القوه الناعمة كان لها دور كبير في العهود السابقة من حيث تأثير مصر وسيطرتها علي الدول العربية، فكان يستخدمها الحكام السابقون مثل «جمال عبدالناصر وأنور السادات» لتدعيم الريادة المصرية العربية وكانوا يدعمون الفن ويطورونه، ملمين بالتجارب الأمريكية والأوروبية لاستخدام القوة الناعمة وبناء حضاراتها، ونجح هؤلاء الحكام الذين سيظل التاريخ يذكر إنجازاتهم علي مر العصور في إنشاء حضارة فنية كبيرة وترسيخ التاريخ الفني المصري في وجدان جميع الدول العربية حتي أصبحت مصر هي الملجأ الوحيد والبيت الكبير لكل فنان عربي يريد صناعة تاريخه، وبالفن غزا المصريون الثقافة العالمية علي يد كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب. وفي السينما برز عمالقة أمثال «فاتن حمامة ومريم فخر الدين ومحمود المليجي وفريد شوقي»، لكن في زمن الإخوان يبدو أنهم متجاهلون تماما أهمية القوة الناعمة و تأثيرها علي الحضارة الإنسانية، فالمخطط الإخواني سيجعل مصر تتراجع عن ريادتها الفنية العربية، هل سينجحون في هدم تاريخ مصر الفني الذي يعتبر الضلع الرابع للحضارة المصرية، هذه الأسئلة طرحناها علي أهم فناني ومطربي ونقاد وكتاب مصر لمعرفة آرائهم حول تجاهل الإخوان لأهمية القوة الناعمة. وحيد حامد: انهم يعشقون كل شىء قبيح وقال الكاتب الكبير وحيد حامد الذي تميز دائما بمحاربته للجماعة وكشف أسرارها: القوة الناعمة اكدت تأثيرها وسيطرتها في مرحلة تولي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي كان يهتم كثيرا بهذه القوة ويعلم جيدا أهميتها في السيطرة المصرية العربية وجعل مصر هي عصب المنطقة بأكملها، وكذلك أيضا في عهد الملوك الذين سبقوا عهد عبد الناصر ولكن بعد ذلك ابتعدت العديد من الدول العربية عن مصر وبدأت القوة الناعمة لمصر تفقد بريقها قليلاً.. لكن كان للفنانين تأثيرهم الواضح في إعادة تأثير هذه القوة من خلال أعمالهم الفنية التي أبهرت العالم العربي بأكمله، ولكن زمن الإخوان الأمر يختلف كثيرا، فهم يريدون تدمير كل شىء حضاري وجميل لمصر لأنهم يعشقون كل شىء قبيح ويريدون جعل مصر قبيحة مثلهم كولاية مثل جميع الدول التابعة للجماعة وفي النهاية ستظل مصر ام الفنون والحضارة الجميلة وسينتهي عصر الإخوان . علي عبد الخالق: عبد الناصر صاحب نهضة الفن الحقيقية المخرج الكبير علي عبد الخالق قال: الرئيس الراحل جمال عبدالناصر صاحب نهضة الفن الأساسية، فكان يوجه للفن اهتماماً كبيراً ويسعي لتطويره ويستخدمه للريادة المصرية العربية وإنشاء عيد أطلق عليه عيد العلم كان يكرم فيه الفنانين والعلماء، لأن الفن لعب دوراً كبيراً في ثور 23 يوليو لا يمكن إنكاره مثل أغاني المطرب الكبير عبدالحليم حافظ «صورة صورة ، وكنا هنبني وادينا بنينا السد العالي» وأيضا صلاح جاهين وكمال الطويل والموجي نجحوا في تأريخ كل الأحداث الملمة بالثورة ولذلك أحب الفنانين الثورة والرئيس جمال عبدالناصر لدرجة أنه عند حدوث النكسة قامت كوكب الشرق أم كلثوم بعمل حملة تبرعات في الدول