لم يقتصر دور الأزهر الشريف، جامعًا وجامعة، على نشر القيم الدينية وتعاليم الإسلام السمحة والوسطية، إنما تخطى ذلك وكان له دور محوري كبير في كل ما يجرى على الساحة، سواء مكافحة التطرف أو الدفاع عن ثوابت الإسلام وقيمه. يعمل الأزهر الشريف على مواجهة التطرف بكل أشكاله وصوره سواء في الداخل أو الخارج، حتى أصبح له دور مهم على الصعيد العالمي، وله تأثير قوي في مواجهة الفكر المتطرف وأصحاب الآراء المتشددة. ترصد لكم "بوابة الوفد"، في هذا التقرير دور الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر الدكتور الطيب في مواجهة الفكر التطرف على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، الامر الذي يظهر جليًا للجميع، على عكس ما تدعي بعض الفئات المنحرفة عن الطريق القويم. يظهر دور الأزهر في مكافحة التطرف من خلال مواقفه التي أظهرتها البيانات والإصدارات المتواصلة، وتطوير مناهجه التعليمية بما يتناسب مع المستجدات، وبما يعزز التسامح، إذ أصدر عدة كتب أكاديمية جديدة تركز على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وتعزز الحوار والمساواة بين أتباع الديانات، كما أن الأزهر واصل تنظيم المؤتمرات التي تركز على مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بالتعاون مع المؤسسات الدولية. الخارجية الأمريكية تبرز دول الأزهر في مواجهة الفكر المتطرف وكان تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية في مصر أشاد بموقف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في مكافحة التطرف على الصعيدين الداخلي والعالمي. فعلى الصعيد الداخلي، ذكر التقرير أن الأزهر الشريف تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر قد أنشأ بيت العائلة المصري بالتعاون مع الكنيسة الأورثوذكسية في مصر في عام 2011 من أجل مواجهة النعرات الطائفية من خلال أفرع البيت المنتشرة في كل ربوع مصر. وفيما يتعلق بجماعات العنف والإرهاب، أشاد التقرير بإنشاء الأزهر لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف باللغات الأجنبية، منوها أن المرصد يعمل بلغات مختلفة من أجل مجابهة الفكر المتطرف على شبكة المعلومات الدولية، كما أكد التقرير على دور أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، منوها أنها تقدم برامج تعليمية للأئمة من نحو 20 دولة. وأشاد التقرير بمشاركة فضيلة الإمام الأكبر في تدشين كاتدارئية ميلاد المسيح مقتبسا كلمة فضيلته "الدين الإسلامي قد أوجب على المسلمين حماية دور العبادة الإسلامية والمسيحية واليهودية". وعلى الصعيد الدولي، أشاد التقرير بجهود شيخ الأزهر في إرساء دعائم الأخوة الإنسانية من خلال وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلته مع البابا فرانسيس – بابا الفاتيكان في أبو ظبي في 4 فبراير 2019، منوها أن الوثيقة تدين أية ممارسات تستهدف النفس البشرية وتتعهد بالتعاون في مجابهة التطرف وتعزيز السلام. مرصد الأزهر: تقرير الخارجية الأمريكية يعكس رؤية واقعية وعميقة نحو الدور الفاعل للأزهر وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن التقرير وإن كان لا يشتمل على العديد من المجهودات التي قام بها الأزهر في مجال مكافحة التطرف خلال السنوات القليلة الماضية إلا إنه يعكس رؤية واقعية وعميقة نحو الدور الفاعل الذي تضطلع به مؤسسة الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر على كافة المستويات، وكذلك الاستراتيجية الواعية التي يقوم بها الأزهر الشريف في مجال مكافحة الفكر المتطرف. أشرف النجار: الأزهر الشريف هو منارة العلم والاعتدال أكد الشيخ أشرف النجار، أن الأزهر الشريف هو منارة العلم والاعتدال، نظرا لما له من باع طويل في محاربة الفكر المتطرف، ونبذ العنف، وقد تجلى دور الأزهر الشريف في آخر عشر سنوات، تحديدا منذ تولي فضيلة الإمام الطيب مقاليد الأمور داخل مشيخة الأزهر. وأضاف النجار: ونظرا لتطور وتيرة الأحداث، وانتشار الأفكار المغلوطة، والتفسيرات الخاطئة الخاصة بأمور الجهاد، والتي ابتدعتها جماعة الإرهاب الأسود، فقد وجه فضيلته بضرورة توحيد جهود كافة مؤسسات الأزهر، في سبيل تحقيق السلم داخل المجتمع، وهو ما كان له الأثر الكبير فى حصار الأفكار المتطرفة والمنحرفة. ممثل فروع منظمة الأزهر العالمية: هناك جهود كبيرة يقوم بها الإمام الأكبر فى مواجهة التطرف قال أحمد حميد العربي، ممثل الفروع الداخلية بمنظمة الأزهر العالمية، إن هناك جهود كبيرة يقوم بها الإمام الأكبر فى مواجهة التطرف والإرهاب ونشر الأفكار الوسطية فى كافة ربوع العالم، مشيرا إلى التزام المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بكافة أفرعها الداخلية والخارجية بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وتوحيد جهود كافة المؤسسات المعنية لمواجهة الأفكار الشاذة والهدامة، ومقاومتها قبل انتشارها. دور الأزهر في الصعيد الإفريقي كما أن الأزهر له تواجد كبير في الدول الأفريقية من خلال مبعوثيه، حيث يتواجد حوالي 546 مبعوثًا موزعين على أكثر من 30 دولة إفريقية لتلبية احتياجات بلدان القارة من حيث تخصصات العلوم الشرعية واللغة العربية، وبعض التخصصات الثقافية، يقوم هؤلاء المبعوثون بدور توعوي مهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتجليته من كل ما يلصق به من ادعاءات باطلة، وتقديم هذا الدين في صورته الحقيقة السمحة التي تدعوا إلى السلام والمحبة، وتنبذ العنف والتطرف، والعمل على التأثير في تلك المجتمعات وتلبية احتياجاتهم المعرفية، من خلال المنهج الوسطي للأزهر الشريف الذي يقوم بالتواصل المعرفي والحضاري مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس. كذلك يتمثل دور الأزهر في أفريقيا في العدد الكبير للطلاب الوافدين الذين يدرسون ويتخرجون فى الأزهر والذين يمثلون سفراء للأزهر في بلادهم، وكذلك من خلال الأئمة والدعاة الذين يتم تدريبيهم من خلال أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى. اقرأ أيضًا.. الأزهر أكبر داعم للقدس .. كيف ساعدت المؤسسة الدينية الأشقاء في غزة؟