تعيش محافظة الإسكندرية، حالة من الرعب والفزع، بعد أن اتجهت إليها الأنظار عقب ساعات من زلزال تركيا، وربط الجميع بين حدوث هبوط أرضي في رصيف كورنيش عروس البحر المتوسط وبين الزلزال. وأصبح الحديث الشائع بين المواطنين هل الإسكندرية سوف تغرق أم تتعرض للدمار بفعل الزلازل؟، وهذا ما رصدتة "الوفد" نتيجة حالة الارتباك التى تحدث بالإسكندرية بسبب زلزال تركيا وهبوط الكورنيش. وقال اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية: "لم تكن المرة الأولى التى يتعرض فيها الكورنيش لانهيار نتيجة ارتفاع الأمواج، وليست الإسكندرية الوحيدة فى ذلك، ويحدث الأمر كل شتاء على امتداد السواحل المصرية من رفح إلى مطروح، وتشهد كل دول العالم نفس الظاهرة على شواطئها، ولا علاقة للأمر بأى زلازل أو هزات أرضية، إذ يرتبط الأمر بفترات النوات وارتفاع المد، الذى ينحر فى الشواطئ ويبتلع جزءًا من الرمال ما يجعل منسوب الأرض فى المنطقة ينخفض بشكل سنوى، باختصار ما حدث فى الإسكندرية ليس مشكلة، وليس جديدًا، وسيتكرر فى كل موسم كما يحدث فى كل العالم". وأضاف أن: "الشواطئ المصرية معرضة للنحر والتآكل بسبب العوامل الطبيعية ومنها التغيرات المناخية التى تؤدى إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وبالتالى تراجع الشاطئ بالإضافة إلى العواصف والتيارات المائية والمد والجذر فكل هذه العوامل تؤدى إلى النحر ولكن ببطء مع مرور الوقت، ومنذ سنوات طويلة ونحن نتحدث عن تغير المناخ وعن تأثيره فى السواحل المصرية والدلتا، لكن هناك خطوات وجهود كبيرة تبذلها الدولة المصرية ممثلة فى وزارة الموارد المائية والرى للسيطرة على تآكل الشواطئ واستعادتها مرة أخرى وهناك الكثير من المشروعات التى يتم تنفيذها". وكشف الشريف، أن تلك المنطقة مصنفة على أنها معرضة للخطر منذ سنوات عدة وقبل زلزال تركيا المدمر، إذ تعرض شاطئ "سيدى بشر" إلى التآكل والنحر وتآكلت المساحة الرملية، حتى وصلت أمواج البحر إلى حد ملامسة سور الكورنيش مباشرة، وفى فترات النوات الشتوية خصوصًا التى تتمتع برياح شديدة وأمواج عاتية، تتعرض تلك المنطقة فى كل نوة إلى آثار مدمرة تطول الكورنيش، وذلك بسبب ملاطمة الأمواج مباشرة بسور الكورنيش من دون حاجز رملى. وأكد مسئول هيئة الحماية البحرية للشواطئ، أن ظاهرة نحر الشواطئ تعتبر أحد الظواهر الطبيعية الشاطئية حتى قبل حدوث التغيرات المناخية وأسهمت فى زيادة حدة اختفاء أجزاء من الشواطئ بسبب ذوبان الجليد وبالتالى ارتفاع مستوى سطح البحر حول العالم ومن بينها الشواطئ المصرية وإن كان بدرجة متفاوتة من بقعة لأخرى وفقًا للخصائص الجغرافية، وهناك تهديد باختفاء كلى أو جزئى لبعض الجزر فى العالم. ولفت أنهم قاموا بالتحرك السريع والتنسيق مع المحافظة والجهات المعنية وتم تنفيذ الحماية العاجلة للمنطقة أثناء النوة ووضع حواجز خرسانية لصد قوة الأمواج والتيارات البحرية، وقامت الهيئة بزيادة عدد البلوكات الخرسانية على شاطئ سيدى بشر لصد قوة الأمواج ومنعها من الوصول إلى سور الكورنيش الذى يتعرض لخطورة داهمة، حيث فى عام 2021 ومع زيادة حدة ظاهرة التغييرات المناخية، بدأت أزمة تآكل المساحة الرملية بشاطئ سيدى بشر، وتظهر فى كل عام بالتزامن مع نوات الشتاء بسبب التيارات البحرية الشديدة وارتفاع الأمواج، وتنبهت الهيئة العامة لحماية الشواطئ على أن ما حدث بشاطئ سيدى بشر فى "نوة باقى المكنسة" عام 20121، ينذر بخطورة كبير على الشاطئ والكورنيش، بعد تعرض الشاطئ إلى نحر شديد وسحب لرمال الشاطئ بمنطقة سيدى بشر، مما ينذر بوجود خطورة كبيرة على طريق وسور الكورنيش. قال الدكتور عمرو زكريا، رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد: "إن زلزال تركيا لم يقترب من البحر ولن يكون له أي توابع داخل البحار لعدم حدوثه داخل المياه، إنما وقع في البر، وبالتالي لن يتسبب في حدوث موجات تسونامي سواء في السواحل الشمالية لمصر مثل مدينة الإسكندرية أو دول أخرى". وأضاف زكريا، أنه حال حدوث زلزال كبير يتسبب في تسونامي، ستصل الموجات إلى الشواطئ في وقت يستغرق من 20 إلى 45 دقيقة على الأقل لإبلاغ الجميع والتحرك. وكشف أن مدينة الإسكندرية، تعد من أوائل المدن التى تأثرت بالتغيرات المناخية، وظهر ذلك فى عدد من التغيرات كالتغير فى مواعيد نوات الأمطار، وارتفاع منسوب أمواج البحر، وزيادة سرعة الرياح، مشيرة إلى أنه تم إطلاق مشروع الحماية الشواطئ بطول الساحل بمحافظة الإسكندرية، وشمل ستة مشروعات لحماية الشواطئ والمناطق المعرضة لخطر ارتفاع مياه البحر، منها: مشروع الحماية البحرية لقلعة قايتباى، ومشروع حماية سور الكورنيش الأثرى بمنطقة المنشية ومحطة الرمل، وإنشاء حواجز للأمواج من شواطئ المنتزه حتى ميامى، ومشروع حماية منطقة السقالات بخليج أبو قير لحماية المنطقة، ومشروع حماية الحائط الأثرى لأحواض الأسماك داخل المنتزه، ومشروع الحماية من بئر مسعود وحتى المحروسة، وسلسلة من الحواجز الغاطسة لحماية منطقة الكورنيش أمام فندق المحروسة، بتكلفة مليار و341 مليون جنيه.