العربية والأوربية لإعادة بناء الجيش المصري من جديد وهذا يدل علي شدة حب الفنانين وقتها للرئيس الراحل جمال عبدالناصر لأنه كان يدرك أهمية الفن والقوة الناعمة بدليل ان أهم أفلام السينما المصرية كانت في عهده مثل فيلم «شىء من الخوف، زوجتي والكلب» وكثير من الأعمال التي من الصعب حصرها وسنجد أيضا أن هذه الفترة وهي فترة الستينيات هي أهم فترات ازدهار السينما المصرية التي حازت خلالها علي العديد من الجوائز في المهرجانات وسنجد أيضا أن المسرح الذي يشهد انحدراً كبيراً في الوقت الحالي كان من أهم الفنون وقتها وقدمت أعمال مسرحية كبيرة مازالت علي قيد الحياة حتي الآن ولمع العديد من المخرجين وقتها مثل جلال الشرقاوي وسعد أردش ولذلك عهد الرئيس جمال عبدالناصر كان أفضل عهود الفن المصري الذي أنشىء خلاله معهد الفنون والسينما وأكاديمية الفنون، ليخرج فناً حقيقياً وفنانين دارسين ومتعلمين ووقت دراستي كان هناك معلمون اجانب يدرسون لنا الفن، في عهد السادات ألغي عيد العلم وأنشأ عيد الفن وكان مشجعا للفن والفنانين عن طريق جوائز الدولة ولكنه لم يكن علي درجة وعي جمال عبدالناصر وبالرغم من ذلك الفن لم يتراجع في عهده ولكن عهد مبارك كانت الدولة غير مهتمة بالفن بدليل إلغاء عيد العلم وعيد الفن وهذا يدل علي عدم اهتمام الدولة بالفنون وقتها وأعلنت ذلك أثناء فترة حكم مبارك وقارنت بين عهدة والعهود السابقة ولكنه في الحقيقة بالرغم من ذلك لم يكن ضد الفن رغم انه لم يضيف شيء للفن أو يحاول تطويره وظهر النظام الاحتكاري السينمائي في عهده منذ بداية عام « 2002 وحتي عام 2004» بمعني ان هناك شركات إنتاج سينمائية كانت تملك كل شىء، فكانت تقوم بالإنتاج والتوزيع بالإضافة إلي امتلاكها لدور العرض التي تعرض بها الأفلام ولذلك تراجعت هنا السينما المصرية كثيرا، أما زمن الأخوان فالرؤية حتي الآن غير واضحة لأن أحاديثهم عن الفن توضح انهم يريدون تطويرة وتقدمه ولكن حتي الآن لم يحدث شىء والموقف الذي يجعلني غير قادر علي الحكم في هذه المرحلة هو انعدام الحالة الاقتصادية التي جعلت القطاع العام غير قادر علي الإنتاج ولذلك لابد من الانتظارحتي تظهر الرؤية الحقيقية بعد أن ينالو فرصتهم كاملة حتي نستطيع الحكم عليهم ولكن في كل الأحوال مازالت النجوم المصريون هم من يتصدرون قوائم النجوم العربية وحتي الآن أي فنان عربي تكون نقطة انطلاقه من القاهرة. عزت العلايلي: لا يمكن هدم تاريخ مصر الفني العربي بين عشية وضحاها وقال الفنان الكبير عزت العلايلي: مصر طوال تاريخها تهتم بالفنون وتحاول تطويرها وتعلم أنها الضلع الرابع لحضارتها ولذلك اصبحت مصر صاحبة ريادة فنية عربية كبيرة ولكني لن أتحدث عن عهدي جمال عبد الناصر والسادات لأن التاريخ وحده من يستطيع حصر انجازاتهم في مجال الفنون، أما عهد مبارك فرغم عدم وجود الفن كأحد أساسيات الدولة لكن لم توجد محاربة أو محاولة لهدمه أما في عهد الإخوان الذي نعيشة حاليا وجدنا فيه اعتدائات كثيرة علي الفن ومحاولة لهدمه و لكن بالرغم من