يعيش الوطن ظروف إظلام دامس.. لعدم وضوح الرؤى لسياسات النظام الحاكم.. ويصاحب ذلك حالة من التسرع والارتباك في اتخاذ قرارات غير مدروسة وغير محسوب نتائجها.. ولذلك فسرعان ما يتم النكوص عنها في نفس اليوم أو حتى بعد ساعات.. عندما يُكتشف عدم صلاحيتها للتطبيق والتنفيذ!! وبسبب ذلك تأثرت الأوضاع السياسية لكيان الدولة.. خاصة ما يشاهد من انحدار اقتصادى غير مسبوق بالنسبة للتناقص المستمر في الاحتياطى.. يوماً بعد يوم.. وذلك بسبب غلق الأبواب أمام كل مصادر التمويل من استثمار شبه متوقف بسبب المناخ الطارد الذي لا يشجع جذب استثمارات جديدة.. بل يؤثر سلبياً عما كان موجوداً بالفعل.. فوق أن نسبة لا يستهان بها من شركات ومصانع توقفت بالكامل عن العمل.. أو تعثرت بحيث انخفض الناتج عنها والإنتاج!! كذلك الدخل الذي كنا نجنيه من السياحة.. شبه انعدم بسبب عدم توافر الأمن الكافى لطمأنة السائحين.. وأصبح تصنيف مصر رقم (85) في التنافسية السياحية بعد أن كانت من ضمن الدول الأكثر جذباً سياحياً ليس فقط للسياحة الثقافية حيث تمتلك مصر ما يزيد على ثلث آثار العالم وعجائبه.. ولكن في السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة سياحة الشواطئ وأصبحت منافسة قوية لدول كان لها باع طويل في هذا المجال.. ولكن بسبب عدم وضع سياسات أمنية كفيلة بنشر الاطمئنان لدي نفوس المواطنين وبالتالى سينعكس ذلك علي ما يتداول في العالم الخارجى.. فوق تصريحات نارية من بعض ممثلى التيار الإسلام السياسي.. يريدون فرض القيود علي السائحين!! وإذا كان ما سبق بعض من ملامح اقتصادية سلبية تعاني منها البلاد في الوقت الحالى وبدون أي رد فعل أو خطط من الحكومة التي اختارها الرئيس مرسى ومتمسك بها مع أن الذي يرى فيها الفشل حزب الحرية والعدالة الذي جاء منه رئيس الجمهورية نفسه.. علاوة على رفضها شعبياً.. نتيجة لضعف الأداء.. وعدم توافر الخبرة اللازمة لاجتياز مصاعب المرحلة!! لذلك الأوضاع السياسية تسير من سيئ إلى أسوأ.. بسبب ما يمارس من سياسات مُمنهجة وقرارات تدفع بالبلاد إلي الانشقاق المستمر بين فئات الشعب.. واتباع أسلوب المغالبة والمخاصمة بحيث لم تشهد البلاد على مدى تاريخها عمق هذا الانقسام بين أبناء الشعب الواحد علي هذا النحو.. نتيجة أنه في خلال الشهور التسعة لحكم (الرئيس مرسى).. ظهر جلياً أن هناك إصراراً للاستحواذ على كل مفاصل الدولة وتفكيكها.. بحجة (التطهير).. حتي يتمكنوا من بنائها ثانية بمنظور جماعتهم والتابعين والموالين لهم.. وظهر ذلك في محاولة الانقضاض علي استقلال القضاء وإسكات الإعلام.. وتصريحات مُهينة غير حقيقية حول درع الحماية للوطن ومظلة الأمان للمواطنين.. وهو جيش مصر الباسل.. والذي علي مدى التاريخ الطويل كان الملاذ الأول والأخير!! ولعلهم لم يدركوا بعد.. أنه لم يظهر من بين قيادات تيار الإسلام السياسى أي كفاءات أو تميز للقيام لمهام شئون الدولة.. أو بمشروع لتقدم البلاد ونهضتها.. وبالمناسبة أين اختفى مشروع النهضة.. الذي وعدوا الشعب به؟ كذلك عدم قدرة وضعف شديد علي استيعاب ما يجرى في العالم الخارجى وارتباطه بالعصر الحديث الذي نعيشه الآن بل يحاولون بكل الوسائل جرجرتنا إلى عصور الظلام والبداوة التي تجاوزها العالم منذ مئات السنين.. وانظروا مواقفهم من الوثائق والإعلانات والاتفاقيات الدولية التي بعضها صدقت عليه مصر بل وشاركت في إعداده منذ عشرات السنين!! ولكن في اعتقادهم الخاطئ «إن الغاية تبرر الوسيلة» في الاستحواذ بالكامل علي وطن عظيم علم الإنسانية الحضارة ليتحول إلي ولاية ضمن مشروع الخلافة.. الذي لن يتحقق أبداً.. لو كانوا يعلمون ويدركون ما يدور في العالم الآن!! الكلمة الأخيرة نصيحة مخلصة.. لانتشال البلاد مما وصلت إليه.. على يد حكم جماعة الإخوان وحزبها.. أن المبدأ الميكافيلى (الغاية تبرر الوسيلة).. لن يجدى مع الشعب المصرى بعد أن كان يثق فيهم كأصحاب دعوة بالتقوى والإيمان ولكن ما مورس خلال التسعة شهور من الحكم أظهر عكس ذلك تماماً.. فوق أنه من المضحكات المبكيات أن بعض الدويلات التي بدأ تاريخها منذ عشرات السنين.. أصبح لها أطماع في الهيمنة علي بلد علمت الإنسانية الحضارة منذ آلاف السنين. عظيمة يا مصر!!