في مقال مدوي، قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن النخبة السياسية في مصر، سواء الموجودة في سدة الحكم أم المعارضة، فاشلة بمعنى الكلمة ولم ترقَ بعد إلى مستوى المسئولية التي يجب أن تكون عليها في مصر ما بعد الثورة. ومضت الصحيفة تقول: "إن النخبة السياسية في مصر لا تزال فاشلة في كسب ثقة شعبها، فاشلة في كسب تعاطفهم، فاشلة في التحدث للجمهور بطريقة تشعرهم بالاستماع إليهم، فاشلة في صياغة نهج يمكنه تغيير مسار اقتصاد البلاد المتعثر منذ اندلاع الثورة المصرية". وأوضحت الصحيفة أن مشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية ليس لها حلول سهلة ومن شأنها أن تربك قادة مصر البارزين، ولكن تفاقم هذه المشاكل هو حقيقة أن الرئيس "محمد مرسي" وجماعة الإخوان المسلمين وقوات الأمن، التي ينظر إليها على أنها خطر يجب تجنبه بدلا من كونها حافظة للسلام والأمن، بعيدين كل البعد عن النضال من أجل فقراء البلد إنما مصالح شخصية وحزبية. ولفتت الصحيفة إلى أن الفقراء، الذين قد يكونوا غير متعلمين ولكنهم ليسوا أغبياء، يعون جيدا أن النخبة السياسية في البلاد تحتقرهم، مشيرة إلى أن العاديين من الشعب المصري لم يرغبوا من وراء الثورة سوى الحصول على بعض "الكرامة"، التي لم يحصلوا عليها حتى الآن وسط استمرار انتهاكات الشرطة على مرأى ومسمع من الناس وهو ما بدى واضحا من حادث المواطن "حمادة صابر". وذكرت الصحيفة أن حادث "حمادة صابر" يؤكد أن الثورة المصرية لم تغير شيئًا وأن النظام الإسلامي الجديد يتبع أساليب النظام البائد. وقالت الصحيفة إن الدكتور "هشام قنديل" رئيس الوزراء المصري خير دليل على أن النخبة لم ترق لمستوى المسئولية من خلال تصريحاته غير المسئولة والتي لا تعبر عن آلام وآمال الشعب المصري ولا تمس مطالبهم الماسة في أوقاتها الحرجة. وانتهت الصحيفة قائلة: إن فقراء الشعب المصري سيغضبون ثانية ضد تلك النخب التي لا تمثلهم بأي حال.