يواصل المتظاهرون في إقليم الأهواز جنوب غربي إيران احتجاجاتهم للأسبوع الثاني علي التوالي بسبب نقص المياه وسوء الأوضاع المعيشية، وامتدت التظاهرات من مدن خوزستان إلى 10 مدن أخرى رغم انقطاع التيار الكهربائي الواسع واعتقال قوات الحرس الثوري لعشرات المتظاهرين في مدن الأحواز والخفاجية والفلاحية والحميدية ومعشور. وأكدت منظمة العفو الدولية أن قوات الأمن الإيرانية استخدمت أسلحة آلية مميتة وبنادق لسحق المظاهرات السلمية في معظمها بأنحاء محافظة خوزستان . وأضافت مصادر محلية أن كثيرا من المتظاهرين الذين أصيبوا رفضوا الذهاب إلى المستشفى، خوفاً من عمليات الاعتقال التي تقوم بها القوات الأمنية. كما أوقفت إمداد شبكة الإنترنت عبر المحمول في مدينة الأهواز والمدن الأخرى، كما عطّلت الإنترنت المنزلي ، لمنع وصول صور المتظاهرين للعالم. نظم متظاهرون في أليكو درز بمحافظة لورستان، مسيرة للتعبير عن تأييدهم للمتظاهرين في الأهواز، بينما اعتقلت قوات الأمن عشرات المتظاهرين بعد تدخّل قوات من الحرس الثوري. وعلي الجانب الاخر أعلن الحرس الثوري الإيراني ضبط شحنة أسلحة وذخائر في شمال غربي البلاد، موضحا أنها كانت ستستخدم "في عمليات تخريبية وضرب الأمن"، وفق بيانه وأعرب المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، أن مسألة المياه في خوزستان تمثل مصدر قلق للسلطات ، مؤكدا أن مشكلة المياه ليست بسيطة ولا يمكن لوم الناس على التعبير عن استيائهم . وأضاف متحسّراً في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية أنه لو تم الاهتمام بمسألة المياه في خوزستان مسبقا لما واجهت السلطات المشاكل الحالية. وطالب طهران بإجراء تحقيقات تتمتع بالشفافية بشأن 3 حالات وفاة على الأقل وقعت بين المتظاهرين، ومحاسبة المسؤولين عنها، وكذلك معالجة مشاكل الوصول إلى المياه المستمرة منذ فترة طويلة. يشار إلى أن الأهواز المطلة على الخليج تعتبر واحدة من أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات ال31 في إيران، وهي من المناطق التي تقطنها أقلية كبيرة من العرب. كما سبق لسكان المحافظة أن اشتكوا من تعرضهم للتهميش من قبل السلطات، وقد شهدت في 2019 احتجاجات مناهضة للحكومة طالت أيضاً مناطق أخرى من البلاد.
