالى المنطقة الذين تجمهروا أكثر من مرة أمام المحطة للمطالبة بالتعيين عن طبيعة الوظائف المطلوبة وتتمثل فى المهندسين والعمالة الفنية والعادية دون الحاجة لباقى التخصصات كالآداب والحقوق والخدمة الاجتماعية كما أن الحد الأقصى للتعيين هو 35 عاما خاصة أن معظم المعتصمين والمتظاهرين من كبار السن ومن تخصصات غير مناسبة للعمل بمحطات الكهرباء وأضاف أنه سيتم تشغيل المحطة بالسولار لحين الانتهاء من توصيل خطوط الغاز وأشار إلى شهر يوليو سيشهد التشغيل التجريبى للمحطة. وأضاف قناوى أنه تقدم ببلاغ لمديرامن القليوبية ضد اثنين من البلطجية بالمنطقة المحيطة بالشركة لقليامهم بتحريض أهالى المنطقة على غلق المشروع وفرض إتاوة على الشركات العاملة بالمشروع وقالت المهندسة هند عبدالبارى، وكيلة وزارة الكهرباء بالقليوبية: إن تعثر تنفيذ المحطة العملاقة سيجعلنا نواجه مشكلة كبيرة خلال الصيف، وعلينا أن نعترف بذلك. وأضافت أن مسئولى شركة الكهرباء وصلوا بقيمة التعويض إلى الحد الأقصى الذى لا يمكن تجاوزه، لكن الأهالى كان لهم وجهة نظر أخرى، وقالت: «كنا نأمل فى تشغيل المحطة فى المواعيد المقررة لحل أزمة الكهرباء خلال فترة الصيف بالقليوبية والمحافظات المجاورة». من جانبه، ناشد الدكتور عادل زايد، محافظ القليوبية، المواطنين والعقلاء والأحزاب والقوى السياسية الفاعلة التدخل لحل هذه المشكلة؛ لأنها قضية وطن بأكمله، موضحا أنه على الجميع أن يعلم أننا أمام أزمة حقيقية فى الكهرباء ونحن مقبلون على مشكلة أكبر خلال الصيف، وتشغيل المحطة العملاقة الجديدة سوف يسهم فى حل أزمة يعانيها المجتمع حاليا. وقال: إننا مع حصول أصحاب الأراضى على حقوقهم، مشيرا إلى أن بنود العقد مع وزارة الكهرباء تضمن لهم حق ملكية الأرض أو تأجيرها أو بيعها فى أى وقت بشرط عدم البناء تحت أبراج الضغط العالى، وهذا يعنى أننا لا ننزع ملكية الأرض منهم، بل فقط يتم استغلال الأرض فى إقامة الأبراج مقابل الحصول على التعويض المناسب، وتساءل المحافظ: لمصلحة من يتم تعطيل مشروع عملاق بهذا الحجم؟ خاصة أنه معلوم لدى الجميع أن مثل هذه المشروعات الكبيرة يتم تمويلها بقروض ومنح خارجية. وناشد المواطنون من أصحاب الأراضى الارتقاء بمستوى المسئولية لإنجاز هذا المشروع، مشيرا إلى أننا كنا نأمل من الأحزاب السياسية وقيادات القوى الوطنية أن تساندنا فى التفاوض لإقناع الأهالى. ووسط تلك الأزمة تكررت أزمة انقطاع الكهرباء بالمحافظة وصار الظلام الدامس هو العنوان الرئيسى للقليوبية ولم يسلم منه شىء حتى ديوان عام المحافظة والمستشفيات وأقسام الشرطة وتسيطر حالة من السخط الشديد لمواطني قرى ومدن القليوبية بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربي بحجة تخفيف الأحمال.