ماذا يريد الإخوان من القضاء؟ وماذا يقصدون من تطهيره؟ وهل هم حريصون على استقلال السلطة القضائية واحترام أحكامها؟ ومن هم القضاة الذين يريد الإخوان استبعادهم حتى يكون القضاء طاهراً من وجهة نظرهم؟ هل بينهم القاضى الذى أخلى سبيل «مبارك» فى قضية قتل المتظاهرين؟ أم القاضى الذى أمر باستدعاء «مرسى» فى قضية الهروب من سجن وادى النطرون؟ أم القاضى الذى فتح ملف عدم قانونية الجماعة؟ أم القاضى الذى حكم على رئيس الوزراء بالسجن سنة؟ باختصار من هو القاضى الذى إذا ترك منصبه يبقى القضاء نزيهاً من وجهة نظر الإخوان هل هو المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة؟ أم هو المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام المعزول؟ هل هو القاضى الذى رفض محاكمة متهم لأن إحالته تمت من نائب غير شرعى، وهل بينهم المحامى العام الذى رفض حبس متهمين أبرياء فى قضية الاتحادية؟ وهل هم القضاة الذين أصدروا أحكاماً بالبراءة على ضباط متهمين بقتل المتظاهرين لعدم وجود دليل على إدانتهم؟ وهل بينهم قاضى مجزرة بورسعيد، وهل بينهم القاضى الذى قضى ببطلان دعوة مرسى للانتخابات؟ وهل يتم تطهير القضاء عن طريق حشد المليونيات، ومحاصرة المحاكم، والإخلال بسير العدالة، والمساس باستقلال القضاء، والإساءة إلى دار القضاء العالى ومن قبلها المحكمة الدستورية العليا، وهل تطهير القضاء يتم عن طريق تشويه صورة وسمعة القاضى المصرى فى الداخل وفى الخارج وانهيار دولة القانون وهل هذا التشويه يساعد على استعادة الأموال التى هربها النظام السابق، وهل يجلب الاستثمارات، وهل يجعلنا نفتخر بأننا دولة قانون، أم يحولنا إلى غابة. وهل يتم تطهير القضاء عن طريق تعديل قانون السلطة القضائية. وهل يجوز دستورياً تعديل القانون بدون مشاركة أصحاب الشأن وهم القضاة، وهل تخفيض سن القضاة «10 سنوات» يطهر القضاء، أم انها خطة للتخلص من أسماء معينة لا ترضى عنها الجماعة، وهل مجلس الشورى جدير بمناقشة قانون السلطة القضائية من خلال الاقتراح الذى تقدم به حزب الوسط الموالى للإخوان، أم أنه غير مؤهل فنياً ولا دستورياً للقيام بهذه المهمة الشاقة وعليه الانتظار لحين انتخاب مجلس النواب صاحب الولاية الأصلية فى مناقشة القوانين، ولمجلس الشورى سابقة مع قانون الانتخابات، ثبت فشله فيها؟ وهل تحتاج مادة سن القضاة حواراً مجتمعياً أم أن المسألة سلق وخلالص، هل وجود الخبرة القضائية مهم للتقاضى، أم أن المهم إتاحة فرص الترقى للشباب، وإهدار الخبرات ولماذا يعتقد الإخوان أن شيوخ القضاة هم الذين يعطلون مشروعهم، رغم أن شباب القضاة ضد تدخلات الإخوان فى السلطة القضائية. لماذا يلجأ الإخوان إلى التهديد بتطهير القضاء عندما تصدر أحكام قضائية لا ترضيهم وهل العدالة أن يصدر القضاء أحكاماً ترضى الحاكم أم أن العدالة معصوبة العينين تهمها تحقيق العدالة وليس رضاء أحد أو غضبه، لماذا خاف الإخوان من ابتسامة مبارك فى القفص، ونسجوا الروايات حول كوافيره الخاص وساعته ذات المليونى جنيه، وكالوا الاتهامات للقضاء بأنهم يؤيدون الثورة المضادة عندما أفرجوا عن مبارك؟ أم يطبق القاضِي القانون فى هذه القضية، أم كان المطلوب أن يخالف القانون ويأمر بحبس مبارك، هل ابتسامة مبارك والإفراج عنه، وراء المليونية الإخوانية التى أساءت إلى سمعة مصر قبل أن تسىء إلى القضاء، ألا يخشى الإخوان من تدويل قضية مبارك إذا لجأ للمحكمة الجنائية الدولية، استناداً إلى عدم ثقة النظام فى القضاء المصرى، وبالتالى هو لا يثق فى هذا القضاء، هل تتحمل الدولة جعل أحداث الاتحادية جرائم ضد الإنسانية؟. الفساد موجود فى كل مؤسسات الدولة واستئصال الفاسدين ضرورة لكنها تتم من خلال آليات وليس بالتظاهر والمليونيات، الإخوان لا يهمهم تطهير القضاء، والقضاء مثله مثل أى مؤسسة في الدولة، ويواجه أى فساد بالتفتيش القضائى، ولجان الصلاحية التى تحاسب أى عضو فاسد لكن الإخوان لا يعنيهم ذلك هم يريدون إعادة صياغة المؤسسة القضائية على مقاس الجماعة. هذا هو هدف وغاية الجماعة.. تريد السيطرة على القضاء والجيش والشرطة والإعلام وهى المفاصل المهمة فى خطة أخونة الدولة.