واختبار لقوله تعالي: ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون. وإن المسعر هو الله لما ورد عن أنس رضي الله عنه أن الناس قالوا: يا رسول الله غلا السعر فسعر لنا, فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق. وإني لأرجو أن ألقي الله وليس أحد منكم يطالبني بظلمة في دم ولا مال. فلم يتدخل الرسول صلي الله عليه وسلم في التسعير بسبب خشيته من أن يطالبه أحد بظلمة يوم القيامة إذا تدخل في الأسعار فربما يظلم البائع أو المشتري.. وإنما أراد أن يعلمنا أن الشعوب والأمم قد تتعرض لحالات من الشدة والرخاء والسراء والضراء, وهذا كله بقدر الله تعالي ليعلم من ذلك من صبر ومن شكر, فما يقع من شدائد ومصائب وارتفاع الأسعار كله بقدر الله, وقد يكون مرتبطا بالذنوب والآثام التي يرتكبها البشر لقوله تعالي: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين.