سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية العُمانى: على المجتمع الدولى إيجاد حلول سريعة لوقف إطلاق النار فى الأراضى المحتلة «الصحة من أجل السلام». . مؤتمر عالمى استضافته سلطنة عُمان بطلب من «الأمم المتحدة»
استضافت سلطنة عُمان الأربعاء الماضى اجتماعاً رفيع المستوى تحت عنوات «الصحة العامة من أجل السلام»، لاستعراض أهم تجارب دول المنطقة فى مواجهة جائحة كورونا، والدور المحورى للتعاون الصحى فى تعزيز العلاقات بين دول المنطقة والاستقرار والسلام.. وقد وافقت عُمان على استضافة هذا الاجتماع بناءً على توصية من الأمانة العامة للأمم المتحدة؛ نظراً لسياسة السلطنة المتسمة بالدفع للحوار والسلام وتقوية أواصر التعاون الدولى. بناء السلام ناقش هذا الاجتماع الدولى – الذى استضافته وزارة الصحة العُمانية عبر الاتصال المرئى بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية - عدداً من الموضوعات، أبرزها التدخلات الصحية الناجحة فى بناء السلام، وجهود التعاون المستمرة فى منطقة الشرق الأوسط التى يُمكن الاستفادة منها للمساهمة فى استقرار المنطقة، إضافة إلى تعزيز القدرات على الصعيد الإقليمى فى تصنيع الأدوية والمنتجات الصحية (بما فى ذلك اللقاحات) واستكشاف مدى التعاون الدولى فى دعم ذلك.. وتطرق الاجتماع أيضاً إلى دعم منصات ومنظمات التعاون الإقليمية والدولية القائمة فى المنطقة، ومن ضمنها منظمة الصحة العالمية للمساهمة بفعالية فى التضامن والتعاون الإقليمى فى مجال الصحة. وقد هدف الاجتماع إلى تعزيز وتبادل الخبرات والتعاون المُستمر فى مجال الصحة فى سياق الاستجابة لكوفيد 19، والتشجيع على تحقيق مزيد من التعاون بين الدول لتسليط الضوء على الإمكانات الكبيرة لاستخدام الطابع المُحايد للصحة كجسر للسلام.. وجاء انعقاد الاجتماع تماشياً مع سياسة السلطنة الخارجية للصحة، حيث دشّنت السلطنة بالشراكة مع سويسرا ومنظمة الصحة العالمية مبادرة «الصحة من أجل السلام» عام 2019، هدفت إلى الدفع باستراتيجية دولية لتسخير الصحة فى تقريب وجهات النظر والإسهام فى حل النزاعات.. ويؤكد استضافة عُمان لهذا الاجتماع رفيع المستوى على إيمان السلطنة الراسخ بمبدأ «الصحة للجميع» وحق الجميع فى التمتع بصحة جيدة بغض النظر عن الظروف. مشاركة واسعة شهد الاجتماع رفيع المستوى مشاركة واسعة لعدد من الدول للوقوف على أهم تجارب مواجهة جائحة كورونا.. وأكد وزير الصحة العُمانى الدكتور أحمد بن محمد السعيدى خلال ترؤسه الاجتماع، على ضرورة بذل مزيد من الجهود لتحقيق التعاون والتضامن لحفظ السلام، وبالأخص فى منطقة الشرق الأوسط والتأكيد على مواصلة العمل مع النظراء فى سويسرا للدعوة إلى مُبادرة الصحة العالمية من أجل السلام. وقال «السعيدي» إنه فى خضم الجائحة حالياً، التى تُلقى بظلالها على العالم، إلا أن هناك تهديدات أخرى تُقلق المجتمع الدولى كالصراعات السياسية والمخاطر البيئية والكوارث الطبيعية التى تؤثر بشكل مباشر على الأمن الصحى والسلام.. وأكد أن الجائحة برهنت على أن الصحة أولوية للجميع بحيث إنها تؤثر سواء على الفرد أو المجتمع كله؛ مما للصحة من تأثير جذرى على الاقتصاد والتنمية وتبعاته المباشرة على الأمن والسلام.. وأضاف أن «المبادرة العالمية للصحة والسلام» لها عدة أهداف أهمها تعزيز الجهود والتوجهات الاستراتيجية لتعزيز الدبلوماسية للتوصل إلى السلام عبر إيجاد حلول للصراعات وحماية الأنظمة الصحية، داعياً إلى ضرورة التعاون الإقليمى والدولى فى مختلف المجالات لمستقبل أفضل.. وأشار إلى أهمية تحويل التحديات التى تسببت بها الجائحة، إلى فرص يمكن استغلالها فى التوصل إلى حلول وأهداف تُعزز من فرص السلام والأمن الصحى.. وأعرب عن شكره لكل المشاركين على جهودهم المبذولة والتزامهم، داعياً إياهم إلى مواصلة جهودهم كمؤيدين لهذه المبادرة من أجل جعل الصحة جسراً ليس فقط للسلام فى مناطق النزاع وإنما للتعاون والتضامن فى جميع الأوقات. القضية الفلسطينية من جانبه، أكد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدى وزير الخارجية العُمانى خلال مشاركته بهذا الاجتماع، التزام عُمان الدائم عبر التاريخ فى دعم جهود السلام والدعوة إلى الحوار السلمى لحل قضايا المنطقة من خلال الجهود الدبلوماسية، مضيفاً أنه من خلال هذه الجهود يُمكن تعزيز مجال الأمن الصحى. وحول جائحة كورونا، أشار «البوسعيدي» إلى أهمية العدالة الاجتماعية فى توزيع اللقاحات بين دول العالم للفئات ذات الأولوية القصوى لأخذ اللقاح. وقد حرص وزير الخارجية العُمانى خلال كلمته، أن يشير إلى القضية الفلسطينية وما ترتكبه إسرائيل من