زعم المحلل الإسرائيلي "بوعاز بيسموت" في مقاله المنشور اليوم بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن مصر ستحن قريباً وتترحم على عصر "مبارك" بما في ذلك ميدان التحرير، في ضوء العنف والفوضى اللذين أصبحا بمثابة عادة في أرض النيل، مشيراً إلى أن ما حدث بالأمس كان واضحاً ومعروفاً سالفاً ومنتظراً عند النطق بالحكم ضد المتهمين في الأحداث الدامية ببورسعيد التي أسفرت عن مقتل 74 مشجعاً، ومتوقعاً أن يواصل الشارع المصري نزيف الدماء. وأضاف "بيسموت" أن هذا بالضبط ما حدث بالأمس، فالمحكمة صادقت على الحكم ولكنها لم تحكم فقط بإعدام 21 متهماً إنما حكمت أيضاً على المتظاهرين بميدان التحرير وبورسعيد، مؤكداً أن تسلسل الأحداث كان معروفاً سلفاً. وتابع "بيسموت": "في بورسعيد غضبوا لإعدام مشجعي ناديهم "المصري"، بينما في القاهرة غضب مشجعو الأهلى بسبب تبرئة سبعة من رجال الشرطة الذين كانوا مسئولين عن تصعيد الوضع ومقتل الكثير من المشجعين القادمين من القاهرة، حيث تمت إدانة اثنين من ضباط الشرطة فقط. وأردف "بيسموت" بأن عنف مباراة بورسعيد الدامية في 1 فبراير 2012 زاد فقط حدة الفوضى التي خيمت على مصر بعد عصر "مبارك"، مشيراً إلى أنه بعد مرور عامين على سقوط "الريس" وبعد تسعة أشهر فقط من أول انتخابات ديمقراطية أتت برجل الإخوان المسلمين "محمد مرسي" وأصعدته لسدة الحكم، ثمة أحد لا يرى النور في نهاية النفق المظلم الذي دخلته البلاد. وتابع الكاتب الإسرائيلي أن "مرسي" يحتاج الجيش من أجل تهدئة الشارع، والجيش لا يعول على "مرسي"، والشارع لا يعول على الاثنين، مؤكداً أنه في مثل هذه الحالة من انعدام الثقة من الصعب لمصر أن تتقدم. وأضاف "بيسموت": يبدو أن الوضع بمصر سيتدهور فحسب، لاسيما أن قائد وحدة تفريق المظاهرات قد استقال أمس الأول بزعم أن قواته ليس لديها العتاد المناسب، فضلاً عن موجة الاعتصامات الكبيرة التي اجتاحت الشرطة المصرية، مشيراً إلى أن رجال الشرطة سئموا دفع ثمن الفوضى السياسية في الدولة، ناهيك أنهم منذ سقوط "مبارك" فقدوا كل صلاحياتهم في الشارع. وأشار "بيسموت" إلى أنه فضلاً عن كل تلك المشاكل أجلت المحكمة الإدارية المصرية من جانبها انتخابات مجلس النواب المقررة في نهاية أبريل بزعم أنها مخالفة للدستور، ناهيك عن المشاكل الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها الدولة، متوقعاً أن تتعالى في القاهرة قريباً، وربما بميدان التحرير نفسه، الأصوات التي تحن وتترحم على عصر "مبارك".