اعترف الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون، فى كلمة له مساء أمس الأول، بصعوبة مواجهة سلسلة الحرائق الهائلة فى البلاد بالطرق التقليدية. وقد ارتفعت حصيلة القتلى الحرائق فى مناطق عدة فى الجزائر إلى 69؛ 28 عسكريا و41 مدنيا، وحدثت أكبر الحرائق فى تيزى وزو وبجاية ثم ولايات جيجل وسكيكدة وعنابة والطارف، وكلها مناطق ساحلية متجاورة مطلة على البحر الأبيض المتوسط. وأتت النيران على 400 هكتار من الغطاء النباتى، وامتدت الحرائق إلى الجارة تونس, فقد ارتفع عدد الحرائق فيها، خلال الأيام الأخيرة، إلى 155 حريقا، مما أسفر عن خسائر مادية كبيرة، فى وقت لم تستبعد السلطات أن تكون الحرائق بفعل فاعل. وكانت إحصاءات سابقة فى تونس تتحدث عن وقوع عشرات الحرائق، متباينة فى الشدة. واندلعت الحرائق فى مرتفعات تونس وغاباتها فى شمال البلاد ووسطها، مما أدى إلى تدمير حظائر إيواء المواشى وحفظ العلف وبيوت النحل ومئات الأشجار. وتسللت النيران إلى بعض منازل السكان فى أرياف محافظات بنزرت وجندوبة والكاف، مما أدى لوقوع انفجارات بسبب وجود قوارير الغاز المنزلى، مما زاد من قوة النيران وأجبر عددا من السكان على إخلاء منازلهم. وقال معز بو تريعة، الناطق باسم الحماية المدنية، إن وحدات الحماية المدنية مازالت تواصل إطفاء الحرائق فى غابات محافظتى جندوبة وبنزرت بعد نجاحها فى السيطرة على 80% من النيران المشتعلة. وأضاف «بو تريعة» أن النيران امتدت إلى ما يزيد على 150 هكتارا من الغابات. وأضاف أن التحقيقات جارية للكشف عن أسباب هذه الحرائق، مشيرا إلى أنه غير مستبعد أن تكون الحرائق مفتعلة نظرا لتوقيت اندلاعها وللمناطق التى اندلعت فيها وتقاربها زمنيا وحدوثها فى توقيت متأخر من الليل. وأكد زهير بن سالم رئيس مصلحة حماية الغابات فى تونس،، أن معظم الحرائق التى شبت فى تونس، أخيرا، كانت بفعل فاعل. وأكد «بن سالم» فى تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية التونسية أن الحرائق العفوية لم تتجاوز نسبتها 4%، فى الفترة الواقعة بين أواخر يوليو ومطلع أغسطس. وقال إنه بين 23 يوليو و9 أغسطس اندلع 214 حريقا طالت أكثر من 300 هكتار. وبخصوص تزامنها مع موجة الحرارة التى تشهدها تونس، قال «بو تريعة» إن الحرارة تساهم فى انتشار الحرائق، لأن المناطق الغابية تكون أكثر قابلية للاشتعال وانتشار النيران كلما ارتفعت الحرارة. وتشهد تونس منذ يومين موجة حرارة غير مسبوقة، ويقول المعهد الوطنى للرصد الجوى إن تونس احتلت الثلاثاء الصدارة فى أفريقيا فى ترتيب المدن الأشد حرارة، مسجلة درجات لم تصل إليها منذ عام 1999. وتجاوزت الحرارة فى تونس 48 درجة, وتسببت تيارات هوائية صحراوية كبرى فى ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسى. وقال الدفاع المدنى التونسى إن ارتفاع درجات الحرارة قد ساهم فى إذكاء اندلاع نحو ثلاثين حريقا فى مناطق جبلية متفرقة من البلاد، مشيرا إلى إجلاء العديد من العائلات، مؤكدا أن الكارثة لم تتسبب فى سقوط أرواح، وأن ستة منازل قد احترقت «جزئيا». ومنذ الاثنين، سجلت السلطات اندلاع 28 حريقا لا تزال ثمانية منها نشطة حتى الخميس، وذلك فى مناطق جبلية من محافظة جندوبة شمال غرب البلاد.