علي درب سابقيه يسير الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية من حيث الموقف من حرية الصحافة.. مصر "السلطة" فى جمهورياتها المتعاقبة عادت الصحافة.. وعاقبتها بوسائل عديدة بدءاً من تأميم الصحافة القومية الي التضييق علي الصحف المستقلة والحزبية والقنوات الفضائية الخاصة. فنظام الرئيس مرسي الذي جعل من الصحافة القومية وسيلة للتطبيل له ولجماعته يسعى الي السيطرة علي وسائل الاعلام الخاصة بعد ان جعلها خصماً يجب محاربة وتصفية رموزه وتشويه صورته لقمع الرأي الآخر. ما أدركوه مؤخراٌ أنهم لن يحققوا كل شيء من خلال التنظيمات السرية او الميليشيات المسلحة .. لكن سياتى من خلال الإعلام وتوجيه الرأي العام وتهيئته لتقبل قراراتهم وجعل الإعلام أكثر انسجاما مع الجماعة وأقل استهدافا في نقدهم لآداها، لذلك قاموا ببناء خطتهم علي ضرورة ان يكون لهم تواجد إعلامى يتناسب مع سلطتهم.. فمع موقع إخوان اون لاين الاليكترونى وأكثر من 20 موقعا اخر يعبر عن جماعة الاخوان المسلمين تواجدت صحيفة لحزب الحرية والعدالة ثم لجأوا الي قناة فضائية تحت اسم مصر25..لكن ذلك لم يستطع تنفيذ أجندتهم، فكان الإعلام الحكومى من صحف قومية وقنوات ماسبيرو ضمن مخططهم لكنه لم يسمن ولم يغن من جوع، فكان لابد من اخضاع الاعلام الخاص والمستقل فبدأوا هجمتهم عليه بالتشكيك في مصداقيته واهدافه، ثم وصفوه بالاعلام الفاسد صاحب الاجندات واعلام الفلول، وبدأوا مرحلة الترهيب والهجوم القاسي علي أدائه. بدأوا من كبيرهم المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع فقال عن الإعلاميين «سحرة فرعون» حتى وصل السجال بين الاعلام والتيار الدينى الي اقتحام جريدة الوفد والاعتداء علي صحفييها، وتهديد جريدة الوطن، والاعتداء علي خالد صلاح، رئيس تحرير صحيفة «اليوم السابع»، واغلاق قناتي دريم و«الفراعين» ومصادرة جريدة الدستور المستقلة، ليصعدوا من هجمتهم الشرسة الي حصار مدينة الانتاج الاعلامى ثم اللجوء الي القضاء فتمت إحالة عدد من الاعلاميين الي التحقيق بتهمة إهانة الرئيس منهم: وائل الابراشي و باسم يوسف، وحبس رئيس تحرير الدستور الاسبق إسلام عفيفي، وصولا إلي دسترة قيود الحريات وإغلاق الصحف في مواد صريحة بالدستور الجديد، وهو ما استدعى الصحف الي الاحتجاب وتسويد صفحاتها ضد ما يسمى بدستور يقيد الحريات ويسلب الحقوق ويغلق الصحف. لم يهدأوا بعد فلجأوا الي طريقة الارهاب الجسدى من خلال استهداف الصحفيين وتصفيتهم واغتيالهم كما حدث مع الحسينى أبوضيف الصحفي بجريدة الفجر الذي قتل في احداث قصر الاتحادية. قتل أبو ضيف ليس نهاية المعركة بين جماعة تسير علي نفس نهج نظام سقط رغم تحكمه في وسائل الاعلام وسيطرته عليها وتدخله في عملها، لكن المعركة مستمرة فمع إقرار الدستور الجديد الذي يعطى الحق في إصدار الصحف من خلال الاخطار ودون عقبات لكنه قادر ان يغلقها بحكم قضائي وهو ما يضع الصحف في مرحلة الترصد والمراقبة من قبل اي شخص في السلطة،كما انه سهل للصحفيين الحصول على المعلومات من مصادرها دون عقبات، لكنه لم يتصرف عقابيا مع من يمنع المعلومة عن الصحفي. المستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة السابق اعتبر الدستور الجديد نكسة علي حرية الصحافة، لما يتضمنه من عدوان على السلطة الرابعة وحريتها وسماحها بإغلاق الصحف الخاصة والمستقلة وتعطيلها، خاصة بعد عدم إلغاء العقوبات السالبة للحريات في قضايا النشر، مشيراً الي ان الدستور الجديد يوقع عقوبة جماعية بالاغلاق من خلال حكم قضائي على المؤسسة كلها فى حالة الخطأ الفردى من اي صحفي، وهو ايضا ما يعتبر انتكاسة في مكتسبات الصحفيين التى كانت تتطلع الي الغاء عقوبات الحبس فى قضايا النشر، مشيرا إلى إن القانون لم يعرف نصا يجيز عقوبة تقضى بإلغاء او اغلاق صحيفة، كما في المادة 48 من الدستور الحالي التى تنص علي ان حرية الصحافة والطباعة والنشر وسائر وسائل الإعلام مكفولة، وتؤدى رسالتها بحرية واستقلال لخدمة المجتمع والتعبير عن اتجاهات الرأى العام والإسهام فى تكوينه وتوجيهه فى إطار المقومات الأساسية للدولة والمجتمع والحفاظ على الحقوق والحريات والواجبات العامة، واحترام حرمة الحياة الخاصة للمواطنين ومقتضيات الأمن القومى، ويحظر وقفها أو غلقها أو مصادرتها إلا بحكم قضائى ،والرقابة على ما تنشره وسائل الإعلام محظورة، ويجوز استثناء أن تفرض عليها رقابة محددة فى زمن الحرب أو التعبئة العامة. واضاف أن أى حكم قضائي يفتح الباب علي مصراعيه للإيقاف أو غلق الوسيلة الاعلامية أو مصادرتها ،موضحا ان مقتضيات الأمن القومى أو تناول الحياة الخاصة لشخصية عامة أو أفراد أسرته حتى لو كانوا من اللصوص يعتبر من الأسباب التى تؤدى إلى إصدار حكم قضائي بالغلق أو المصادرة. الكاتب الصحفي سعد هجرس يري أن هناك معركة مستعرة بين طرفين.. السلطة الإخوانية من جهة والمدافعين عن حرية الرأي والتعبيرمن جهة اخرى مشيراًالي ان الامور تتوقف علي كيفية إدارة الأزمة . ويتوقع هجرس فشل كل المحاولات الاخوانية للسيطرة علي وسائل الاعلام سواء كانت قومية او خاصة لعدة اسباب منها تكميم الأفواه اصبح مهمة مستحيلة بسبب التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة التى جعلت العالم مفتوحا للجميع، وكذلك بسبب ضعف الإعلام الإخوانى وعدم قدرته علي مجاراة الإعلام الخاص في طرح ومناقشة القضايا قائلا الإعلام الاخوانى « تافه وضعيف» ولن يستطيع الصمود في المنافسة . ويضيف هجرس: الجماعة الصحفية ليست مكسورة الجناح للدفاع عن حرية الرأي والتعبير أمام الهجمة القاسية علي الصحفيين من قبل المليشيات الاسلامية التى تهدد الصحفيين وتعتدى علي الصحف وتغتال الإعلاميين.