يعانى نحو 2 مليون مزارع من تخفيض حصة مياه الرى المخصصة لزراعة ما يقرب من 452 ألف فدان تمثل حوالى 5.6% من إجمالى الأراضى المنزرعة بالجمهورية وتعتمد محافظة المنيا على ثلاثة مصادر أساسية رئيسية لمياه الرى وهي: نهر النيل وترعة الإبراهيمية والبحر اليوسفى، وعلي الرغم من تعدد مصادر الرى بالمحافظة إلا أن مديرية رى المنيا اتخذت خلال الأشهر الماضية اتباع سياسة التقشف، ومنها تخفيض حصص مياه الرى من 10 أيام للمناوبة إلى 5 أيام على ما يقرب من 2 مليون مزارع يعتمدون على حرفة الزراعة كمصدر دخل رئيسى للرزق والمعيشة. مما دفع كثيرا من المزارعين القادرين إلى تركيب مواسير مياه رى ارتوازية تتكلف ما يقرب من 80 ألف جنيه وبرغم أنها حل من بين الحلول المطروحة لمواجهة نقص مياه الرى إلا أنها تؤثر فى الغالب على منسوب مياه الرى والتى تؤدى فى نهاية المطاف الي خلل واضح للقشرة الأرضية وإصابتها بترسب ملحى ضار وخطر على الزراعات والسؤال الذى يطرح نفسه كيف يستطيع الآلاف من فقراء المزارعين رى أرضهم لعدم مقدرتهم المالية على تركيب ماكينات رى ارتوازى. وما يزيد الطين بلة، هو عدم تدارك الحكومة المصرية لكارثة كبرى لم ينتبه إليها الكثيرون وهو سلاح المياه التي تأتينا من خلال نهر النيل من أثيوبيا والذي تتحكم فيه إسرائيل بشكل غير مباشر من خلال استثماراتها على مجرى النهر في دول حوض النيل وبالأخص أثيوبيا. حمادة عبدالفتاح - مزارع بمركز مطاى، قال: إن إدارة الرى بالمدينة تمتنع عن تخفيض مدة مناوبة الرى بمشروع مياه الشيخ حسن والمتفرع من ترعة أبوحسيبة من 10 أيام إلى 5 أيام برغم أنه يروى ما يقرب من 2500 فدان كلها أراض صفراء لا تتحمل التعطيش ما يزيد علي 5 أيام وبرغم شكوانا المستمرة من نقص مياه الرى وتخفيض مدة المناوبة الأمر الذى يؤدى إلى تلف وموت زراعتنا إلا أن مسئولى رى مطاى أفادونا أنها سياسية عليا بخلاف عدم تطهير مجارى ومصارف مياه الرى التى تؤدى إلى عدم انسياب المياه بشكل طبيعى. ويضيف سعد عبدالحسيب - مزارع من مركز سمالوط: إن تخفيض مدة مناوبة الرى بسمالوط يدفعنا للقيام برى زراعاتنا من مصرف الصرف الصحى للمحيط رغم وجود خطر وضرر بالغ على الزراعة والإنسان من جراء قيامنا برى زراعتنا من مياه الصرف الصحى ولكن ليس هناك مزارع أو فلاح يستطيع أن يرى زرعه يموت أمام عينيه ويقف مكتوف الأيدى بعد أن فشلنا فى إيجاد حلول مع مسئولى رى سمالوط. ويقول وليد رسلان - مزارع - إن مديرية الرى فى وادى ومزارعى المحافظة فى واد آخر فليس هناك تطهير للمصارف أو المجارى وعمال البوابات دائما متغيبين عن مواقع عملهم بمحطات الرى وتخفيض مدة مناوبة الرى أدى إلى تلف آلاف الأفدنة الزراعية بمركز المنيا وإننا لا نطالب المستحيل كل ما نطلبه هو زيادة حصة المياه وعودتها كما كانت 10 أيام فى السابق رحمة بزراعاتنا والتى تموت أمام أعيننا. ويشير محمد عبدالمتعال - مزارع بملوى - الي أن نقص مدة مناوبة مياه الرى دفعنا إلى استخدام مياه الصرف الصحى الخاصة بمصرف مصنع سكر أبوقرقاص لرى زراعتنا كبديل عن موتها أمام أعيننا بعد أن ماتت الرحمة فى قلوب مسئولى الرى بالمحافظة. ويقول كامل أنور مزارع ببنى مزار إن ماكينات رفع المياه بالناحية الشرقية للمركز متعطلة عن العمل منذ فترة يعتمد عليها الأهالى كمصدر رئيسى فى رى زراعاتهم من مياه نهر النيل بالفعل أصبحت تهدد آلاف الأفدنة الزراعية بالموت والبوار وتلف التقاوى للذرة الشامية بباطن الأرض يعد محصولا استراتيجي للمزارع المنياوى. والسؤال الذى يطرح نفسه بشكل ملح الآن: هل ستقف مديرية الرى بالمنيا في موقف المتفرج من موت زراعاتنا دون أن يحرك ذلك لها ساكنا؟ وعلي جانب آخر أكد شعبان محمود عبد العزيز رئيس جمعية الخريجين بقرية المهاجرين 2 بمركز سمالوط، أن هناك اكثر من 8 آلاف فدان مزروعة بمختلف المحاصيل مهددة بالبوار بسبب عدم وصول المياه لنهايات الترع ، وأزمة السولار التى تسببت فى توقف آلات رفع المياه من الآبار الارتوازية. جاء ذلك خلال زيارة الدكتور مصطفى عيسى محافظ المنيا، للظهير الصحراوى غرب سمالوط واستوقفه المزارعون وشباب الخريجين. وأضاف: طرقنا ابواب جميع المسئولين لحل هذه الازمة والرى يلقى بالمسئولية على التطهير ويؤكدون أن أزمة المياه عالمية وطلبوا منا الاعتماد على الآبار ، وبعد أن حفرنا الآبار وتكلفت علينا الكثير وقعنا فى أزمة السولار، وتوقفت جميع الآلات الزارعية وآلات الرفع واننا نحمل المحافظ ووكيل وزارة الرى ووكيل وزارة التموين مسئولية ما نحن فيه حيث تعرض معظمنا للحبس بسبب ما علينا من قروض لبنوك التنمية التى لا ترحم والفوائد تتزايد.