ترتدي الكعبة الشريفة كسوتها الجديدة غدا السبت، في اليوم الأول من شهر المحرم، بعدما كان موعد استبدال كسوة الكعبة المشرفة، في يوم عرفة من كل عام أثناء موسم الحج . اقرأ أيضًا.. ننشر مراسم غسل الكعبة المشرفة من الداخل يتابع العالم الإسلامي بشغف واهتمام كبير، مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة مطلع السنة الهجرية غدا، ولأول مرة بعد صدور التوجيه السامي؛ بتغيير موعد الاستبدال من ليلة التاسع من ذي الحجة إلى مطلع السنة الهجرية؛ ليضفي هذا التاريخ، رونقا وإجلالاً وروحانية على هذه المناسبة الإسلامية الكبيرة؛ كونها كسوة لقبلة المسلمين، وأطهر بقاع الأرض، وكما أن لكل بيت عناصر ومكونات تزينه، وبيت الله أهم وأقدس البيوت قاطبة في الدنيا كلها، ومفرداته لها قيمتها الدينية والتاريخية، وفي حرم الله الآمن". وتقوم رئاسة الحرمين ممثلة بمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة بالإشراف على حياكة وتطريز وتجهيز ثوب الكعبة المشرفة وعبر العديد من الأقسام المختلفة والآلات الحديثة حيث يصعد العاملين على صناعة ثوب الكعبة المشرفة (220) صانعا وإداريا، وبخيوط من الحرير والذهب والفضة وبأيدي كفاءات وطنية مؤهلة تتم حياكة وتطريز ثوب الكعبة المشرفة كل عام. وأكد الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس على أن كسوة الكعبة المشرفة قد حِيكت في مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة، وفق أعلى المعايير والمواصفات، بما يتوافق مع حرص المملكة وقيادتها بالكعبة المشرفة حفاوةً وتكريما موضحا أن كسوة الكعبة هي نتاج عام كامل من العمل الدؤوب والاهتمام بأدق التفاصيل التي أدت لجاهزيتها في هذه الحلة القشيبة. وتتم حياكة وتطريز الثوب في قسم تطريز المذهبات بمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، وذلك باستخدام (120) كيلو جرام من المذهبات، و(100) كيلو جرام من الفضة المطلية بماء الذهب، و(760) كيلو جرام من الحرير، ويتم استخدام خيوط من الذهب والفضة في تطريز كسوة الكعبة حيث يصل عدد قطع المذهبات (54) قطعة على الكعبة، كما يتم تطريز الآيات القرآنية والزخارف بالخيوط الفضة المطلية بماء الذهب، وذلك بعد وضع الخيوط القطنية بكثافات مختلفة فوق الخطوط المطبوعة على القماش الأسود، ومن ثم يقوم صناع الكسوة بعمل الغرز والحشو والقبقبة بالقطن، حيث يتم إنتاج (17) قنديلا و(4) صمديات تحمل سور «الإخلاص» توضع في أركان الكعبة، و(16) قطعة لحزام الكعبة، و(7) قطع أسفل الحزام، والكينارين، والعرق وحلية الميزاب، إضافة إلى الستارة الخارجية للباب. وتتعدد أقسام مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة بين التحلية، والمصبغة، والمختبر، والطباعة، وتطريز المذهبات، وكان من أبرز هذه الأقسام قسم النسيج الذي يعمل على نسج ثوب الكعبة المشرفة الخارجي من خلال عدة مراحل فنية مقننة ومحكمة وبواسطة كوادر وطنية مؤهلة علمياً وعملياً. وينتج القسم النسيج الخارجي للكعبة المشرفة بواسطة مكينة (الجاكارد) التي تنتج نوعين من النسيج الأول يحتوي على العبارات والآيات القرآنية المنسوخة تسمى النسيج المنقوش، والآخر خالٍ لكي توضع عليه المطرزات، وأن لكل نسيج تحضيراته الأولية الخاصة من خيوط السدى، التي تختلف باختلاف النسيج من حيث كثافته وعرضه ونوعه. وتتم في بداية عملية النسج التي تتم بشكل آلي بالكامل من خلال تحويل الخيوط من شلل إلى بكرات، والبرم والتجميع وبعد ذلك تقوم مكينة "الجاكارد" بإخراجها بشكل جاهز حسب المطلوب منقوش أو سادة، وإن العبارات المنقوشة على النسيج هي: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)، (يالله يالله)، (ياديان يامنان). وتحاك كسوة الكعبة المشرفة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود ويزدان بآيات قرآنية وزخارف إسلامية مطرّزة تطريزاً بارزا بالخيوط الذهبية. وتعد عملية صيانة كسوة الكعبة من الأعمال الدورية وفق برنامج ثابت، حيث تتم عملية تنظيف شاملة لثوب الكعبة المشرفة على مدار العام. وتقوم خطة الصيانة على تفقد الكعبة بشكل يومي وعمل صيانة دورية لها من خلال فريق عمل سعودي متخصص تصل خبرته إلى 26 عاما، حيث يهتم الفريق بتفقد أجزاء الثوب كاملة والحلقات المثبتة له. وتبلغ تكلفة كسوة الكعبة هذا العام حوالي 25 مليون ريال . تعتبر كسوة الكعبة واستبدالها سنوياً من الخدمات التي تجري بها العادة، وهي اتباع لما قام به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابة من بعده، فقد ثبت أنه بعد فتح مكة في العام التاسع الهجري كسا الرسول في حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية وكانت نفقاتها من بيت مال المسلمين. وذلك وفقا لما عرضته فضائية " العربية" في تقرير تلفزيوني .