تحت عنوان " دماء فى شوارع مصر ....غضب فى التحرير وعنف فى بورسعيد " نشرت مجلة "تايم" الأمريكية تقريرا عن التطورات الأخيرة فى مصر . وقالت المجلة إنه بينما كان المصريون يتوقعون احتفالا كرنفاليا بالذكرى الثانية للثورة يوم الجمعة ، تحولت الاحتفالات إلى موجة عنف ويبدو أنها كانت مجرد مقدمة لمزيد من إراقة الدماء التي جاءت يوم السبت. وأضافت المجلة أن البلاد شهدت يومين من الاضطرابات وعدم استقرار الحالة في مصر الحديثة. تنافض وأوضحت المجلة أن الحكم الذى صدر أمس بإحالة 21متهما فى قتل 72 مشجعا فى مباراة كرة القدم التى أقيمت العام الماضى بين النادى الأهلى القاهرى والمصرى البورسعيدى، إلى المفتى لإبداء رأيه فى إعدامهم، نتج عنه حالتين متناقضتين. ففى الوقت الذى انفجر فيه مئات من المشجعين المناصرين للنادى الأهلى ، احتفالا في القاهرة ، حاول أهالي بورسعيد اقتحام السجن المحلي حيث يحتجز المتهمين المدانين , وأفادت آخر الاحصاءات أن عدد القتلى في بور سعيد ارتفع إلى 30 شخصا على الأقل وكان قد تم نشر الجيش في المدينة. وأشارت المجلة إلى أن مشجعى كرة القدم المعروفين ب "ألتراس" شاركوا بنشاط في الثورة وظهروا بعد ذلك على أنهم أعداء لدودين للشرطة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وترى بعض الجماعت والقوى الثورية أن ما حدث فى بورسعيد العام الماضى لم يكن حالات وفاة نتيجة الإهمال الرسمي، ولكن المؤامرة كانت مدبرة من قبل أمن الدولة والدولة العميقة لمعاقبتهم على معارضتهم. ويرى مشجعو بورسعيد أن الحكم الصادر أمس كان مسيسا لمجرد استرضاء المتطرفين. 9 مارس وعلى الرغم من الابتهاج الذى بدى أمس على وجوه مشجعى النادى الأهلى، إلا أن كل العيون تترقب يوم 9 مارس، عندما يتم النطق بالحكم على المتهمين الاخرين بما في ذلك 52 من كبار ضباط الشرطة ، حيث يخشى البعض أن يتم تبرئتهم أو تصدر بحقهم أحكام خفيفة، وتعهد "ألتراس" الاهلى بالفعل بالتصعيد. وأضافت المجلة أن كل ذلك يحمل نذير باستمرار الاضطرابات السياسية التي لا تزال تؤرق البلاد بعد عامين من سقوط "مبارك". وقالت المجلة إن ميدان التحرير كان غاضبا يوم الجمعة، حيث قضى عشرات الآلاف من المتظاهرين عدة ساعات وهم يهتفون هتافات مشاركة غاضبة ضد الحكومة، والرئيس "محمد مرسي" المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين . ولم تختلف الشعارات التى رفعها المتظاهرون عن تلك التى حملوها قبل عامين صد الرئيس السابق حسنى مبارك. ونقلت المجلة عن "صلاح عناني" وهو فنان بارز وناشط أثناء وجوده فى ميدان التحرير قوله :" إنه بعد عامين من الثورة اكتشفنا فقط أن هناك عدوا جديدا... واذا كان مبارك قذرا ، فإن جماعة الاخوان افذر منه.. انهم افذر ناس فى العالم ". بلاك بلوك وشهدت احتجاجات الجمعة لأول مرة ظهور حركة جديدة تسمى "بلاك بلوك" أى الكتلة السوداء وهي "ميليشيا الفوضوية" التي تسمي نفسها على غرار النمط الأوروبي ، حيث تقوم بإحراق المباني الحكومية وإلحاق أضرار بالمنشآت ومكاتب الإخوان المسلمين، ويرتدى هؤلاء ملابس سوداء ويخفون وجوههم بأقنعة تشبه أقنعة التزلج على الجليد . والأخطر أن هذه الجماعات تعلن صراحة تأييدها للعنف. ويرى البعض أن هذا الاتجاه سوف يأتي بنتائج عكسية، مما يجعل الأمر أسهل لمرسي وحكومته لتشويه صورة المعارضة والمخربين المتطرفين. وأبدى "طارق شلبي" الثورى المخضرم احتقاره للفكرة فى حسابه على موقع التواصل الاجتماعى " تويتر " ، واصفا كوادر الكتلة السوداء " ، بأنهم حفنة من البلهاء". وحاول أعضاء الكتلة السوداء التي تضم الكثير من الفرق التكتيكية في الخطوط الأمامية يوم الجمعة الاشتباك مع شرطة مكافحة الشغب على جبهات متعددة طوال الليل ، وحاولوا على ما يبدو مهاجمة مكاتب موقع اسلامي على الانترنت وسط المدينة، مما أدى إلى المواجهة المأساوية مع البائعين في سوق الخضار في مكان قريب من موقع الاحداث ، ولكن كان هناك دائما مجموعة من النشطاء المصريين الذين كانوا على استعداد لتشكيل سلاسل بشرية لحماية الشرطة والمباني الحكومية. ومع ذلك هناك من يبرر وجود مثل هذه الاتجاهات الغريبة بزغم مواجهة ما يسمى بميليشيات الاخوان المسلمين ، وكذلك تحقيق أهداف الثورة بعد أن فشل الجميع فى تحقيقها بالطرق السلمية . .