اضطهاد وتطرف بحق الشعب الفلسطينى، داعياً المجتمع الدولى لإيجاد حلول سريعة لوقف إطلاق النار والالتزام بالقوانين الدولية من أجل تحقيق الاستقرار فى المنطقة. موقف عُمان الثابت وبالحديث عن القضية الفلسطينية، يجب أن يُذكر أن موقف سلطنة عُمان تجاه نصرة القضية الفلسطينية يظل ثابتاً لا يتغير، ويتمثل فى الدعم الكامل للشعب الفلسطينى لنيل حريته وحقوقه المشروعة نحو قيام دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية، وهو مبدأ أرساه المغفور له السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - خلال عصر النهضة العُمانية الحديثة، ويسير على نفس الدرب، السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان «مؤسس النهضة المتجددة»، الذى أكد منذ أول يوم لتوليه مسئولية الحكم فى 11 يناير 2020م، أن السياسة الخارجية للسلطنة ثابته سيراً على خطى السلطان الراحل. ولطالما كان السلطان هيثم بن طارق داعماً لقضية فلسطين، وتجلى ذلك فى رسالته الخطية للرئيس الفلسطينى محمود عباس فى أواخر شهر يناير الماضى، التى أكدت على موقف السلطنة الثابت والداعم للفلسطينيين، ومواصلة المساعى العُمانية لخدمة القضية الفلسطينية. منذ الوهلة الأولى ومع التصعيد الإسرائيلى الخطير على الأراضى الفلسطينية المستمر منذ 8 مايو الجارى، ظهر الموقف العُمانى الثابت منذ الوهلة الأولى، حيث أصدرت وزارة الخارجية العُمانية فى ذلك اليوم، بياناً أعربت خلاله عن إدانة السلطنة لاقتحام القوات الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى المبارك، ورفضها لسياسات وإجراءات تهجير الشعب الفلسطينى الشقيق من منازله فى مدينة القدس، وأكد البيان موقف عُمان الثابت فى دعم الحقوق المشروعة فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدسالشرقية. ومع تواصل الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً فى 11 مايو الجارى لبحث تدهور الأوضاع، وألقى وزير الخارجية العُمانى بدر البوسعيدى كلمة قوية خلال هذا الاجتماع، أعرب خلالها عن تضامن السلطنة مع شعب فلسطين الشقيق وتأييدها الثابت لمطالبه العادلة فى الحرية والاستقلال، وأكد أن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى الشريف وحرمة الأماكن المقدسة فى شهر رمضان الفضيل والإجراءات التعسفية التى تفرضها السلطات الإسرائيلية على سكان القدسالمحتلة والتنكيل بهم وتهجيرهم قسراً - أمر مرفوض ومستنكر جملة وتفصيلاً، وشدد على أن استمرار إسرائيل فى احتلالها للأراضى الفلسطينية دون حق وانتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولى والقيم والأعراف الإنسانية، أمر يحتاج إلى تحرك دولى حاسم من المجتمع الدولى ومجلس الأمن. إنهاء الاحتلال وقال وزير الخارجية العُمانى خلال رئاسته لوفد السلطنة بذلك الاجتماع الوزارى العربى، إن 70 سنة من المعاناة والآلام والمآسى يخوضها الشعب الفلسطينى الأعزل تحت وطأة الاحتلال دون الحصول على حقه فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، رغم المحاولات العديدة والمضنية على مر الأعوام لإرساء السلام العادل والشامل.. وأضاف: «حقاً أعظم معاناة إنسانية فى عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، فقد بلغ السيل الزّبى، ولن تنتهى هذه المعاناة إلا بإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدسالشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وحصولها على كامل العضوية لدى الأممالمتحدة، فذلك هو الحل الوحيد لإطفاء أهم وأخطر مواقد عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط». . وتابع: «إن سلطنة عُمان تحيى صمود الشعب الفلسطينى وكفاحه المشروع، وتدعو إلى تحقيق السلام القائم على الشرعية الدولية وحل الدولتين». كما عبرت عُمان عن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية أيضاً، خلال مشاركتها الأسبوع الماضى فى اجتماع اللجنة التنفيذية مفتوحة العضوية على المستوى الوزارى التابعة لمنظمة التعاون الإسلامى، حيث طالبت السلطنة المجتمع الدولى بالتدخل الفورى لإرغام إسرائيل على وقف الهجوم العسكرى الغاشم على غزة، الذى نتج عنه وفاة المئات من المدنيين الأبرياء وتدمير منازلهم.. وأعربت عُمان خلال كلمتها بهذا الاجتماع التى ألقاها الشيخ خليفة بن على الحارثى وكيل وزارة الخارجية للشئون الدبلوماسية، عن إدانتها لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى، ورفضها لسياسات وإجراءات تهجير الشعب الفلسطينى من منازله فى مدينة القدس، مؤكدة أيضاً موقفها الثابت فى دعم الحقوق المشروعة فى إقامة الدولة الفلسطينية.