تحت عنوان "عندما يستخدم الفلسطينيون تكتيكات المستوطنين، يرد" نتنياهو" بالمحاصرة"، نشرت مجلة "تايم" الامريكية تقريرا عن قيام السلطات الاسرائيلية بإزالة الخيام التى نصبها ناشطون فلسطينيون فى قرية "باب الشمس" شرقى القدس . فقد انتقل مئات من ضباط الشرطة الاسرائيلية في مكافحة الشغب الى الموقع، وقاموا باخراج الفلسطينيين البالغ عددهم 100 شخصاً بالقوة، وتم ازالة الخيام من تلك البقعة التى تقع فوق احدى التلال التى تكسوها الخضرة وتمتد من الشمال إلى الجنوب عبر المناظر الطبيعية التوراتية الملفتة للنظر، فى حين أنها تسمح للمستوطنين اليهود بمثل هذه الافعال، ورأت المجلة أن ما حدث يعتبر تأكيدا لازدواجية المعايير لدى الحكومة الاسرائيلية. واشارت المجلة إلى أنه في قاموس الصراع العربى الاسرائيلى، الذي هو في الأساس على الأرض، تسمى المخيمات "البؤر الاستيطانية"، وهو مصطلح يستخدمه الإسرائيليون للتفريق بين هذه الافعال الأكثر عفوية من المستوطنين ، وبيبن نظام "المستوطنات" الذي تقره الدولة . وحسب آخر إحصاء كان هناك أكثر من 100 بؤرة استيطانية، وتم تحويل بعضها الى مستوطنات، ومع مرور الوقت يتم تحويل الخيام الى" كارفانات" متحركة ثم الى منازل . ورغم عدم قانونيتها من الناحية الفنية وفقا لقانون إسرائيل، يتم تزويد البؤر الاستيطانية بالكهرباء والماء من قبل الحكومة ويتم وحمايتها من قبل الجنود الإسرائيليين الذين يسيطرون على الضفة الغربية منذ عام 1967. ولكن ما حدث يوم الاحد الماضى، كان أمرا مختلفا، فهذه المرة لم تكن البؤرة الاستيطانية، فى قرية باب الشمس، لليهود كما هى العادة، بل كانت لفلسطينيين، يرفضون استيلاء اسرائيل على تلك البقعة المهمة من الأرض. فقد تم وضع تلك المنطقة على خرائط التخطيط العمرانى الإسرائيلية واطلق عيها اسم E-1" "، وأمر رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو" يوم 30 نوفمبر الماضى بتجهيزها للتحول إلى مستوطنة يهودية توسعية ، وهو ما أدى الى موجة من الاستياء والغضب العالمى، حيث حذر الدبلوماسيون والخبراء من هذه الخطوة، كونها تمنع عمليا بشكل فعال إنشاء دولة فلسطينية، باعتبار ان تلك المنطقة الوحيدة التى تربط القدسالشرقية بالضفة الغربية. الاستيطان وراء الخط الاخضر وقالت المجلة : "حاليا، أكثر من نصف مليون إسرائيلي يعيشون وراء الخط الأخضر وهو الحد الذى حدد أراضى اسرائيل عام 1967، أدى ذلك الى منع وصول الفلسطينيين إلى نحو 40٪ من مساحة الضفة الغربية، ومن الناحية العملية لا يمكن للفلسطينيين القيام بشىء حيال ذلك، فإسرائيل لديها جيش، وتحميها امريكا. وقال "مصطفى البرغوثي"، الناشط الفلسطيني الذي ساعد في تنظيم المخيم لمجلة "تايم": "اذا كنا نريد السلام، علينا أن نقاوم العنف باللاعنف، والحقائق الإسرائيلية المضادة على أرض الواقع ، بقيام واقع فلسطينى على الارض". واضاف "البرغوثى" الذى تم القبض عليه وترحيله الى رام الله : ان اسرائيل تسمح للمستوطنين الإسرائيليين بالبقاء على الأرض الفلسطينية، بينما في الوقت نفسه في غضون 48 ساعة تمت إزالة المخيمات الفلسطينية المقامة على الاراضى الفلسطينية". ومنع الجنود الإسرائيليون وسائل الإعلام الدولية من تصوير عملية الاجتياح للخيام الفلسطينية، إلا أن المصورين الذين كانوا بالفعل داخل المخيم قاموا بعملية التصوير. ونقلت المجلة عن "هاجيت أوفران" الناشط الاسرائيلى الذى يراقب المستوطنات فى جماعة "السلام الآن" الاسرائيلية قوله: " ان ما تم كان عملية احتجاج ناجحة جدا فضحت السياسة الاسرائيلية في نواح كثيرة"، واضاف ان "نتنياهو" أراد ان يستغل الحديث عن اقامة مستوطنة فى تلك المنطقة فى الدعاية الانتخابية، وهو ما جعله يتصرف بهذه الطريقة مع الفلسطينيين المحتجين" . وتراجعت شعبية "نتنياهو" حسب استطلاعات الرأى فى الاونة الاخيرة ، حيث تفوق حزب " البيت اليهودى " الموالى للمستوطنين، ولذلك يسعى "نتنياهو" جاهدا لكسب تأييد المستوطنين، واعلن مؤخرا عن مخطط لاقامة 11 الف وحدة سكنية جديدة وراء الخط الاخضر فى عملية وصفت بأنها تعادل ما تم بناؤه فى السنوات التسع الماضية، وقال فى تصريح امس الاحد :" لن نسمح لأحد بالنيل من التواصل بين القدس ومستوطنة "معاليه ادوميم". وقالت المجلة ان التصرف الفلسطينى، كان جديدًا من نوعه، فهو نوع من الاحتجاج غير العنيف، الذى لفت انظار العالم كله. واضافت ان الشرطة الاسرائيلية تحايلت على القانون، حيث لم تحصل على موافقة المحكمة الاسرائيلية المختصة بالتصرف تجاه المعتصمين، وقالت الشرطة "إنها لم تزل الخيام بل اكتفت بإخراج المعتصمين منها وبالتالى لا توجد مخالفة للقانون الاسرائيلى الذى يمنع ازالة الخيام بالقوة ودون اذن المحكمة" .