بصوت يمس القلوب كأنه قادم من السماء، وبآيات من سورة آل عمران أبكى الشيخ محمد أحمد شبيب، مستمعي إذاعة القرآن الكريم فجر يوم 6 أكتوبر 1973، وجاءت البُشرى في صوته عندما تلا الآية رقم 160 (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ). اقرأ ايضا.. "القراء" تهنئ الرئيس والشعب المصرى بذكرى المولد ونصر(أكتوبر-رمضان) وكأن الشيخ شبيب كان يستشعر بالنصر، وهو جالس يقرأ في مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، الذي كان يذاع منه صلاة فجر يوم العبور، وحوله المصلين، ومع كل كلمة من الآيات كان يصحب صوته الشجن الذي أحبه مستمعيه، وما أن صلي الجميع وبعد ساعات قليلة انتصرت مصر في حرب 6 أكتوبر ضد العدو الإسرائيلي واستردت أرض سيناء الغالية . الشيخ محمد شبيب ولد الشيخ محمد أحمد شبيب في 25 أغسطس 1934 وتوفي في 3 أبريل 2012،في قرية دنديط، مركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، وكان واحد من أعلام قراء القرآن الكريم، الذين أخرجتهم نفس القرية "دنديط" مثل الشيخ البهتيمي، وعبد الفتاح الشعشاعي، والشيخ عبد العظيم زاهر. كاد أن يُحرم من قراءة القرآن أصيب الشيخ شبيب بالتهاب الحنجرة عام 1961، وكاد أن يُحرم بسبب مرضه من قراءة القرآن في المساجد، فأجرى له الدكتور على المفتى جراحة عاجلة فى حنجرته، أزال منها حبة كانت هى السبب فى هذه الالتهابات، وقال الشيخ بعد العملية الجراحية : "عدت بحمد الله بعد أن من الله على بالشفاء لكى أتلو القرآن بنفس الدرجة والكفاءة، التى كنت أتقنها قبل العملية الجراحية، مما جعلنى أشعر بأن الله أراد بى الخير وانهالت على الدعوات من كل صوب وحدب من شتى أماكن محافظات الجمهورية، وأصبحت لدى القدرة على التلوين النغمى وليد اللحظة، فسعد الناس بذلك الأداء، مما شجعنى كثيراً على الإبداع فى هذا اللون النغمي". قارئ معتمد بإذاعة القرآن الكريم ثم تقدم للجنة اختبار القراء بالإذاعة منتصف الستينيات وتحديدً عام 1964 ، وأصبح قارئاً معتمداً ليقرأ القرآن عبر أثير الإذاعة المصرية وسط كوكبة من القراء، وتردد أسمه على المستمعين، وقال عن قصة التحاقه بالإذاعة: " جاءتني دعوى من عائلة حمودة بالشرقية لإحياء مأتم كبير العائلة، وحضر العزاء حفيد المتوفى على حمودة وكان يعمل وقتها بالإذاعة، واستحسن أدائي وطريقة تلاوتي وامتدح طريقة قراءتي، التي كنت أقرأ بها. دعوات من داخل وخارج مصر انهالت الدعوات على شبيب الإذاعة المصرية، لإحياء الليالي والمناسبات القرآنية وسط كبار القراء الإذاعيين، ليصبح علماً من أعلام الإذاعة، ولم تتوقف الدعوات التى انهالت عليه، ولم تكن مقصورة على داخل مصر، وجاءته دعوات كثيرة من دول العالم، فسافر فى زيارات متعددة إلى قطر عام 1982، ثم إلى أبوظبى عام 1986 وسافر إلى الجابون عام 1987 وفى عام 1944 قررت وزارة الأوقاف إيفاد الشيخ محمد أحمد شبيب إلى إيطاليا لإحياء ليالي رمضان، فى المركز الإسلامي بروما، لكنه اعتذر وفضل البقاء فى مصر وسط أهله. لاقى حفاوة كبيرة في فلسطين، عندما دعاه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لإحياء ليالى شهر رمضان فى المسجد الأقصى المبارك، وكان يشعر بالسعادة عندما تلا قرآن الجمعة اليتيمة بالمسجد الأقصى أمام اكثر من نصف مليون فلسطينى، فى مقدمتهم الرئيس عرفات.