ذلك اعتقد أن الفن المصري مازال يتصدر قائمة الفنون العربية نتيجة التاريخ العريق لمصر، الذي من المستحيل هدمه بين عشية وضحاها، والمرحلة الحالية هي مرحلة كانت لابد من المرور بها ولكن ستظل مصر صامدة أمام ما يحدث وسيظل الفن المصري هو الضلع الرابع للحضارة المصرية. طارق الشناوي: لديهم مخطط فني لخدمة مصالحهم فقط وقال الناقد طارق الشناوي: العهود السابقة جميعها تشهد علي دور الفن المصري في المكانة التي وصلت إليها مصر بين الدول العربية نتيجة اهتمام الحكام المصريين «جمال عبد الناصر وأنور السادات» بالفن وتدعيمهم له واطلاعهم علي التجارب الأجنبية في استخدام الفن لبناء حضارة جديدة وحتي في عهد مبارك لم يقم بمحاربة الفن أو محاولة هدمه ولكن الإخوان لديهم مخطط فني يدعو الي أخونة الفن وتقديمه للدول العربية والعالمية بما يناسب ذوق وسياسة الإخوان ولكن من المؤكد ان هذا الفكر خاطئ لأن مصر تفوقت فنيا بالذوق المصري الرفيع وليس بالمبادئ الذي يريد الإخوان تطبيقها. بشير الديك: يريدون إبعاد الريادة الفنية العربية عن مصر السيناريست بشير الديك يؤكد أن القوة الناعمة بدأت في التراجع ليس في عهد الإخوان فقط ولكن بعد نهاية عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لأنه كان الوحيد الذي يسعي إلي القومية العربية وجعل مصر هي أم المنطقة العربية بأكملها ولكن السادات قام بتفتيت هذه القومية بعد معاهدة كامب ديفيد وجاء مبارك وقام بتجريف كل شيء وابتعدت مصر عن الدول العربية، وأيضا الإخوان الذين يتعاملون مع الفن بأسلوبهم الخاص لخدمة مصالحهم فقط، متجاهلين القيمة الكبيرة التي استخدمتها جميع الدول الحديثة فيما وصلت إليه الآن. محمد فاضل: يستخدمون الفن لتحقيق مصالحهم وخدمة مشروعاتهم وقال المخرج الكبير محمد فاضل: الإخوان جماعة ايدلوجية تريد استخدام الفن في اتجاهات معينة، تخدم مشروعاتهم ومصالحهم فقط، لاينظرون إلي اهمية الفن أو القوة الناعمة ولن يفكروا في النظر اليها، لأنهم يسعون الي تحقيق أهداف خاصة بهم وبالتالي لابد من عدم استمرار ذلك حتي تستمر مصر كصاحبة الريادة الفنية المصرية ولكن في كل الأحوال مصر لها تاريخ فني كبير قادر علي تخطي الازمة الفنية التي تمر بها و سيظل فنها ونجومها متصدرين للقائمة العربية . مصطفي درويش: ثقافتهم المتطرفة تقتل الإبداع وقال الناقد السينمائي ورئيس الرقابة الفنية سابقا مصطفي درويش: إن جميع الدول الأجنبية والأوروبية صنعت نهضتها من خلال القوة الناعمة مثل أمريكا التي أثرت في العالم بأكمله من خلال السينما وكذلك العديد من الدول العربية مثا «فرنسا واليونان» الذي استخدموا الغناء للتاثير علي العالم ولكن الإخوان يجهلون هذا التاريخ ويتمسكون فقط بثقافتهم المتطرفة التي من الممكن أن تقتل الإبداع وتقضي علي الفن نهائيا غير مدركين أن العديد من السينمات العربية والخليجية مثل السينما السعودية بدأت في التقدم ونالت العديد من الجوائز في المهرجانات فيما السينما المصرية توقفت كما هي في عهد الإخوان.