جدد الرئيس محمد مرسي دعوته للقوي الوطنية للحوار والعودة الي مائدة المفاوضات.. لم يحدد الرئيس في دعوته أجندة الحوار ومواده ولكن يبدو أن الهدف من هذا ما هو إلا «مكلمخانة».. بمبدأ دعونا نتحاور ونتكلم في كل الموضوعات وبدون خطوط حمراء.. ثم ننتهي الي لا شيء فأنا الرئيس وأنا الحاكم وأنا رئيس حزب الحرية والعدالة السابق وكذلك عضو جماعة الإخوان المسلمين.. أنا الدولة ما أريكم إلا ما أري.. تتحاورون تتكلمون كما شئتم ووقت الجد أنامن يصدر القرارات، أنا ابن جماعة الإخوان وما تقوله الجماعة نافذ علي الرئيس والحكومة والدولة والشعب.. نحن في زمن الإخوان وهم يرون أن الخلافة هي الحل وقد يكون الخليفة مصريا أو ماليزيا أو من أي جنسية أخري.. وما مصر بكل تاريخها وماضيها إلا حبة في هذا العقد الكبير وقد تكون القدس السليب هي عاصمة الخلافة الإسلامية.. لذلك تأتي دعوات الرئيس الي الحوار بدون أجندة محددة لأنه ليس لديه هذه الأجندة ولابد أن تصدر أولا عن الجماعة التي أصبحت مصدر السلطات والقرارات.. حين زمجرت الجماعة تم حصار المحكمة الدستورية والعصف بها.. وحين قلقت تم حصار مدينة الإنتاج الإعلامي.. وحين أمرت تم إصدار الإعلان الديكتاتوري المكبل الذي حصن الجمعية التأسيسية ومجلس الشوري من الحل وحصن قرارات الرئيس وعصف بالحريات العامة تحت مسمي حماية الثورة!! ليست المرة الأولي التي ينادي فيها الرئيس القوي الوطنية للحوار ولكنه دعا كثيرا واستجابت له القوي الوطنية وعندما اكتشفت الحقيقية المرة للحوار انسحبت وامتنعت عن تلك الحوارات.. الرئيس اجتمع مع حمدين صباحي والبرادعي وعبدالمنعم أبوالفتوح والسيد البدوي وعمرو موسي وكثير من رموز القوي الوطنية والحزبية ثم جاء قراره بإعلانه الديكتاتوري المكبل مما أحرج هذه الرموز وكأنه اجتمع معهم لينتزع موافقتهم ورضاءهم فلما كان الحوار وما فائدته وجدواه إذا كانت مؤسسة الرئاسة لا تخدم نتائج تلك الحوارات ولا تصدر قراراتها إلا من منطلق مصلحة جماعتها وأهلها وعشيرتها.. حوارات تأتي نتيجتها عكس الأطر التي تدور فيها فلّم الحوار وما جدواه وهل المسألة تضييع للوقت لا أكثر ولا أقل؟ الرئيس يدعو القوي الوطنية الآن الي الحوار وقد تحولنا بفضل قراراته الي شعبية شعب مؤيد وآخر معارض.. شعب «نعم» للدستور وشعب «لا».. شعب من المؤمنين وآخر من الكفار.. تم تقسيم الوطن بفضل الإدارة العشوائية للبلاد ثم تأتي الدعوة مجددا للحوار، أي حوار يا سيادة الرئيس وقد أصبحتم وجبهة الإنقاذ الوطني فريقين كل يحشد لوجهة نظره والخاسر الأكبر هو الشعب الذي حلم كثيرا بالتغيير.. ولكنها أصبحت أضغاث أحلام علي يديكم بعكس وعودكم التي لا تنفذ!! الرئيس يدعو لحوار استجاب له فقط من أهله وعشيرته ومريدوه وبعض المشتاقين والمستفيدين.. ولكن لاتزال جبهة الإنقاذ الوطني عند موقفها من الدستور ومن الإعلان المكبل ورفضها التام لاغتصاب السلطة القضائية والتعدي علي المحكمة الدستورية.. فعلاّم الحوار يا سيادة الرئيس.. هل تتحاورون علي تعديل الدستور للوصول الي اتفاق حول المواد الخلافية.. لماذا استعجلتم في الاستفتاء وإذا كان هناك مواد مختلف عليها ستتم مناقشتها للتوافق عليها من جديد؟ من سيدفع فاتورة الاستفتاء القادم في بلد منهار اقتصاديا وأصبح علي وشك الإفلاس رغم التطمينات التي تصدرونها؟ مع من تتحاورون يا سيادة الرئيس وقد قام التابعون لحزبكم ومريدوكم بتقديم بلاغ للنائب العام يتهم الرموز الوطنية مثل البرادعي وصباحي والبدوي وعمرو موسي بالخيانة العظمي والعمالة؟ كيف تتحاورون مع خائنين وعملاء لدول أجنبية؟ أليس هذا من عجائب الزمن تتحاورون مع العملاء والخونة؟ كيف تتحاور مع هؤلاء يا سيادة الرئيس وقد سمحتم بتقاعسكم وامتناعكم عن تحصين دماء المصريين التي سالت أمام قصر الاتحادية. ليس مهما أن تكون دماء ليبرالية أو يسارية أو إسلامية وإخوانية.. إنها دماء مصرية طاهرة سالت وأنت تتفرج وستسأل عنها يوم القيامة لأنك مسئول عن رعايتنا. حوار الطرشان التي تديره الآن مؤسسة الرئاسة تحت رعايتكم لن يجدي ولن يفيد لأنه حوار من طرف واحد مع أهلك وعشيرتك ومريديك رغم وجود عناصر وطنية محترمة في هذا المنتدي.. ولكن الي متي تظل في هذا الحوار التي غابت عنه جبهة الإنقاذ الوطني.. لماذا لا تتفقون يا سيادة الرئيس علي أجندة وعناصر محددة للحوار لإنقاذ الوطن من الهوة السحيقة التي ينجرف اليها؟ لماذا لا تخرج سيادتكم وأنت راع لتؤكد احترامك لكل ما ستتفق عليه لجنة الحوار الوطني بكل قواها خاصة جبهة الإنقاذ الوطني ورموزها الكبار لرأب الصدع؟ وحين تلتزم بقرارات اللجنة تعمل علي تنفيذها لإنقاذ البلاد والعباد التي تسرق ثورتهم جهارا نهارا دون وازع من ضمير.. مسئوليتكم تحتم أن تتخلي عن جماعتك وأهلك وعشيرتك وتصبح رئيسا لكل المصريين تأخذ بيدهم الي بر الأمان.. مد يدك الي رموز المعارضة بقلب صاف من أجل إنقاذ وطن يتداعي وينهار وساعتها لن يفيدك أهلك وعشيرتك.. تعالوا الي حوار جاد وكفوا عن حوار الطرشان.