يوم الأحد الماضى كتبت هنا تحت عنوان (المجد للفوضويين.. مع تحيات "بلاك بلوك" ) أحذر من مجموعة فوضوية شبابية جديدة تقلد مجموعات يسارية فى أوروبا تسمى (الكتلة السوداء) أو (BLACK BLOC)، يرتدون ملابس سوداء وقناعا أسود، والمولوتوف ضد الشرطة وتحطيم زجاج ومؤسسات الدولة هو سلاحهم المفضل، ونقلت عن حساباتهم على "فيس بوك" اعترافهم أنهم هم الذين احرقوا مقرات الإخوان، وأنهم سينزلون اليوم الجمعة فى ذكرى الثورة لإيقاف القطارات وحرقها أيضا.. وسألت: أين الشرطة وأين النيابة كى تحقق مع هؤلاء الفوضويين الذين يذكرون أرقام هواتفهم على الصفحة، ويضعون صورهم وفيديوهات لهم وهم يحملون السيوف والسواطير وينظمون عرضا عسكريا بالملابس والأقنعة السوداء حاملين زجاجات المولوتوف، لأن هؤلاء لا يمكن أن يكونوا ثوارا أبدا يخربون بلدهم! وأول أمس تتبعت اجتماعا دعا هؤلاء الشباب لعقده مساء الأربعاء الساعة الخامسة وسط ميدان التحرير لاستعراض قوتهم.. عددهم كان حوالى 150 تقريبا أغلبهم من الشباب صغير السن (18-20 سنة)، ولاحظت –للأمانة– أن بعض الشباب الآخرين المعتصمين الرافضين لأساليب العنف دخلوا فى مشادات معهم وأبعدوهم عن الميدان مؤكدين أن العنف يضر بمصر كلها. هؤلاء الشباب أصدروا بيانا قالوا فيه: (هنولع البلد.. الثورة لازم تنتصر.. المجد للمشاغبين والنصر للثورة)، وقالوا إنهم وراء حرق مقرين جديدين للإخوان فى 6 أكتوبر وشبرا، وحذروا وزارة الداخلية من التدخل والتصدى لما سيفعلونه من تعطيل القطارات وتحطيمها، مؤكدين أنهم لن يتهاونوا مع الشرطة، وشاركتهم صحف صفراء وفضائيات غسيل أموال فى التحريض ضد الشرطة أيضا ببث تقارير تزعم أن تكلفة الزى الجديد لكل عسكرى أمن مركزى عشرة آلاف جنيه!! هؤلاء الفوضويون سعدوا أيضا بالفوضى التى نشرها شباب (ألتراس) يوم الأربعاء بعدما عطلوا مترو الأنفاق وكوبرى أكتوبر والبورصة وكورنيش الإسكندرية، وأثاروا غضب المصريين الغلابة الذين تقطعت بهم السبل للعودة إلى منازلهم، منهم، واعتبروا هذا: (بروفة لفوضى منظمة)! ما لفت نظرى أنه عندما قام عدد محدود من شباب الإخوان بارتداء ملابس مجاهدى القسام عام 2006 ضمن استعراض فنى لمساندة المقاومة الفلسطينية، قامت الدنيا ولم تقعد بسبب ما أسموه حينئذ (العرض العسكرى لميليشيات الإخوان)، وجرى اعتقال الطلاب وتشريدهم وتلفيق القضايا لهم.. ولكن عندما قام هؤلاء الفوضويون الذين يحملون السلاح ويدعون علنا لحرق مصر، بعرض عسكرى -مصور على يوتويب– فى شوارع مصر بنية مبيتة هى حرق مبانٍ ومؤسسات وتحطيم قطارات، لم يتحرك أحد، وكأن الشرطة والقوى المناوئة للإخوان راضون عن ذلك؟! ما لفت نظرى أيضا أن أحد شباب الثورة الشرفاء المعتصمين فى ميدان التحرير اتصل بى وقال إنه لاحظ "حاجات مشبوهة" منها قيام رجل أعمال شهير (مهندس)، سبق أن وجهت له اتهامات بتمويل أعمال العنف والبلطجة، بدخول الميدان (قبل اجتماع شباب الكتلة السوداء) وإنه أعطاهم كيسا أسود.. قال إنها أموال سلمت ل"البلاك بلوك" لدعم ما سيفعلونه من أعمال عنف اليوم!. وما لفت نظرى كذلك هو ظهور أكثر من حركة باسم (BLACK BLOC) بعضها يدعو للعنف صراحة وحرق مقرات وقطارات، والبعض الآخر يقول: "لسنا مخربين لممتلكات عامة يدفع ثمنها الشعب"، وفريق ثالث ينفى أن يكون له أصلا أى حساب على فيس بوك، ما يعنى سهولة اندساس أى جهة تسعى للتخريب تحت هذا الاسم معتمدة على ارتداء عملائها ملابس وأقنعة سوداء وعدم التعرف على هويتهم! أعود لما قلته أمس مرة أخرى وهو أننى أحمل قادة جبهة الخراب (الإنقاذ) وفضائيات وصحف التضليل الإعلامى، مسئولية أى شهيد قد يسقط اليوم وأى عنف أو تخريب يقع على مؤسسات الشرطة والدولة.. فهم سبب وقف الحال فى البلد وشيطنة كل شىء جميل فى مصر!