ناقش مركز النيل للإعلام بالفيوم التابع للهيئة العامة للاستعلامات ظاهرة العنف الأسرى وأسبابها وطرق معالجتها، من خلال الندوة التى نظمها المركز تحت عنوان " العنف الأسرى .. الأسباب والحلول " بمشاركة عدد كبير من ممثلى المديريات والقطاعات الحكومية وبعض رجال الدين والمجلس القومى للمرأة ومكلفات الخدمة العامة. جاء ذلك بحضور فريق عمل المركز برئاسة محمد هاشم مدير المركز، وحنان حمدى مدير البرامج، والدكتورة آمال جمعة عميد كلية التربية جامعة الفيوم والتى تناولت فى حديثها مع المشاركين التعريف بمفهوم العنف الأسرى وأشكاله وآثاره وأسبابه مع عرض لمجموعة من المقترحات لمواجهة تلك الظاهرة. وأشارت عميد تربية الفيوم فى بداية حديثها إلى أن العنف الاسرى كمفهوم يعنى إذلال .. ايذاء .. قهر .. عدوان .. تسلط .. قوة.. اعتداء لافتة إلى أن العنف يمكن تعريفه بأنه أى إستخدام للسلطة أو القوة فى غير موضعها الصحيح. وأكدت على أن هناك صور واشكال متعددة للعنف الأسري منها أن يكون عنفًا جسديًا كالضرب أو الدفع، أو نفسيًا كالسب والشتم أو المراقبة أو الحبس في المنزل أو التهديد بالعنف أو التكبر على الضحية وإذلالها، أو جنسيًا كالتحرش الجنسي أو الاغتصاب، أو اقتصاديًا كحرمان أحد أفراد الأسرة من الحصول على المال أو منعه من العمل كي لا يستقل ماليًا أو سلبه أمواله الخاصة، موضحة أن من أشكال العنف أيضا العنف اللفظى والعنف المعنوى والاهمال، كما تناولت أيضا بالتوضيح الفئات الأكثر عرضة للعنف الاسرى وهم الأمهات والابناء. وعن أسباب العنف الأسري أشارت إلى أن هناك مجموعة من الأسباب لتلك الظاهرة منها ضعف الوازع الديني وسوء الفهم في دور الأفراد داخل الأسرة والفهم المغلوط لنصوص الدين، ومن الاسباب أيضا الموروث المجتمعي التقليدي، كعدم المساواة بين الأولاد والفتيات، وسوء التربية، والنشأة في بيئة عنيفة والتفكك الاسرى وغياب ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة، وسوء الاختيار، وعدم التناسب والتكافؤ بين الزوجين في مختلف الجوانب، بما فيها الفكرية. وفى ختام اللقاء عرضت الدكتورة آمال جمعة مجموعة من المقترحات لمعالجة العنف الاسرى منها نشر الوعي الأسري وأهمية التوافق والتفاهم بين أفراد الأسرة، من خلال الندوات واللقاءات التوعوية سواء فى المدن أو القرى وتثقيف المقبلين على الزواج لتعريف الطرفين الزوج والزوجة ما له وما عليه من حقوق وواجبات زوجية. وشملت المقترحات التأكيد على دور الإعلام لتغيير النظرة السائدة تجاه العنف ضد الاطفال، وحول قيمة المرأة في المجتمع وأهميتها، وأنه من غير المسموح أن تُمارس عليها أفعال جائرة من العنف بصفتها إنسانًا لها ما للرجل من حقوق، وعليها ما عليه من واجبات. وشددت على ضرورة قيام المؤسسات الدينية سواء المسجد أو الكنيسة بدورها في تكريس مفهوم التراحم والترابط الأسري، وبيان نظرة الأديان للمرأة واحترامها وتقديرها لها.