القابض هو من أسماء الله الحسنى وقال اهل العلم ورود اسم القابض في السنة النبوية الصحيحة وعدم وروده في القرآن الكريم : أولاً لم يرد هذا الاسم في القرآن الكريم ، ولكن ورد في السنة الصحيحة ، يقول عليه الصلاة والسلام : " إنَّ الله هو المُسَعِّرُ ، القابضُ ، الباسط ، الرازق ، وإني لأرجو أن ألقى اللهَ وليس أحدٌ منكم يُطَالبني بِمَظْلَمَةٍ في دَمٍ ولا مَالٍ " [أبو داود] . حينما يسعر ولي الأمر تسعيراً يظلم به البائع ، أو حينما يبيع التاجر بيعاً فيه غبن فاحش هناك ظلم ، مرة البائع يظلم ، ومرة المشتري يظلم . لذلك يقول عليه الصلاة والسلام : " إنَّ الله هو المُسَعِّرُ ، القابضُ ، الباسط ، الرازق ، وإني لأرجو أن ألقى اللهَ وليس أحدٌ منكم يُطَالبني بِمَظْلَمَةٍ في دَمٍ ولا مَالٍ " . القابض في اللغة : أما في اللغة " القابض " اسم فاعل ، الفعل قبضه ، يقبضه ، قبضاً ، وقبضة ، والقبض خلاف البسط ، القابض الباسط ، وهو في حقنا جمع الكف على الشيء ، يعني في حق الإنسان ، وهو من أوصاف اليد وفعلها ، والقبضة ما أخذت بجمع يدك كله ، يمكن أن تملأ كفك بالقمح ، نسمي كمية القمح التي استوعبتها يدك قبضة ، هذه قبضة كفي ، أي ما تقبض عليه كفي ، ومنه فقبضت قبضة من أثر الرسول ، من التراب الذي تأثر بحافر فرس الرسول ، وقد ورد عند مسلم من حديث إياس بن سلمة عن أبيه : " غَزَوْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حُنَيْنا ، فلما وَاجَهْنَا العدوَّ تقدَّمْتُ فَأعْلُو ثَنِيَّة ، فاستقبلني رجل من العدوِّ ، فأرميه بسهم ، فتوارى عني ، فما دَرَيْتُ ما أصنعُ ؟ ونظرتُ إِلى القوم ، فإذا هم قد طلعوا من ثنيَّة أخرى ، فَالْتَقَوا هم وأصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم ، فولّى أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فأَرجعُ مُنْهَزِما وعليَّ بُردَتان ، مُتَّزِر بإِحداهما ، مُرْتَد بالأُخرى ، فاسْتَطْلَقَ إِزَاري ، فجمعتُهُمَا جميعاً ، ومَرَرْتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مُنهزِما ، وهو على بغلته الشَّهباءِ ، فقال : لقد رأى ابن الأكوع فَزَعا ، فلما غَشُوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نزل عن بغلته ، ثم قبض قَبْضَة من ترابِ الأرض ، ثم استقبلَ به وجوهَهم ، وقال : شاهَتِ الوجوه ، فما خلق الله منهم إِنسانا إِلا مَلأ عينيه ترابا بتلك القبضة ، فَوَّلوْا مُدبرين ، فهزمهم الله عز وجل " [مسلم] . لا زلنا في معنى قبض ، يقبض ، قبضاً ، وقبضة ، والقبض يأتي بمعنى تأخير اليد ، وعدم مدها ، قبض يده أي أخرها ، أبعدها ، فقد ورد : " أن امرأة مدت يدها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فقبض يده ، فقالت يا رسول الله مددت يدي إليك بكتاب فلم تأخذه ، فقال : إني لم أدرِ أيد امرأة هي أو رجل " [النسائي] .