تباينت ردود الأفعال حول حادث القطار المأساوي الذي وقع أمس في البدرشين وأودى بحياة 19 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين. وكالعادة، وبعد كل حادث مأساوي منذ تولي الرئيس مرسي الرئاسة، يقوم أنصاره بتعليق أسباب هذه الكوارث على "شماعة" النظام السابق، فهم الذين فشلوا في إدارة البلاد وتكاسلوا في حل أزمة السكك الحديدية. فقد اعتبر الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، أن المسئول عن هذه الكوارث هو مبارك ونظامه السابق، وأن تكرار حوادث القطارات المفجعة دليل على انهيار شبه كامل في البنية التحتية جراء سنوات الفساد تحت حكم مبارك. كما قدم القيادي الإخواني الدكتور عصام العريان عزاءه لأهالي ضحايا ومصابي حادث قطار البدرشين، مشددا على ضرورة تخصيص موارد كافية لتطوير السكك الحديدية، وإعادة النظر فى توزيع الميزانية القادمة ليكون إنقاذ أرواح البشر هو الأولوية قبل أي أمر آخر، مما يعنى اهتماما بالطرق والمستشفيات والإسعاف وغيرها فى إطار خطة متكاملة لمشروع النهضة. وفي مقابل ذلك، تحمّل قوى المعارضة الرئيس مرسي وحكومته وجماعة الإخوان المسلمين المسئولية كاملة، ويرفضون ادعاءات معسكر النظام الحاكم في إسقاط فشلهم على نظام مبارك. قال عصام سلطان -القيادي في حزب الوسط وعضو مجلس الشعب المنحل-: "صحيح أن مرفق السكة الحديد هو تركةٌ موروثةٌ منهارة، وأن حالة باقى الخدمات الموروثة من النظام السابق من نقل وصحة وتعليم وخلافه أسوأ بكثير، وأننا نعيش بستر الله، ولكن ستر الله يتنزل على عبادٍ يأخذون بالأسباب ونحن لا نأخذ بالأسباب". ووصف سلطان الإصرار على استمرار هشام قنديل رئيسا للوزراء بأنه يشبه إصرار "الأعمى على قيادة الموتوسيكل"، كما حدث في فيلم "الكيت كات". وجاء رد أحمد شفيق المرشح السابق للرئاسة على هذه التعليقات: "إن الرئيس يقود سلطة انتقامية متآمرة، مهتمة بإقصاء الآخرين وتدبير الملاحقات لهم وأن التسيب والانفلات الذي يضرب الدولة ويتسم به أداء الرئيس وحكومته، هما السبب الأساسي في تكرار الكوارث الإنسانية التي يتعرض لها المصريون يوميا". وأضاف: "إن التنبيه إلى خطورة التسيب والانفلات، ليس نوعا من المزايدة السياسية على من أهملوا في حقوق المصريين، بل تأكيدا على فساد أسلوبهم في إدارة الدولة". كما اعتبر الكاتب بلال فضل الرئيس محمد مرسي مثل الرئيس السابق مبارك الذي كان يري أن السبب وراء فشله "مؤامرة". وأضاف: "فوق يا مرسي، مبارك افتكر إنه هينفرد بحكم البلد وإن أمريكا هتحميه وإن المعارضين قلة مأجورة وإن حزبه هيسنده". وعلى غرار رأي فضل، اتفقت نوارة نجم معه موجهة حديثها للرئيس محمد مرسي: "إصحى كدة وجهز ورقتك وقلمك واكتبلك خطاب حلو واطلع قولوا للناس والناس تتأثر بكلامك وتنسى الحادثة نفسها". وقد وجهت رسالة إلى الدكتور هشام قنديل، رئيس الحكومة: "يالا يا هشام قنديل إصرف لكل أسرة من أسر المتوفين 5 آلاف جنيه ووزير النقل يطلع يقول ده ذنب السواق والحكومة ملهاش دعوة وأفلامكوا الهندي دي حفظناها". أما د. البرادعى فقد علق على هذه الحادثة، قائلا: "إن مأساة مصر ليست في انتماء من يحكم إنما في غياب القدرة علي إدارة البلاد". فمفاصل الدولة تتآكل، والفشل يزداد والشعب هو الضحية، وأن مصر تركع كل يوم. وأدانت حركة شباب 6 إبريل الرئيس مرسي واعتبرته المسئول الأول وراء حادث القطار الحربى بالبدرشين واتهمته في الحوادث التي تشهدها مصر نتيجة للإهمال الشديد.